“افتحوا الاعتكاف في الأقصى”.. عاصفة إلكترونية أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، نصرةً للمرابطين والمقدسيين، وللمطالبة بفتح باب الاعتكاف بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، في ظل الأخطار التي يتعرض لها، واستعدادات المستوطنين لاقتحامات جماعية ولإدخال “قرابين الفصح” وذبحها بالمسجد.
ولاقى وسم “#افتحوا_الاعتكاففي_الأقصى” تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد مغردون على حق المسلمين في الاعتكاف بالمسجد، ورفضهم قرار منع الاعتكاف.
وتأتي هذه الحملة الإلكترونية، في ظل استمرار شرطة الاحتلال الإسرائيلي بمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى، واستهدافها للمعتكفين المتواجدين في المصلى القبلي وإجبارهم على الخروج منه بالقوة، منذ بداية الشهر الفضيل.
وللعام العاشر على التوالي، تواصل مجموعات “الصهيونية الدينية” و”جماعات الهيكل” المتطرفة تحريضها ومحاولاتها ذبح “القربان الحيواني” داخل الأقصى.
شعيرة دينية
المختص في شؤون القدس زياد إبحيص كتب على صفحته بـ”فيسبوك”: “افتحوا الاعتكاف في الأقصى، رسالة باتجاهين، رسالة إلى الحكومة الأردنية والأوقاف بأن الاعتكاف شعيرة دينية وحق وليس لأحد قرار في منعه”.
وأضاف أن “الرسالة الثانية لأهلنا في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل بأن يتوافدوا إلى المسجد الأقصى ليفرضوا الاعتكاف بالإرادة وبالعدد رغم أنف المحتل”.
وأوضح أن “قرار منع الاعتكاف يخالف الأصل الشرعي في الأقصى، فهو شقيق المسجد الحرام بنص القرآن الصريح، وأحد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال إلا إليها بنص الحديث الشريف، وأبوابها لم تكن تغلق تاريخيًا أمام المسلمين في أي ليلة، فهل يحق للأوقاف أو للحكومة الأردنية الآن أن تحدد مصير الأقصى بصرف النظر عن الموقف الشرعي؟”.
وتابع “هذا القرار ضرب عرض الحائط بمناشدات وفتاوى وأسئلة نيابية للمطالبة بفتح باب الاعتكاف منذ اليوم الأول لرمضان، فما هي الحكمة من تجاهل كل هذه النداءات والمطالبات، وتجاهل الأحداث الكبرى الجارية في المسجد الأقصى، والتصرف كأن الاحتلال والاعتداءات والاقتحامات والخطر غير موجود؟”.
اعتراف ضمني
أما الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، فغرد قائلًا: إن “عدم إتاحة الاعتكاف في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان، هو بمثابة اعتراف ضمني بحق اليهود في اقتحامه كل يوم”.
وأضاف أن “الوضع القائم بعد الاحتلال، يعني ألا حق لهم فيه، وليس الوضع الذي يمنحهم الحق في اقتحامه، وإن صدرت إدانات لذلك”.
فيما تساءل الباحث والمتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى عبد الله معروف عبر صفحته بـ”فيسبوك”: “لماذا لا يقوم أهلنا في القدس والداخل والضفة بفرض الاعتكاف العظيم بكثافة العدد كما فرضوا الفجر العظيم؟، نحن قادرون على ذلك”.
وكتب الناشط حازم حمدية “فريضة الزمان والمكان، الاعتكاف في المسجد الأقصى حق طبيعي للشعب الفلسطيني، وسياسة المنع والطرد التي ينفذها العدو كفيلة بجر المشهد لمعركة سيف القدس 2”.
أما الصحفي يونس أبو جراد فتساءل “كيف وإلى متى نقبل بالواقع الذي يفرضه الاحتلال علينا في المسجد الأقصى؟، لماذا لا نكسر قواعد المنع وحواجز الواقع الاحتلالي، نحن والمقدسيون ومن خلفهم كل فلسطين، الأقدر على ذلك، فقد فعلناها من قبل في هبات لا ينساها التاريخ”.
وطالب آخرون، الأوقاف الأردنية بالسماح للفلسطينيين بالاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى ابتداءً من يوم غد الجمعة لمنع احتفالات المستوطنين بعيد “الفصح” اليهودي و”ذبح القرابين” في ساحات المسجد.
وغردت الناشطة نداء وليد عبر حسابها، قائلة: “لن نترك المسجد الأقصى يُدنس، واجب علينا الاحتشاد والرباط فيه”، مضيفة “يا أبطال فلسطين الرباط ثم الرباط، لا تسمحوا لعصابات المستوطنين بذبح قرابينهم المزعومة داخل الأقصى”.
انتهاك لقدسيته
بدورها، تساءلت منصة “القدس البوصلة” عبر صفحتها، “هل تعلم بأن الاعتكاف في المسجد الأقصى مفتوح ليلتي الجمعة والسبت، والعشر الأواخر، لكنه مغلق في سواها، ما يعني أن المصلين يستطيعون الاعتكاف الليلة، وأعدادهم فقط تحدد مصير الاعتكاف ليلة الأحد”.
وأوضحت أن الاعتكاف مهم ليلة الأحد حتى ليلة الثلاثاء المقبل، لأن اقتحام “عيد الفصح” العبري سيبدأ يوم الخميس القادم، ويستمر 7 أيام، والتصدي له لن يكون إلا بالاعتكاف، حيث تقيد قوات الاحتلال دخول المصلين بشكل كامل خلال ساعات الاقتحام”.
وحذرت من خطورة تمرير الاقتحام، لأن ذلك سيؤدي إلى انتهاك قدسية المسجد الأقصى في رمضان، وإمكانية “ذبح القربان” داخله، وأيضًا ترسيخ فكرة أن “المسجد مكان يقبل القسمة على غير المسلمين”.
وفي السياق، انطلقت دعوات فلسطينية لاستنساخ تجربة “الفجر العظيم”، والمشاركة بالآلاف في الاعتكاف العظيم بالأقصى بدءًا من مساء يوم الخميس، حتى نهاية رمضان، لتثبيت الاعتكاف ومنع استفراد الاحتلال ببضعة معتكفين، مع اقتراب “عيد الفصح”.