يجب أن يكون لنا كنساء دور في الحياة والمجتمع، وسننقل معاناة المظلومات للعالم”.. بهذه الكلمات تحدثت سناء عبد الجواد، زوجة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين بمصر، والمحبوس حاليا، محمد البلتاجي، عن الأزمة التي تمر بها بلادها، والتي دفعت أسرتها “ثمنا غاليا” خلالها.
عبد الجواد، تعود بذاكرتها للوراء لأكثر من 4 سنوات، تسترجع في حديثها مع الأناضول، عائلتها التي تضم زوجها ونجلها أنس، المحبوسين بمصر منذ سنوات، وفتاتها الوحيدة التي قتلت في أكبر اعتصام سياسي بمصر في صيف 2013، بخلاف 3 أبناء يتنفسون معها الغربة بالخارج.
وتقول في حديثها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به في الثامن من مارس من كل عام: إن أول نجاحاتها في الحياة “هي أسرتي الصغيرة، زوجتي وأطفالي، وتكوين أسرة يكون هدفها في الحياة، هو الحفاظ على وطنها”.
وتضيف: “أكرمني الله بأن جميع أفراد الأسرة كانوا يمشون في طريق الحق وعائلة تحب وطنها وتضحي من أجل حرية المصريين، ومنهم أسماء، التي قدمت روحها فداء لمصر، وخرجت واعتصمت في ميدان رابعة واستشهدت هناك (أغسطس 2013).
وتستدعي عقيلة البلتاجي، التي تعيش في تركيا، شريط ذكرياتها المؤلمة قائلة: “فقدت ابنتي الوحيدة أسماء، التي لم أرغمها على أن يكون لها دور معين، ولكنها شعرت وحدها أن لها دورا تجاه بلدها، بجانب ابني أنس المحبوس حاليا”.
وتستدرك: “لكن نحن لم نندم أبداً أننا قدمنا هذه التضحيات، ولن نندم أبداً (..) صحيح أننا دفعنا أثمانا غالية، ولو عادت بنا الأيام مرة ثانية لسلكنا نفس الطرق في الوقوف ضد الظلم”.
دور المرأة
وعن دورها كامرأة تتذكر عقيلة البلتاجي فترة ما قبل الأزمات الأخيرة بمصر قائلة: “كان لي بعض الأعمال الخيرية والتربوية، إلى جانب التوعية السياسية في أيام الانتخابات، خدمة لأوطاننا، لأن حب الأوطن من الإيمان، ويجب أن يكون لنا كنساء دور في الحياة والمجتمع”.
وتضيف: “النساء شقائق الرجال والنساء نصف المجتمع، والمرأة عامل مؤثر في الأجيال الحاضرة والقادمة”.
تركيا كمصر
وعبرت “أنا مواطنة مصرية، وأشعر أن تركيا كبلدي تماماً، بعد ما جئت إلى تركيا كانت هنالك محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016، وخفت على تركيا”.
وتضيف: “لذلك أحث الناس على الحفاظ على الوحدة، لأنه لا يستطيع أحد أن يهز شعبا متحدا، وهذا الشيء دائما ما أقوله حينما أتلقى دعوات من مراكز الأوقاف والمدارس والجامعات والجمعيات”.
وتتابع “بدأت التواصل مع منظمات حقوقية تركية لعرض قضيتي عليهم، لأني أمثل شريحة من النساء المظلومات في مصر، لأنه من حقنا أن ندافع عن اعتقال أبنائنا وأزواجنا وننقل معاناتهن إلى خارج مصر، وينبغي أن ندافع عن قضايانا حتى نحصل على حقوقنا”.
وتشير إلى أنه “عندنا النساء المصريات في تركيا، كالناشطات في الجمعيات، والأكاديميات ومراكز تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، والشركات والإعلام وكل شيء، كلُّ منا يحاول أن يقدم شيئ لهذا البلد المضياف الذي فتح ذراعيه لاستقبالنا”.
وفي 14 أغسطس 2013، قتلت أسماء البلتاجي، خلال فض قوات الجيش والشرطة المصرية، اعتصامًا لأنصار أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا بمصر “محمد مرسي” في ميدان رابعة العدوية، شرقي القاهرة.
وأسفر الفض عن سقوط 632 قتيلًا منهم 8 شرطيين، حسب “المجلس القومي لحقوق الإنسان” (حكومي)، في الوقت الذي قالت في منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى تجاوز الألف.
وبعد أيام من مقتل أسماء، ألقي القبض على والدها، محمد البلتاجي، في 29 أغسطس 2013، ويقبع في سجن “العقرب” جنوبي القاهرة، وصدر بحقه أحكام نهائية، منها السجن المؤبد (25 عامًا) في قضية قطع طريق رئيسي شمال القاهرة، إضافة إلى أحكام غير نهائية بالسجن تتجاوز المائة عام.
بضعة أشهر فقط مرت على مقتل أسماء، وتوقيف والدها، حتى ألقي القبض على أنس البلتاجي، في 28 ديسمبر 2013، حيث يحاكم في عدة قضايا.
ومحمد البلتاجي هو برلماني سابق، وأحد القيادات البارزة في جماعة الإخوان، وأحد ورموز ثورة يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك (1981-2011).