في بداية العام الحالي، طارد جيش الاحتلال الشهيد أحمد نصر جرار وخليته بعد تنفيذهم عملية قتل حاخام للمستوطنين في العشرين من ديسمبر من العام الماضي، واستخدم جيش الاحتلال وسائل الزنانة والاقتحامات والكاميرات التابعة للمواطنين لمعرفة سير هروب الخلية.
يتكرر المشهد في ملاحقة منفذ عملية مستوطنة بركان أشرف نعالوة، فأهالي طولكرم سمعوا صوت طائرة المراقبة الصغيرة المعروفة بالزنانة، حسب تسمية أهالي غزة لها التي تفارق سماء القطاع.
المواطن سمير بدران من مدينة طولكرم قال في حديث معه: منذ معرفة هوية منفذ العملية وضاحية شويكة شمال طولكرم لا تفارقها الزنانة على مدار الساعة، ويظهر صوتها بشكل واضح في الليل، والكل يسمع صوتها وهو يدوي في جو المدينة، فهي تراقب كل حركة داخل المينة والقرى المجاورة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب العديد من النشطاء المواطنين بمسح تسجيلات الكاميرات التابعة لهم خوفاً من مصادرتها من قبل جيش الاحتلال، وأكدوا أن الاحتلال لا يرحم أحداً، ولوحظ تجاوب كبير في نشر هذا التحذير على صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي قرية بيت ليد شرق مدينة طولكرم، تمت مداهمة الدفيئات الزراعية في المنطقة والأراضي الزراعية واستجواب أصحابها في الميدان واعتقال البعض منهم.
أما المواطن عزام يقول: ما يجري الآن في الميدان يشبه ما جرى بداية العام عندما قتل حاخام مستوطن، ودفع شمال الضفة الغربية الثمن من نابلس حتى جنين، فجيش الاحتلال وكل أذرع الدولة العبرية في حالة استنفار لتضييق الخناق على منفذ العملية، ولا يبالي الاحتلال بالعقوبات الجماعية جراء هذه الملاحقة، ويرافق ذلك انتهاكات لا يتم الإفصاح عنها من قبل المواطنين خوفاً من الملاحقة الأمنية، ويستخدم الاحتلال الضغط النفسي على المواطنين، من خلال حجم الاقتحامات وما يرافقها من إجراءات أمنية واقتحام منازل وترويع أطفال ونساء وتخريب ممتلكات، فالاحتلال يستبيح كل شيء في حياة الفلسطينيين خلال مطاردة منفذ أي عملية، حتى يجسد رسالة العقاب الجماعي في حالة المساس بحياة المستوطنين.
وفاء نعالوة، والدة المطارد أشرف التي اعتقلت مع بناتها وأفرج عنها بعد ساعات، قالت في مقابلة معها: جيش الاحتلال يقوم بقتلنا واعتقالنا من بيوتنا ويستخدم الطائرات ضدنا، فنحن لا نعرف أين أشرف، والاحتلال يصر على قتلنا بحجة أن ابني أشرف لم يعتقل، فهم السبب في كل شيء، وهم الذين ضغطوا عليه وتسببوا بهذا الوضع المرعب.
الناشط محمد زيد قال: الفلسطينيون يدفعون فاتورة باهظة من استهداف المستوطنين، فالمستوطن وهو حي يمارس العربدة والإرهاب بحقهم كما حدث في عائلة دوابشة، وفي حال قتلهم تكون الفاتورة أكثر ثمناً من خلال عمليات التنكيل والإغلاق والملاحقة، وتدمير المنازل، وهذا يعتبر من جرائم الحرب، وملف الانتهاكات يتصاعد بحجة قتل مستوطن؛ لذا يعيش الفلسطينيون كرهائن مع وقف التنفيذ في أرضهم ومنازلهم.
وأضاف زيد: دفع بأعداد كبيرة من الجنود لمطاردة المنفذ يؤدي إلى أخطار لا تحمد عقباها على المواطنين والممتلكات، فلا اعتبار لأي قيمة إنسانية بزعم وجود حدث أمني خطير، وهذه هي شماعة الاحتلال في قمع الفلسطينيين حتى لو كانوا آمنين في منازلهم.