وصفت إذاعة “صوت أمريكا” غياب إثيوبيا عن جولة المفاوضات الأخيرة التي استضافتها واشنطن لحل أزمة سد النهضة، بأنه “نكسة”، إلا أنها اعتبرت أن المفاوضات لم تفشل بالكلية.
واعتذرت إثيوبيا عن المشاركة في الاجتماعات التي كان مقررا عقدها الخميس بالعاصمة الأمريكية بين كل من السودان وإثيوبيا ومصر برعاية وزارة الخزانة الأمريكية لمناقشة وتوقيع المسودة الأمريكية الخاصة باتفاقية ملء وتشغيل سد النهضة.
وقالت الإذاعة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني اليوم السبت بحسب مصر العربية:” على الرغم من النكسة، لكن ربما لم تفشل العملية بالكلية”.
وأعلنت إثيوبيا أنها لن توقع على اتفاقية دولية لا يضمن إجازتها من قبل البرلمان المنتخب، وذلك لارتباط التوقيع بالأوضاع الداخلية في إثيوبيا التي تنتظر انتخابات برلمانية ورئاسية في أغسطس المقبل، ولتجنب تأثير التوقيع إيجاباً أو سلباً على حملة الرئيس أبي أحمد الانتخابية.
وأوضح المحلل الإثيوبي البارز في مجموعة الأزمات الدولية ويليام ديفجن أن إثيوبيا تصف الأمر بأنه تأجيل للتفاوض.
وأضاف:” هم لا يرون أن الاجتماع ألغي إلى الأبد، ولكنهم يريدون فقط مزيدا من الوقت من حتى يستعدوا له”.
وعقب اعتذار إثيوبيا، تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة جهود وساطتها مع مصر وإثيوبيا والسودان حتى توقع الدول الثلاث على اتفاق ينهي سنوات من الخلافات بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستظل منخرطة مع مصر وإثيوبيا والسودان إلى أن توقع الدول الثلاث على اتفاق ينهي سنوات من الخلافات بشأن سد النهضة لكن الوزير لم يقدم تفاصيل.
وعن مصلحة الرئيس الأمريكي دونالد تراب في التوصل لاتفاق بشأن السد، قال مسئول في إدارة ترامب للإذاعة الأمريكية إن: الرئيس يتفاخر بقدراته على عقد صفقات ويريد أن يرى هذا الاتفاق تم إنجازه.
وقال أديسو لاشيتو الزميل في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية بمعهد بروكينجز، إن النفوذ الأمريكي الكبير على إثيوبيا يمكن أن يمنح ترامب الفرصة للدفع باتجاه إبرام معاهدة لإثبات براعته في عقد الصفقات.
وكان من المتوقع أن تبرم البلدان الثلاثة اتفاقا بشأن ملء وتشغيل السد الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار في واشنطن هذا الأسبوع لكن مصر فقط وقعت بالأحرف الأولى على الاتفاق.
وقال منوتشين إنه أجرى محادثات ثنائية منفصلة مع وزراء من مصر والسودان خلال اليومين الماضيين بعدما طلبت إثيوبيا تأجيل ما كان من المفترض أن تكون الجولة الأخيرة من المحادثات.
وأضاف الوزير الأمريكي أنه يتطلع إلى اختتام إثيوبيا لمشاوراتها الداخلية لإفساح المجال للتوقيع على الاتفاق “في أقرب وقت ممكن”.
من جهتها، أعلنت مصر أنها وقعت بالأحرف الأولى على اتفاق سد النهضة المطروح تأكيدا لجديتها، معربة عن تطلعها أن تحذو السودان وإثيوبيا حذوها في القبول بالاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: “تؤكد جمهورية مصر العربية أن مشاركتها في الاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة يومي 27 و28 فبراير 2020 جاءت من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وتنفيذا للالتزامات الواردة في اتفاق إعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وإثيوبيا في 23 مارس 2015.”
وشدد على أن مصر “تجدد تقديرها للدور الذي تقوم به الإدارة الأمريكية وحرصها على التوصل إلى اتفاق نهائي بين الدول الثلاث، وتأسف لتغيب إثيوبيا غير المبرر عن هذا الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات”.
واختتم البيان بالقول: “سوف تستمر كافة أجهزة الدولة المصرية في إيلاء هذا الموضوع الاهتمام البالغ الذي يستحقه في إطار اضطلاعها بمسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله بكافة الوسائل المتاحة”.
وترغب إثيوبيا، التي تبني السد، في بدء توليد الكهرباء على وجه السرعة، لكن مصر تبدي قلقها حول حصتها من المياه حال ملء السد بهذه الطريقة، دون اعتبار لمصلحتها.