كشفت فرح خان، أول عمدة مسلمة لمدينة “إيرفين” بولاية كاليفورنيا الأمريكية، عن رحلتها المليئة بالصعاب والتحديات للوصول إلى أعلى منصب في المدينة، وسط معاناتها من “الإسلاموفوبيا“.
وفي 3 نوفمبر الماضي، انتخبت فرح خان للمنصب، وتولت مهامها في 8 ديسمبر الفائت، في المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة.
وفي مقابلة مع الأناضول، قالت خان (أمريكية من أصول باكستانية): “في الواقع لست فقط أول عمدة مسلمة لمدينة إيرفين، بل أول مسلمة يتم انتخابها لمدينة كبرى في الولايات المتحدة“.
وفكرت خان، أول مرة في الترشح لمنصب العمدة عام 2014، لكن قيل لها إن “مدينة إيرفين غير مستعدة لقبول التنوع في منصب القيادة”، وإن اسمها “غير قابل للانتخاب“.
ورغم ذلك، قررت خان، وهي أم لولدين، أن تترشح بعد عامين، وبالطبع واجهت إساءات دينية.
ولم تردع هذه الإساءات خان عن الاستمرار في السعي نحو هدفها، وواصلت العمل من أجل مجتمعها، وفي 2018 ترشحت مرة أخرى وفازت بأكبر عدد من الأصوات، بين 12 مرشحا كعضو في مجلس المدينة.
وتابعت: “في 2020، ترشحت لمنصب عمدة المدينة ولم أفز فقط بأكبر عدد من الأصوات، ولكني حققت رقما قياسيا من الأصوات التي تم الحصول عليها لمنصب عمدة إيرفين، وأطحت بالعمدة السابقة التي شغلت المنصب 26 عاما“.
تهديدات معادية للإسلام في كل انتخابات
واجهت خان تهديدات معادية للإسلام في كل انتخابات شاركت فيها، وتحكي الإساءات التي تعرضت لها، قائلة: “واجهت محاولات لربطي بالمنظمات الإرهابية، وادعاءات أخرى بأنني تلقيت أموالا منها، رأيت كل شيء“.
وأضافت أن في انتخابات 2020 قدم خصمها شكوى فيدرالية ضدها لمجرد زيارتها أذربيجان، الدولة ذات الأغلبية المسلمة.
الثقة هي المفتاح الرئيسي
كشفت خان عن آمالها الكبيرة لمدينتها الحبيبة إيرفين، ومنها إنشاء مركز دولي في المدينة، وتوفير إمكانية نقل الأعمال التجارية، وإنشاء مجموعة متنوعة من خيارات الإسكان مع الحفاظ على المساحات المفتوحة الشاسعة في المدينة.
وأكدت أن أهم أهدافها هو “شعور الجميع بالأمان، وأنهم في منزلهم في مدينتنا“.
وشددت على أنه “يمكنها من خلال إدارتها الحفاظ على الوحدة والمنافسة القائمة على الثقة بين السكان والمسؤولين المنتخبين في مجتمع مختلط مثل إيرفين“.
ولفتت إلى أنه “بالثقة والتفاهم، يمكننا حل مشاكلنا“.
وأشارت إلى أن “المنافسة شيء جيد لأنها توفر خيارات للناس، وأنا لا أنوي أن أكون في هذا المنصب لفترة طويلة، على عكس من سبقوني، ولذلك أتطلع إلى المنافسات السياسية“.
وقالت خان، وهي أيضا صاحبة مشروع تجاري صغير، إنه “صعب للغاية أن تكون عمدة مدينة ذات ناتج محلي مرتفع“.
وأضافت: “بينما أعمل على زيادة أعمالنا من أجل زيادة إيرادات للمدينة، يجب أن أتأكد من خفض أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وحصول السكان على اللقاحات، مع التأكد أيضا من تطوير الإسكان والبنية التحتية، واستمرار وسائل النقل في العمل“.
وأوضحت أنه “من أجل الحفاظ على مدينتنا مستقرة ماليا خلال جائحة كورونا، قمت ببناء علاقات قوية مع المقاطعة وممثلي الولاية والممثلين الفيدراليين لتقديم المساعدة المالية لأعمالنا والمستأجرين، وكذلك السعي لتوفير الأموال للمشاريع الجديدة والمبتكرة“.
إيرفين لديها خطة “قوية” لدرء الكوارث
وأكدت خان أن إيرفين لديها خطة “قوية للغاية” لمواجهة الكوارث المحتملة مثل انقطاع التيار الكهربائي الأخير في ولاية تكساس بسبب موجة البرد.
وأردفت: “قمنا بتدريب طاقم موظفين للتركيز على الإجراءات الوقائية، ووضع خطط لمواجهة الكوارث، وإجراء اختبارات مستمرة للتأكد من أن الخطط فعالة“.
وأشارت إلى أن “إيرفين” تحصل على الطاقة من “جنوب كاليفورنيا أديسون”، وهي شركة الكهرباء الرئيسية لتلك المنطقة من الدولة، مضيفة أن “بهذه الطريقة، يمكننا شراء الطاقة في وقت مبكر لتجنب حدوث اضطرابات“.
يذكر أن خان، نشأت في مدينة سان فرانسيسكو التابعة لولاية كاليفورنيا، وتخرجت من جامعة “كاليفورنيا ديفيس”، وانتقلت إلى إيرفين عام 2004.
وشغلت منصب مديرة تنفيذية لمنظمة محلية غير ربحية “مجلس نيوبورت ميسا إيرفين المشترك بين الأديان” (Newport Mesa Irvine Interfaith Council)، حيث عملت مع المجتمعات الدينية المحلية وغيرها من المنظمات غير الربحية لمعالجة قضايا مثل التشرد والاتجار بالبشر.
ومن المقرر أن تنتهي فترة منصبها الحالي عام 2022.