تسابق حكومة نتنياهو المتطرفة الزمن في تهويد ما تبقى من أراضي الضفة الغربية التي كانت مساحتها قبل الاستيطان فيها 5500 كم2.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد في تقارير ميدانية أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من استغلال أراضيهم الواقعة في مناطق “ج” التي تقدر بنسبة 60% من مجموع أراضي الضفة الغربية، ويتم السماح للمستوطنين بالبناء والاستفادة من هذه الأراضي.
إغراءات
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان المهندس وليد عساف، قال عن هيمنة الاحتلال لمناطق “ج”: نحن أمام معضلة كبيرة، فالاحتلال يسعى إلى مصادرة الأرض ومنع أي أفق مستقبلي للفلسطينيين في أرضهم، وثورتنا يجب أن تكون في مناطق “ج” مع الاحتلال حتى لا يستفرد بالتجمعات المهددة بالترحيل والتهجير، وهناك 225 تجمعاً في مناطق “ج” مهددة بالترحيل والشطب من المكان، والاحتلال يستخدم الإدارة المدنية من أجل تنفيذ مخططاته، حيث يتم عرض إغراءات من قبل ضباط الإدارة المدنية لأهالي التجمع منها مبالغ مالية طائلة وأرض بديلة ورخصة بناء، وهذا المخطط من الإدارة المدنية تم العمل به في قضية الخان الأحمر بوابة القدس الشرقية، حيث عرض على سكان الخان الأحمر مبلغ ربع مليون شيقل وأرض بديلة ورخصة بناء مقابل الموافقة على الترحيل أو يكون هناك الترحيل القسري، ولتضامن الجميع مع أهل الخان الأحمر فشلت سياسة الجزرة، والآن يستخدمون سياسة العصا بالجرافات والقوانين العنصرية.
وشدد عساف: إذا ذهبت مناطق “ج” فلن يكون هناك أي أفق للفلسطينيين، لذا فالثورة والمقاومة الشعبية يجب أن تنتقل من مراكز المدن إلى مناطق “ج” المهددة.
أما أشرف شعور، مختار تجمع عرب الرماضين الجنوبي في محافظة قلقيلية الواقع خلف الجدار قال: من أجل توسيع مستوطنة ألفيه منشه عرضوا علينا أراضي بديلة مقابل إخلاء ما مساحته 2000 دونم، ورفضنا كل إغراءاتهم التي قدموها، فوجودنا خلف الجدار في هذا الوضع الميداني الصعب وفر الحماية للمساحة المستهدفة، وثلاثمائة من عرب الرماضين أفشلوا مخطط الترحيل والمصادرة بالرغم من الإغراءات تارة والتهديد تارة أخرى، فما يطبق علينا من إجراءات لا تتحملها الجبال من قسوتها، فالصغير والكبير يخضع لإجراءات أمنية قاسية، ونضطر للمرور مشياً على الأقدام من أمام البوابة دون اعتبار لمريض أو كبير في السن أو طفل أو امرأة، وهذا الأمر لا يطلق إلا أن هدف الدفاع عن الأرض يجعلنا نصبر على ظلم الاحتلال.
هدم ومصادرة
وقال الخبير بشار القريوتي في مجال الاستيطان: يومياً الصراع في مناطق “ج” من هدم ومصادرة وحرق للحقول وسرقة للمحاصيل ومنع من البناء، وملاحقة المزارعين في استصلاح أراضيهم ومصادرة المعدات، وإقامة مرافق للمستوطنين في مناطق “ج” حتى مقابرهم أصبحت من وسائل تهويد مناطق “ج”، كما يتم السيطرة على أماكن طبيعية وتحويلها إلى محميات طبيعية يحظر على الفلسطيني وضع حجر واحد فيها كما هو الحال في محمية واد قانا الشهير في محافظة سلفيت.
رئيس بلدية دير أستيا عبدالرحمن زيدان يقول: الاحتلال يمنعنا من تطوير واد قانا ويحظر علينا زراعة شجرة واحدة فيه أو تركيب مقعد للزوار من كافة أنحاء الضفة الغربية، ويهدم خرباً تاريخية فيه إذا اكتشف وجود أي إضافات ولو كانت طفيفة، وتتناقص أشجار الحمضيات في واد قانا بسبب حصار محمية الطبيعة له، كما أن المياه السطحية سرقت بفعل المضخات التي تم تركيبها لسرقة المياه ونقلها للمستوطنات القريبة، وهذا الحرمان والحصار يهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني التاريخي في واد قانا وباقي الأراضي الفلسطينية.
منسق المسيرة الأسبوعية في كفر قدوم مراد شتيوي يقول: مستوطنة قدوميم أقيمت على 4200 دونم من أراضي قرية كفر قدوم عام 1976، واليوم المستوطنة أصبحت مدينة متعددة المداخل والمرافق وقرية كفر قدوم ليس لها أراض ومدخلها الرئيس مغلق منذ 15 عاماً ويضطر الأهالي الالتفاف عشرات الكيلومترات للوصول إلى الشارع الرئيس الواصل بين نابلس وقلقيلية مع أن المسافة عبر المدخل المغلق أمتار قليلة.
وأضاف: نحن نحرم من الاستفادة من أراضينا في مناطق “ج”، بينما سكان المستوطنة تقام لهم المرافق الترفيهية كأماكن لتربية الخيول والسباق، والتي يمكن رؤيتها عند المرور من الشارع الرئيس بين نابلس وقلقيلية، ومع ذلك انطلقت مسيرة كفر قدوم ولم تتوقف منذ 7 سنوات ودخلت عامها الثامن.