أصدر المرصد العربي لحرية الإعلام تقريره الشهري لشهر يونيو 2018، بالتزامن مع الذكرى الخامسة لانقلاب الثالث من يوليو 2013، ووصل عدد الانتهاكات الجديدة وفق ما هو مرصود لدى المرصد بحق الصحفيين والإعلاميين في مصر 28 انتهاكاً، فيما تنفي السلطات المصرية مراراً تورطها في أي انتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين.
28 انتهاكاً
ووفق المرصد في تقرير الذي وصل “المجتمع” نسخة منه، فإن أبرز الانتهاكات خلال الشهر هي موافقة البرلمان على 4 قوانين قمعية جديدة بشأن الصحافة والإعلام والجرائم الإلكترونية (لا تزال بعضها ينتظر الإقرار النهائي بعد انتهاء المراجعة في مجلس الدولة)، وكذا القبض على 4 صحفيين ومصورين جدد أحدهم لا يزال مختفياً حتى لحظة كتابة التقرير؛ وهو الصحفي محمد سعيد، وصدور لائحة جديدة لما يوصف بالكيانات الإرهابية ضمت 13 إعلامياً بجوار عدد كبير من النشطاء والمعارضين السياسيين، كما شهد الشهر صدور تعليمات مشددة بعدم نشر أي أخبار أو آراء نقدية حول قرارات رفع أسعار السلع الأساسية.
وتصدرت الانتهاكات المحاكم والنيابات (8 انتهاكات)، تليها انتهاكات وقيود وقرارات إدارية (6 انتهاكات)، وانتهاكات الاعتقال والاحتجاز (4 انتهاكات)، وانتهاكات السجون (4 انتهاكات)، وقيود النشر (4 انتهاكات)، وانتهاكات التشريعات (انتهاكان)، كان من أبرزها منع النشر عن غلاء الأسعار والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون هشام جعفر، ومعتز ودنان، ومحمد أكسجين، وعلياء عواد، وإيقاف الكابتن وليد صلاح الدين، مقدم برنامج “ستاد الهدف” على إذاعة “الشباب والرياضة”، ومنع د. منار الطنطاوي، زوجة الباحث والصحفي هشام جعفر، من السفر إلى الكويت، وفصل المخرج علي أبو هميلة، مدير عام بقطاع القنوات المتخصصة بـ”التلفزيون المصري”، بسبب دعمه لمصرية جزيرتي صنافير وتيران.
وأشار المرصد إلى أن السلطات المصرية ألقت القبض على 4 صحفيين ومصورين جدد خلال الشهر الماضي وهم: محمد سعيد فهمي، وإسراء أبو الغيط، وإسلام عبدالعزيز فرحات محمد، ومحمد أبو زيد، فيما أفرجت عن 4 صحفيين، وهم: أسامة البشبيشي، وحسام الوكيل، وحمدي الزعيم، ومحمد حسن، مشيراً إلى أن الزعيم، وحسن حصلا على إخلاء سبيل مشروط بحضور “تدابير احترازية”، ليتوقف عدد الصحفيين والمراسلين المعتقلين في مصر عند 95 صحفياً وصحفية قيد الاعتقال والتوقيف والسجن، كما كان في الشهر الماضي، حيث يبدو أن سياسة الاستبدال مستمرة بإخراج البعض وإدخال عدد آخر، وهو ما يحتاج إلى تغيير بإفراج غير مشروط عن جميع الصحفيين والإعلاميين.
5 سنين صعبة
ولفت المرصد العربي لحرية الإعلام الانتباه إلى أن تقرير شهر يونيو 2018 يأتي بالتزامن مع الذكرى الخامسة لما اسماه “انقلاب الثالث من يوليو 2013″، في إشارة إلى الإطاحة بالرئيس المنتخب د. محمد مرسي، على يد وزير دفاعه الفريق وقتها عبدالفتاح السيسي، حيث كان صافرة البداية بحسب المرصد للانقضاض على حرية الإعلام، التي بدأت بغلق العديد من القنوات والصحف، التي لا يزال بعضها مغلقاً حتى الآن رغم مرور 5 سنوات، كما كانت صافرة البداية لأكبر عملية اعتقال واحتجاز للصحفيين والمصورين في تاريخ مصر، حيث تجاوز عدد من مروا بتجربة الحبس أكثر من 300 صحفي على مدار تلك السنوات الخمس، فيما لا يزال منهم في السجن عدد 95، كما شهدت هذه السنوات الخمس مقتل 10 صحفيين ومصورين أثناء تغطيتهم للأحداث على يد رجال الشرطة والجيش، بخلاف مصورين قتلا على يد الجماعات المتطرفة أحدهما في سيناء والثاني في ليبيا.
وأضاف المرصد أن السلطات المصرية أصدرت خلال السنوات الخمس العديد من قوائم الإرهاب التي تضم أسماء إعلاميين، منهم 13 إعلامياً ضمن قائمة جديدة لقوائم الإرهاب؛ بسبب عملهم المهني، وذلك في أواخر شهر يونيو، منهم الكاتب الصحفي قطب العربي، رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، وإعلاميون آخرون أغلبهم يعملون في المؤسسات الإعلامية المصرية والعربية في الخارج، كما قامت بحجب 500 موقع إلكتروني إخباري، آخرهم موقع “كاتب”.
وأشار المرصد إلى صدور العديد من التشريعات المناهضة لاستقلال الصحافة وحرية الإعلام، التي أصدرها البرلمان بالمخالفة للقواعد الدستورية مثل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وقانون تنظيم الإعلام والمجلس الأعلى، وقانون الهيئة الوطنية للصحافة، وقانون الهيئة الوطنية للإعلام، مؤكدا أن الوضع باختصار شهد “أسود خمس سنوات في تاريخ الصحافة المصرية”.
انتهاكات مستمرة
ومن أبرز الانتهاكات داخل مقار الاحتجاز والسجون، ما حدث في 3 يونيو الماضي بحسب المرصد حيث رفضت المحكمة طلباً لدفاع فاطمة محمد عفيفي، مراسلة صحفية معتقلة على ذمة القضية (977 لسنة 2017)، بإخلاء سبيلها لظروفها الصحية، حيث تعاني من ارتجاع بـ”الصمام الميترالي” للقلب، كما أن لديها طفلاً يعاني من “التوحد” ويحتاج إلى رعاية وعناية، بالإضافة إلى أن زوجها معتقل معها على ذمة القضية، وكان رد قاضي المحكمة صادماً بحسب محامي المرصد حين قال: “أفرج عنها تهرب؟ خليها في حضني هنا أحسن”، في إشارة إلى استمرار تواجدها خلف أسوار السجون.
وأشار المرصد إلى ما نشره المُدوّن والمصوّر الصحفي محمد إبراهيم محمد رضوان الشهير بـ”محمد أكسجين” عبر أحد محاميه أثناء نظر إحدى الجلسات، حول ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة التي يتعرّض لها داخل محبسه بسجن “طرة” فيما كشف المرصد عن دخول الصحفي معتز ودنان في إضراب مفتوح عن الطعام؛ احتجاجاً على المعاملة غير الإنسانية واللاقانونية من إدارة سجن “العقرب 2” سيئ السمعة.
وبحسب ما وثّقه المرصد في فترات سابقة، ينافس سجن “العقرب 2” سجن “العقرب 1” في الانتهاكات ضد الصحفيين، واحتلَّ في الفترة السابقة مركزاً متقدماً في الانتهاكات التي طالت صحفيين ومعتقلي رأي وسجناء سياسيين.
وأضاف المرصد في تقريره المطول: في 30 يونيو؛ انتشرت صورة تبرز المعاملة اللاإنسانية الصادمة للمصورة الصحفية علياء عواد التي ظهرت قبل أيام، وهي على سرير المرض في صورة متداولة على موقع التواصل الاجتماعي مقيدة اليد بـ”كلبش” متصل بسريرها، وفي حالة لا يرثى لها، ورغم إجراء العملية الجراحية لها بعد تأخير ومماطلة مؤسفة فإن الصورة رسمت من جديد صورة جديدة للمعاناة التي واجهتها قبل إجراء العملية.