أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الخميس، على أنّ سيادة لبنان التي تتمسك بها بلاده “تستلزم أن يكون بلدًا محايدًا بعيدًا عن الصراعات والمحاور”.
جاء ذلك، خلال لقاء جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي (شمال بيروت) ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على رأس وفد دبلوماسي.
وقال لودريان بحسب بيان من المكتب الإعلامي للصرح البريركي، إن “لبنان يملك كل المقومات للنهوض من جديد”.
وعبّر لودريان عن تقديره لـِ “مبادرة البطريرك الراعي” في الالتزام بالحياد.
من جهته، رأى الراعي، أنّ “الظروف اللبنانية والإقليمية شجعت على طرح مشروع الحياد الإيجابي والناشط في سبيل إنقاذ لبنان”.
وفي تصريحات منفصلة الأسبوع الماضي اعتبر الراعي، أن “الحياد اللبناني هو الكيان اللبناني” كما أنه “يخدم الجميع”.
والحياد الذي يشير إليه الراعي، هو نفسه الذي قصده في تصريحاته عندما اعتبر أن هيمنة “حزب الله” على الحكومة والسياسة في البلاد، تركت لبنان وحيدًا ومحرومًا من الدعم الخليجي أو الأمريكي أو الأوروبي.
وبحسب البيان، قال الراعي:” لبنان تاريخيًا هو بلد محايد ولطالما أدت سياساته السابقة المحايدة إلى درء الأخطار العسكرية والسياسية والاقتصادية عنه”.
وأشار إلى أن “نظام الحياد يقتضي قيام دولة قوية بمؤسساتها وجيشها لتتمكن من حل القضايا الداخلية العالقة والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله”.
كما شكر الراعي فرنسا على “الدعم الذي تقدمه للمدارس الكاثوليكية والخاصة لتواجه هذه المحنة الصعبة (الأوضاع الاقتصادية)”.
والأربعاء، وصل لودريان إلى العاصمة بيروت، في أول زيارة رسمية منذ تولى حسان دياب رئاسة الحكومة في فبراير الماضي، ضمن جولة بالمنطقة بدأها بالعراق.
وبجانب الأزمة الاقتصادية، يعاني لبنان من انقسام واستقطاب سياسي حاد، منذ تشكيل الحكومة الحالية برئاسة دياب، في 11 فبراير الماضي، خلفا لحكومة سعد الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات.