مالي ومال بغداد إن تسبب شوقي إليها في موتي”.. قول يلخص النفور السائد بين المصريين تجاه الترشح للانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها في أبريل 2018، بعدما تعرض ثلاثة من المرشحين المحتملين لمصير مشئوم.
لم تمنع “البزة العسكرية”، لاثنين من المرشحين من اختفائهما المفاجئ عن الساحة، وهما: الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، والذي تم ترحيله من دولة الإمارات إلى القاهرة، وقالت أسرته إنه غير متصل معهم، والآخر هو العقيد أحمد قنصوة، والذي حبسته النيابة العسكرية لمدة 15 يومًا، بسبب اشتغاله في السياسة، بعد أيام من إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية.
أما المرشح الثالث فهو خالد علي، المحامي والحقوقي، الذي صدر بحقه حكم بالحبس لمدة 3 أشهر، بتهمة مخالفة تقاليد المجتمع وارتكاب فعل فاضح في الطريق العام، في أعقاب صدور الحكم بمصرية جزيرتي “تيران وصنافير”.
وقال السفير معصوم مرزوق، القيادي بـ “تيار الكرامة”، إن “الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، أصبح من الأمور المنفرة للرأي العام السياسي في مصر، خاصة وأن من يقم بهذا الأمر لا يأمن العواقب التالية لقرار ترشحه، بما إن هناك اثنين من كبار العسكريين، اختفيا فجأة من الساحة السياسية عقب إعلانهما ترشحهما لانتخابات الرئاسة بوقت قليل جدًا”.
وأضاف مرزوق في تصريح إلى “المصريون”: “هناك خلط في المعايير من قبل النظام السياسي، بالنسبة للتعاطي مع الانتخابات الرئاسية، إذ يجب التفريق بين المنافسة السياسية، وبين الإطار القانوني والذي يمثل الحاضنة لجميع المصريين، وليس أداة طيعة في يد نظام الحكم تجاه المعارضين أو المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، ومنافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي”.
وأشار إلى أنه “لا يمكن القضاء على الحياة السياسية في مصر بأي حال من الأحوال، والنظام نفسه سيكون من أكبر المتضررين في هذه الحالة، التي تأتي ضمن أخطاء متعددة يرتكبها النظام السياسي منذ توليه السلطة السياسية”.
في السياق ذاته، قال شريف الروبي، المتحدث باسم حركة “6 إبريل -الجبهة الديمقراطية”، إن “التطورات السياسية الحاصلة في مصر خلال اليومين الأخيرين، تأتي في إطار صراع بين أقطاب الدولة العميقة، ولا تعتبر لصالح الحياة السياسية والتعددية التي طالبت بها الثورات المتتالية في مصر بأي من الأحوال، خاصة في ظل حالة التهديد السياسي والقانوني الذي يطال كافة المرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة”.
وأضاف لـ”المصريون”: “النظام السياسي نفسه في أمس الحاجة لوجود مرشحين منافسين للرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، نظرًا للشعبية المتدنية بين المصريين في الآونة الأخيرة من جهة، وبسبب الانتقادات الهائلة الموجهة من الدول الخارجية للسياسيات القمعية الممارسة تجاه أصحاب الرأي والمعارضين السياسيين”.