في ولاية ماديا براديش الهندية، تجاوزت حكومة بهاراتيا جاناتا كل حدود الظلم والتمييز، حيث شهدنا تدمير منزل أحد المسلمين المتهمين بالعنف الجماعي، ويأتي هذا التصرف بعد سلسلة من الإجراءات التعسفية، إذ دمرت الحكومة منازل بعض المسلمين، وأجبرت هؤلاء على السير في الشوارع وهم يهتفون بشعار «الشرطة أبونا».
تعكس هذه الحوادث مدى الكراهية التي يكنها بعض عناصر الشرطة تجاه المسلمين، حيث يُنظر إليهم كعبيد لا حقوق لهم، هؤلاء المسلمون كانوا قد رفعوا أصواتهم دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان مصيرهم الوحشية والإهانة، بينما يواصل الزعيم الهندي الديني رامجييري مهاراج تجواله بحرية رغم إساءته لنبي الإسلام.
تظهر الأحداث أيضًا بشكل واضح قمة التكبر والظلم لدى الحكومة الهندية والمؤسسات التابعة لها تجاه الأقلية المسلمة بشكل خاص، حيث يتم تدمير منازل المحتجين أولاً، ثم يُجبرون على الرقص في الشوارع وترديد شعارات مهينة لهم إمعانًا في إذلالهم، والواضح من خلال تكرار هذه الممارسات المجحفة تجاه المسلمين أنه إن لم تُتخذ إجراءات منصفة من القيادة الإسلامية على مستوى البلاد، فإن عزيمة المسلمين قد تتبدد؛ ما يؤدي إلى شعورهم بالمهانة وزيادة جرأة المتطرفين الهندوس.
والجدير بالذكر أن اشتباكات حدثت عندما تم منع حشد كبير من دخول مركز الشرطة لتقديم شكوى ضد مهاراج، الذي أدلى بتصريحات مسيئة تجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام، وقد أدى هذا إلى احتجاجات واسعة، تخللتها أعمال عنف من قبل المخربين؛ ما استدعى تدخل الشرطة التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن مهاراج يواجه عدة شكاوى في ولاية ماهاراشترا بتهم تتعلق بالتحريض وإهانة المشاعر الدينية، ولكنه في الوقت نفسه يستمر في التجول بحرية، بينما يتعرض المسلمون لظروف قاسية وظالمة.
هذا الفيديو الذي يثير الغضب يتعلق بولاية ماديا براديش، حيث تجاوزت حكومة بهاراتيا جاناتا كل حدود الظلم، وأصبح يتعين على القيادة الإسلامية الآن أن تعلن موقفها من رفض هذه الممارسات بشجاعة ووضوح، وإلا فإن المسلمين سيُدفعون إلى عبودية أكثر سوءًا في الفترة المقبلة، لأنه إذا استمرت هذه الاضطهادات الهندوسية، فإن اليوم الذي ستعامل هذه القوى الهندوسية المسلمين فيه كأنهم خدم ليس بعيدًا.
إنه قمة التكبر والظلم أن تدمر منازل المحتجين أولاً، ثم إجبارهم على الرقص في الشوارع وترديد شعارات تمدح القوى الأمنية الجائرة، التي تمارس الظلم ليل نهار تجاه أقلية المسلمين على مرأى ومسمع من الجميع، وفي هذه الحالة إذا لم تُعطَ ردود فعل منصفة من قبل القيادة الإسلامية على مستوى البلاد، فإن عزيمة المسلمين ستتبدد، وسينغمسون في شعور بالذل والمهانة، مما سيزيد من جرأة هؤلاء الهنود المتطرفين.
ومن هذا المنطلق، فإنه من الضروري مواجهة إدارة شرطة ماديا براديش وتلقينهم درساً قوياً بأسلوب دستوري، ويجب معالجة الكراهية تجاه المسلمين والتمييز الذي يتعرضون له وفقاً للقانون والعدالة.
وليس أقل من أن يطلب قادة المسلمين في الهند من رئيس قضاة المحكمة العليا شاندراشود أن يتخذ إجراءات فورية ضد ظلم الشرطة وبربرية الجرافات في ماديا براديش، حيث إن هذه التصرفات هي تحدٍّ سافر للسلطات القضائية.