دعت جماعة “حزب الله” اللبنانية، الخميس، إلى تشكيل حكومة تراعي “التوازنات المعتمدة” و”تعالج الأزمات” التي تشهدها البلاد.
جاء ذلك في بيان أصدرته كتلة “الوفاء للمقاومة” التي تمثل “حزب الله” في البرلمان، بعد اجتماع عقدته في مقرها بالضاحية الجنوبية لبيروت، برئاسة النائب محمد رعد.
ووفق الوكالة الرسمية اللبنانية، ذكر البيان أن “الواقعية تقتضي من الجميع (الأطراف السياسية)، التعاون من أجل تشكيل حكومة تنهض بمعالجة الأزمات الراهنة، مع مراعاة التوازنات المعتمدة في البلاد”.
واعتبر الحزب أن “أي إخلال يطال أي فريق تمثيلي (في الحكومة)، سيفاقم الأزمات ويستولد عقبات ومعوقات لا مصلحة لأحد فيها”، دون أن يوضحها.
واعتبر أن “التأخير في تشكيل الحكومة بات من شأنه أن يلحق أضرارا جسيمة بالبلاد على كل المستويات”، داعيا إلى “ضرورة التحرك السريع والاستفادة من كل بادرة تعاون لتذليل العقد وتخطي العقبات”.
وأشار الحزب إلى ما سماه “تصفية الحسابات” التي “لا تحقق جدواها في ظل نظام سياسي يرعى تقاسم المصالح بين الطوائف”.
وتزامن بيان “حزب الله” مع دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأطراف اللبنانية إلى تشكيل حكومة من “شخصيات مؤهلة”، وأن “تضع جانبا مصالحها الشخصية والطائفية والفئوية”.
ويعاني لبنان، منذ شهور، أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990) واستقطابا سياسيا حادا يعرقل ملف تأليف الحكومة المكلف بتشكيلها سعد الحريري، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.
ومنذ أن كلفه الرئيس اللبناني ميشال عون، في 22 أكتوبر الماضي، لم يتمكن الحريري من التوصل إلى تشكيلة حكومية من اختصاصيين، بسبب عقبات أبرزها الخلافات بين الأحزاب حول طريقة توزيع الوزارات.
ويقول مراقبون إن جماعة “حزب الله” وحلفاءها يعطلون تشكيل حكومة اختصاصيين، بانتظار أن تتضح السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية المقبلة، برئاسة جو بايدن، على أمل أن يشاركوا في الحكومة.
وقبل الحريري، كان عون قد كلف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة، لكن الأخير اعتذر جراء خلافات بين القوى السياسية حالت دون إتمام مهمته.
وستحل الحكومة المقبلة محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس الماضي، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ بيروت.