هجمات عنصرية وحملات تشويه يتعرض لها المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001م، زادت وتيرتها في ظل الخطاب السياسي المعادي للمسلمين، وموجة “الإسلاموفوبيا” التي اجتاحت البلاد وما تلقاه من ترويج في بعض وسائل الإعلام الأمريكية.
وساهم ظهور “تنظيم الدولة الإسلامية” في الضغط على المسلمين، ويرى معهد بروكينجز لاستطلاعات الرأي ومقره واشنطن في استطلاع أجراه في فبراير 2015م أن كراهية الأمريكيين للإسلام تصاعدت منذ ظهور “تنظيم الدولة”، وأن 14% من الأمريكيين يرونه مدعوماً من أغلبية المسلمين حول العالم.
وتشير أرقام مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) إلى أن الحوادث المناهضة للمسلمين زادت أكثر من 50% من عام 2015 إلى 2016م لأسباب من بينها تركيز الرئيس دونالد ترمب على الجماعات الإسلامية المتشددة وخطابه المناهض للهجرة.
وأرجع كوري سيلور، مدير قسم مراقبة ومحاربة “الإسلاموفوبيا” لدى “كير” والمشارك في كتابة تقرير “تمكين الكراهية” الصادر في مايو 2017م، ازدياد المشاعر المعادية للمسلمين إلى خطاب ترمب “السام”، وتعيينه لمعادين للإسلام في مراكز صنع القرار، وتقديمه سياسات معادية للمسلمين.
وتبنى ترمب خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2016 سياسة عنصرية إزاء المسلمين، ووقع يوم 27 يناير 2017م بعد توليه منصب الرئاسة أمراً تنفيذياً يقضي بحظر دخول البلاد لمدة تسعين يوماً على مواطني سورية والعراق وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن.
وفيما يلي أبرز الهجمات العنصرية ضد مسلمي الولايات المتحدة:
حادث بورتلاند
تعرضت امرأتان مسلمتان يوم 26 مايو 2017م لهجوم مصحوب بشتائم عنصرية ومضايقة من طرف شخص يدعى جيريمي جوزيف كريستيان، وذلك على متن قطار في محطة “هوليود ترانزيت” في مدينة بورتلاند بولاية أوريجون.
وأسفر الهجوم عن مقتل رجلين أمريكيين حاولا رفقة ثالث معهما الدفاع عن الفتاتين المسلمتين، حيث طعنهما المهاجم بالسكين حتى الموت.
وأثار حادث مقتل ريكي جون وتاليسين نامكاي ميشي ضجة كبيرة في بورتلاند بشكل خاص وفي كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، باعتباره يعكس التوجه العنصري لبعض الأمريكيين وما يقابله من رفض البعض الآخر من الأمريكيين لهذا التوجه.
جثة بنهر
عثر على جثة القاضية الأمريكية شيلا عبدالسلام يوم 12 أبريل 2017م في نهر هدسون الواقع بين ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، وهي أول قاضية مسلمة في الولايات المتحدة وأول قاضية سوداء تتولى رئاسة محكمة الاستئناف في المدينة، وكانت شيلا قد عينت بمنصب قاضية عام 1991م.
كما تعرضت الضابطة أمل السكري وهي مسلمة من نيويورك في ديسمبر 2016م لهجوم من رجل عندما كانت تتجول مع ابنها بحي بروكلين، وهدد المهاجم بقطع رقبة السيدة بعد أن اتهمها وابنها بالارتباط بـ”تنظيم الدولة الإسلامية”.
وتمكنت الشرطة من سماع الرجل وهو يصيح “عودا إلى بلدكما”.
جريمة كارولينا
والجريمة العنصرية الأفظع التي هزت المسلمين في أمريكا والعالم، كانت في ضاحية تشابل هيل بولاية كارولينا الشمالية حيث قتل ثلاثة شبان مسلمين في فبراير 2015م برصاص مسلح أمريكي بعد اقتحام منزلهم.
والضحايا الثلاثة للأمريكي كريج ستيفن هيكس، هم ضياء شادي بركات وزوجته يسر محمد أبو صالحة وشقيقتها رزان.
وكان الشاب بركات طالباً بكلية طب الأسنان في جامعة ولاية كارولينا، وتطوع مع جمعية خيرية لتقديم خدمات طب الأسنان في حالات الطوارئ للأطفال في فلسطين، بينما تدرس شقيقة زوجته الهندسة المعمارية والتصميم البيئي في الجامعة ذاتها.
وأثارت الجريمة وقتها موجة من الغضب العارم، ووصفت بأنها “إعدام بدم بارد”.
المساجد
لم تسلم المساجد وأئمتها من الأعمال العنصرية التي تستهدف المسلمين، فقد قتل الأمريكي أوسكار موريل إمام مسجد الفرقان مولانا علاء الدين أكونجي ومساعده ثراء الدين بعد مغادرتهما المسجد يوم 13 أغسطس 2016 بمنطقة أوزون بارك التابعة لحي كوينز في نيويورك بإطلاق الرصاص على الرأس من مسافة قريبة، وهو ما صدم الجالية البنغالية التي ينتمي لها القتيلان.
وتعرض مسجد في بلدة فيكتوريا التابعة لمدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية في نهاية يناير 2017م لحريق التهم معظم أجزائه، وجاء بعد ساعات فقط من اتخاذ الرئيس ترمب قراراً يمنع مواطني عدة دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
المصدر: “الجزيرة نت”.