كثير من المفاهيم والمواقف، بل والمصطلحات، أصبحت محل خلاف عند العامة والخاصة، فمثلاً هناك من المثقفين من يرى أن زيارة الرئيس الأميركي ترمب إلى المملكة العربية السعودية مكسب للعرب وانتصار للمسلمين، حيث حصلوا على تعهدات أمنية وأسلحة متطورة وإعلان أميركي بشيطنة إيران! وفي الوقت نفسه هناك من يرى أنها زيارة الرابح فيها هو الرئيس الأميركي، الذي رجع ومعه 400 مليار دولار، وتعهد عربي بتسوية الخلاف مع إسرائيل، ولم يأخذ العرب منه إلا كلاماً في كلام، فشيطنة إيران سمعوها من أكثر من رئيس أميركي سابق، كانت نهايتهم أن وقعوا معه اتفاقاً نووياً!
مفهوم الإرهاب والتطرف أخذ نصف وقت الكلمات، التي ألقيت في المحادثات السعودية الأميركية، وكان واضحاً اختلاف المفاهيم بين الطرفين حول هذا المصطلح، فالملك سلمان لم يذكر «حماس» ضمن المنظمات الإرهابية، بينما الرئيس ترمب ذكرها، لكن الملاحظة الفارقة هو ما غرّد به رئيس مركز الاعتدال لمقاومة التطرف بعد افتتاحه مباشرة، عندما قال إن الإخوان المسلمين هم الحاضنة للجماعات الإرهابية! مع أن لا الملك سلمان ولا ضيفه الأميركي ذكرا ذلك أثناء حديثهما عن الجماعات الإرهابية!
الرئيس الإيراني المنتخب روحاني، قال في خطاب الفوز إن سوريا والعراق ولبنان هي من تحارب الإرهاب بدعم من إيران، وهذا مفهوم للإرهاب غريب وعجيب، فالجميع شاهد كيف استبيحت الأعراض وأهدرت الدماء وأزهقت الأرواح البريئة في تلك الدول على يد الميليشيات الطائفية والنظام العلوي المدعوم من إيران أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية (!!)
والأعجب أن أوروبا وأميركا يشاهدان كل ما يجري من مجازر على يد الميليشيات الإيرانية والعراقية المسماة بالحشد، والمدعومة من إيران، ومع هذا يأتي الرئيس الأميركي لينعت حركة حماس بالإرهابية، وتتخذ أوروبا كل الإجراءات الأمنية لشيطنتها، في الوقت الذي تتسابق فيه شركاتها لتوقيع العقود مع إيران بعد رفع الحصار!
مفهوم الإرهاب أصبح مطاطا، يتم تحديده وفقاً للمقاس المطلوب، ولو كان للعدالة مكان لاعتبرت إسرائيل أكبر نظام إرهابي بعد إيران إن لم تتجاوزها في مجازرها، لكننا نعيش في زمن الغرائب والعجائب!
أن ما نقله ترمب عنا من أننا نرغب باتفاق سلام مع اليهود غير صحيح، لأن سلاماً يبشر به ترمب اليهود لن يكون إلا إذلالاً ومزيداً من ضياع الحقوق!
*
نهنئ عائلة البرغش بعودة حقوقهم إليهم كاملة غير منقوصة، ونشكر سمو الأمير على هذه اللفتة الكريمة، ونتمنى أن نشاهد مزيداً من الحقوق ترجع تباعاً لأهلها، ولعل هذا من بركات المشاركة في الانتخابات، التي سيتلوها مزيد من الإنجازات بإذن الله.
(*) ينشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية