وقد علق د. القرضاوي على جريمة قتل الأسرى المصريين بقوله : إن ما حدث من قيام أحد القادة بقتل الأسرى العزل لهو شيء معهود فيهم دائماً، ويجب علينا ألا نتوقع منهم سوى الغدر والخسة، فهم خونة ليس مع البشر فقط، بل هم خونة مع الله، ولا بد من معرفتهم جيداً ومعرفة طباعهم حتى نتعامل معهم على هذا الأساس، كما أن اعترافهم بقتل ألف أسير مصري أمر خطير، ولا بد للحكومة المصرية أن تستغل المذبحة لأبعد الحدود، ويجب أن نقطع كل صلة لنا مع هؤلاء السفاحين، فمن المعروف أن “إسرائيل” تستخدم كل هذه الأسلحة بدءاً من الإيدز إلى إفساد بذور المحاصيل الزراعية إلى استخدام الأجهزة الإعلامية عبر القنوات الفضائية لإفساد شبابنا، فهم يستحلون دماءنا وأعراضنا، والسلام مع هؤلاء القتلة غير مألوف ولا مضمون، بل مستحيل، ويجب أن تتم المقاطعة الكاملة بكل صورها مع هؤلاء؛ حيث إنه من المحرمات، بل من الكبائر، التعامل مع الصهاينة بيعاً أو شراء.
إن ما كشفت عنه الأسابيع القليلة الماضية من اعترافات حول جريمة قتل الأسرى المصريين والفلسطينيين والسودانيين.. وغيرهم من العرب خلال الحروب العربية “الإسرائيلية”؛ يؤكد أن هذا السلوك الإجرامي كان وما زال سياسة رسمية متَّبعة، ولم يكن سلوكاً فردياً، بدليل سكوت القادة العسكريين الكبار عن هذه الجريمة، ومحاولتهم إخفاء معالمها، بل ومباركتهم لها، كما أن ملف الإرهاب الدموي الصهيوني زاخر بالمذابح والجرائم الجماعية والفردية ضد العرب؛ عسكريين ومدنيين، وبما يدعم ما ذهبنا إليه، وما تم الكشف عنه ليس سوى مشهد في حلقة من مسلسل طويل ومستمر منذ أن وطأت أقدام رجال العصابات الصهيونية أرض فلسطين الأسيرة، وحتى الآن اسمه “الإرهاب الصهيوني”؛ لذلك فإن الحديث عن السلام مع هؤلاء ليس سوى سراب؛ لأن الذين ارتكبوا هذه الجريمة الفظيعة وسكتوا عنها هم الآن المتربعون على سدة السلطة في الدولة العبرية التي قامت على العدوان والتوسع، لذلك لم يكن بمستغرب ألا تميل حكومة إسحاق رابين إلى اتخاذ أي إجراءات ضد المتورطين في هذه المجزرة؛ لأن أول المتهمين فيها هو رئيس الوزراء وزير الدفاع الحالي إسحاق رابين.