نجحت حملات شبابية لرواد الملاعب ومواقع التواصل الاجتماعي لدعم اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة، بعد تكرار الهتاف له في ثلاث مباريات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي انطلقت مساء الجمعة الماضي في مصر، ولكن هاجمها عدد من الإعلاميين المحسوبين على السلطة، دون تعليق حكومي رسمي.
دعم وترحيب
وهتف المشجعون لأبو تريكة في مباراة الافتتاح التي جمعت بين مصر وزيمبابوي التي انتهت بفوز مصر.
كما هتفوا له كذلك في مبارتي المغرب ونامبيا، والسنغال وتنزانيا، مساء أول أمس الأحد.
واستبقت الحملات انطلاق البطولة بمصر بوسم “اهتف لتريكة”، طالبوا فيه مشجعي المباريات إلى الهتاف للاعب المصري السابق عند الدقيقة الثانية والعشرين من المباراة، نسبة إلى الرقم الذي كان يحمله أبو تريكة عندما كان يلعب في صفوف النادي الأهلي المصري.
وجاء ذلك بعدما شنت وسائل إعلام مصرية هجوماً حاداً على أبو تريكة بعد تغريدته التي قدم فيها التعازي للرئيس المصري الراحل د. محمد مرسي الذي توفي الإثنين الماضي.
وكان أبو تريكة صرح في بداية مشواره الكروي أن اختياره للرقم جاء بعد أن رآه مكتوباً على أحد أبواب المسجد النبوي خلال تأديته لمراسم العمرة في عام 2004.
من جانبه، ثمن نجم المنتخب المصري السابق هتاف الجمهور باسمه واعتبره شيئاً طبيعياً.
وأضاف أبو تريكة الملاحق باتهامات سياسية بمصر في تصريحات متلفزة أن “الذي يخرج من القلب يصل للقلب، وأنه يخدم بلده من أي مكان وموقع لأنه في قلبه ولو طلب عينيه وقلبه فلن يتأخر وسيكون رهن أمره”، وهو ما أثار موجة كبيرة من التعاطف معه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي دعم لافت أعلن رجل الأعمال المصري الشهير نجيب ساويرس أنه هتف مع جماهير الكرة المصرية للاعب محمد أبو تريكة خلال مباراة افتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية، مؤكداً أنه يظل “بطلنا”.
هجوم إعلامي
وفي المقابل، استنكر الإعلامي المقرب من السلطة محمد الباز الهتاف لأبو تريكة، مبرراً رفضه بأن اللاعب “موصوم بدعم جماعة الإخوان” التي أعلنت السلطة حظرها ونعتها بالإرهابية منذ عام 2014.
وقال الإعلامي محمد الباز، خلال تقديمه برنامج “90 دقيقة”، المذاع عبر قناة “المحور”: إن لدينا في مصر 2 محمد أبو تريكة، الأول لاعب كرة القدم وأمير القلوب، الذي أسعد ملاين المصريين خلال السنين الماضية، ومشجعو الكرة الذين لا علاقة لهم بالسياسية يحبون تريكة كلاعب، أما محمد أبو تريكة الثاني، موصوم بدعم جماعة الإخوان الإرهابية، وهناك دلائل على ذلك من خلال تقارير أجهزة الأمن المصرية تعود إلى عام 2008 التي تؤكد انتماءه للإخوان والجماعة الإسلامية، وتم توصيفه بأنه عضو خامل.
ووصف الكاتب المقرب من النظام حمدي رزق ما حدث في مقال له بـ”المصري اليوم” عدد الإثنين 24 يونيو بأنه “فتنة أبوتريكة”، مؤكداً أن الهتاف لا يغير من أمر أبو تريكة ووضعه القانوني في مصر شيئاً، قضيته منظورة أمام القضاء.. ولا تعقيب.
واعتبر رزق المعروف بخصومته مع جماعة الإخوان، الهتاف لأبو تريكة “مخطط إخواني سقيم جرى التأسيس لإطلاقه في قنوات رابعة الإخوانية ليلة افتتاح بطولة أفريقيا، واستغلاله بعدها، محذراً من أن هناك من يحرف الجماهير عما يجري في الملعب، ويعمد إلى تفتيت حواف الكتلة الحرجة في المدرجات، واستخدام الألتراس مجدداً لخدمة أهداف ملعوبة باحترافية، وفق ما يعتقد.
وحذر رزق مما أسماه “فتنة كروية” في ملاعب البطولة قائلاً: الجماعة استغلت اسماً مختلفاً عليه، نموذجياً في الاستخدام، من الناس من يفضله كروياً، ومن الناس من يمقته إخوانياً، فحذار من فتنة أبو تريكة في المدرجات، والتعامل الذكي إعلامياً مطلوب، لا تثيروا حنق العاديين، ولا تحكّوا أنف المتعاطفين، جمهور الكرة في الأخير له تفضيلات كروية وليست سياسية.
ملاحقة قضائية
وكانت محكمة النقض المصرية –أعلى المحاكم المصرية– ألغت في العام 2018 حكماً بإدراج النجم السابق لكرة القدم المصرية محمد أبو تريكة على قوائم “الإرهاب”، إلا أنه بقي على القوائم بموجب حكم ثان صادر بحقه.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قررت في يناير 2017 إدراج اسم اللاعب على قوائم “الإرهاب”، لاتهامه بتمويل جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما نفاه أبو تريكة بانتظام.
كما قررت المحكمة الإدارية العليا في أبريل 2018 إلغاء التحفظ على أموال أبو تريكة.