سلمت الولايات المتحدة الأمريكية قوة الانتشار السريع بالأردن آخر دفعة من طائرات هليكوبتر “بلاك هوك”؛ بهدف تعزيز الدفاعات الحدودية للمملكة والمشاركة في عمليات خارج الحدود ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”.
ويقول مسؤولون أمريكيون: إن المساعدات العسكرية للأردن، وهو أحد أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية الخارجية، تساعد على بناء القدرات العسكرية للمملكة في إطار إستراتيجية إقليمية أوسع نطاقاً.
وكانت واشنطن قد أعلنت أنها تعتزم البقاء في سورية فترة طويلة بعد هزيمة “تنظيم الدولة الإسلامية”، ولها قواعد عسكرية في الجزء الشمالي الشرقي من البلد الذي تمزقه الحرب.
وفي مراسم التسليم التي حضرها قائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات، هبطت الطائرات الهليكوبتر في إطار عملية محاكاة لإنقاذ رهائن تنفذها القوات الخاصة.
وقال هنري ووستر، القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالأردن، في مراسم تسليم الطائرات التي أقيمت في قاعدة الملك عبدالله الجوية على بعد 35 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة عمَّان: الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بدعم جهود القوات الجوية الأردنية لحماية حدود الأردن وردع أعمال الإرهاب والمساهمة في عمليات التحالف لهزيمة “تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف ووستر أن الكونجرس الأمريكي خصص 470 مليون دولار للسنة المالية 2017 للجيش الأردني مع تخصيص جزء كبير للتدريب وقطع الغيار والأسلحة وحظائر للطائرة الهليكوبتر من طراز “بلاك هوك” وعددها 12.
ومن شأن تسليم المساعدات العسكرية معالجة بعض المخاوف التي عبر عنها العاهل الأردني الملك عبدالله العام الماضي لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما وكبار المشرعين الأمريكيين بشأن نقص التمويل العسكري والاستجابة لأحد الحلفاء الرئيسيين بالمنطقة.
وفي وقت لاحق، قال فوتيل، قائد القيادة المركزية، لشبكة “سي.إن.إن” الإخبارية: إن الحليف القوي للولايات المتحدة شريك رئيس لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في المنطقة.
وقال فوتيل: كان الأردن شريكاً رائعاً لعدد من السنوات هنا، أعتقد أن ما تشهدونه اليوم هنا هو إظهار لنضج علاقتنا.
والأردن ضمن عدد قليل من الدول العربية التي شاركت في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على التنظيم المتشدد.
ولطائرات “بلاك هوك” دور محوري في قوة الرد السريع التي تمولها الولايات المتحدة التي شكلها الأردن لمواجهة “تنظيم الدولة الإسلامية” الذي ما زال يمثل تهديداً على الرغم من طرده من مساحات واسعة من الأراضي في سورية والعراق المجاورين.
وقال ووستر: القوة قادرة على نقل القوات والإمدادات في أي مكان بالأردن في أسرع وقت لتعزيز أمن الحدود وصد أي عمليات تسلل محتملة.
وتنشر الولايات المتحدة صواريخ باتريوت في المملكة ولدى الجيش الأمريكي مئات المدربين في البلاد.
وموقع الأردن يجعله مركز إمداد مثالياً للولايات المتحدة بما في ذلك لقاعدة التنف الأمريكية في جنوب شرق الصحراء السورية.
وقال قائد جناح النقل الجوي الأردني العميد جابر العبادي: علاقات التعاون العسكري الأردني الأمريكي إستراتيجية ومتينة وتعتبر عنصراً مهماً في الجهود المشتركة في هزيمة عصابة “داعش” الإرهابية.
وقال دبلوماسي غربي: إن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لإنفاق مئات ملايين الدولارات على توسيع وتحديث قاعدة الموفق السلطي الجوية في الجزء الشمالي من البلاد قرب الحدود السورية الأردنية.
وأكد مسؤولون أردنيون توسيع برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية.
وأشار العميد العبادي إلى أن المملكة تعمل على تعزيز قدراتها من خلال تعاون القوات المسلحة مع الجيش الأمريكي وخصوصاً سلاح الجو الملكي.
ومنذ بداية الصراع السوري في عام 2011 أنفقت واشنطن ملايين الدولارات لمساعدة عمان على إنشاء نظام مراقبة دقيق يعرف باسم برنامج أمن الحدود للحيلولة دون تسلل المتشددين من سورية والعراق.