أكد وزير الخارجية العراقي د. إبراهيم الجعفري أن مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي ستستضيفه الكويت في منتصف فبراير المقبل “بادرة رائعة”، مضيفاً أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اعتاد على تقديم المبادرات ومد يد العون وهو يحظى “باحترامنا وتقديرنا”.
وقال الجعفري خلال لقائه، أمس الإثنين، بالوفد الإعلامي الكويتي الذي يزور العاصمة العراقية بغداد: إن المؤتمر سيشكل تظاهرة ذات طابع إنساني سيطلع إليها العالم أجمع.
وثمن جهود دولة الكويت التي قامت بها وتقديره لشخص سمو الأمير، معرباً عن استعداد العراق للقيام بأي تنسيق مع دولة الكويت خاص بالمؤتمر.
وأوضح أن الانتصار على ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) هو انتصار للجميع، فقوة العراق هي قوة للجميع، مشيداً بموقف الكويت المشرف في دعم العراق.
وقال: إنه بالرغم من صغر حجم الكويت فإنها “كبيرة الشأن والتأثير والمكانة بين العالم”.
وذكر أن الانتصار على “داعش” يعتبر درساً لما يمكن تحقيقه عندما تتوحد الشعوب، معرباً عن أمله أن يمارس الإعلام الكويتي دوراً يليق بمستوى الحدث المرتقب لإنجاح المؤتمر وتقوية الطرفين، وأن يكون على قدر الحدث ويستمر بالعمل الدؤوب لما بعد المؤتمر.
وشدد على ضرورة توطيد العلاقة بين الشعبين العراقي والكويتي، وتحريك كل مكامن القوة بينهما؛ ليصبح العراق والكويت عصيين على أي نزعة عدوانية في المستقبل، معرباً عن أمله في مواصلة الكويت لدعم العراق.
وأبدى إعجابه بالفرص الاستثمارية الكويتية، داعياً المستثمرين الكويتيين إلى الاستثمار في العراق.
وشدد على ضرورة إيجاد المشتركات الثقافية والاهتمام بالتقريب في وجهات النظر عبر الأجهزة الإعلامية في عالم مليء بالمشكلات والأزمات.
وأشار إلى أهمية المؤسسات الإعلامية في بحثها الدائم إلى الحقيقة، لاسيما وأن العالم بات قارة واحدة ممتدة بسبب التواصل الإعلامي السريع، منوهاً إلى دور الإعلام الكويتي واهتمامه بأخلاقيات المهنة الإعلامية ومصداقيته.
وأوضح أن الشعب العراقي أكثر من يفهم معاناة الشعب الكويتي من جرائم النظام البائد التي طالت الجميع، موضحاً أنه لا بد من تحويل تلك المآسي إلى دوافع للانتصارات، فلا نستطيع أن نمحو التاريخ، لكننا نستطيع ألا نكرر الأخطاء في المستقبل.
وحول وجود تخوفات تتعلق بالهاجس الأمني يؤثر على الجانب الاستثماري، قال الجعفري: الوضع الأمني مستقر، والحكومة تبذل قصارى جهدها لتوفير الأجواء الأمنية إيماناً منها أن الاقتصاد ينمو في الأجواء الأمنية الملائمة.
وذكر أن العراق تجاوز في تاريخه محطات متعددة في انتخابات متعددة، مشيراً إلى أن التعدد السياسي بات موجوداً في الحالة السياسية؛ إذ إن البرلمان العراقي يعكس مكونات المجتمع المختلفة والتعدديات المذهبية والقومية والسياسية، وهذا التعدد أخذ طريقة إلى البرلمان وإلى الحكومة أيضاً.
وقال: إنه بالرغم من أن العميلة السياسية في العراق ليست مثلى، لكنها لم تكن كما كان في السابق، مشيراً إلى أهمية تنظيم قوانين الاستثمار ومحاربة ظواهر الفساد المالي الموجودة.
وقال: إن العراق كما هو متنوع بداخله متنوع أيضاً بخارجه، وما يحيط به، مؤكداً أن تقوية أي دولة عربية في المنطقة هي تقوية لكافة الدول، فكلما وجدت المشتركات زادت قوة الدول.
ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر في الفترة من 12 إلى 14 فبراير المقبل بمشاركة عدد من الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية، وسيكون برئاسة 5 جهات، هي: الاتحاد الأوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي.