كشفت منظمة حقوقية مصرية معنية بالانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين عن انتهاء العام 2018 بوجود 86 صحفياً وإعلامياً خلف الأسوار، بينهم 6 صحفيات، واتهمت السلطات المصرية بالإصرار على إهدار سيادة القانون والدستور، وهو ما تنفيه السلطات المصرية عادة مؤكدة احترامها للصحافة والإعلام في البلاد.
وقال المرصد العربي لحرية الإعلام في تقرير ديسمبر 2018، الذي وصل “المجتمع”: دخل العام الجديد بتحدٍّ صارخ للقانون، ظهر في نموذجين شديدي الوضوح في الانتهاكات بمرور ما يزيد على 3 أعوام على الصحفي هشام جعفر خلف الأسوار؛ بحجة الحبس الاحتياطي الذي ينتهي قانوناً بعد عامين، وكذلك مرور ما يزيد على عامين على الصحفي محمود حسين بالحجة ذاتها، ولا يرى النور رغم انتهاء مدة جريمة الحبس الاحتياطي.
ومن أبرز الصحفيين الموقوفين، بحسب المرصد، على خلفية الأزمة السياسية، الكاتب الصحفي مجدي حسين، رئيس تحرير جريدة “الاستقلال” المصرية، والنائب محسن راضي، عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق، والكاتب إبراهيم الدراوي، المتخصص في الشأن الفلسطيني ومدير مركز الدراسات الفلسطينية، والكاتب المقرب من النظام الحالي عبدالحليم قنديل، والناشطون النقابيون البارزون أحمد عبدالعزيز، وأحمد أبوزيد، فيما تبقى 6 صحفيات خلف الأسوار، هن: علياء عواد، وزينب أبو عونة، وأسماء زيدان، وشروق أمجد، وشيرين بخيت، وفاطمة عفيفي.
الأخطر كان في سجل الشهر الماضي، بحسب وصف تقرير المرصد، تصديق الحاكم العسكري على أحكام صادمة بسجن صحفيَّيْن هما إسماعيل الإسكندراني، ووليد محارب لمدة 10 سنوات، مؤكداً أن ذلك جرى دون مراعاة لضمانات المحاكمة العادلة وبإصرار على توريط القضاء العسكري في قضايا رأي ونشر باتت لا تحتمل أدنى شك أنها صنعت في إطار حملات التلفيق المسيطرة على النظام ضد الصحفيين والإعلاميين، وهو ما ينفيه القضاء العسكري في مصر وفق بيانات متكررة.
وشهد ديسمبر، وفق التقرير، حكماً من نصيب الإعلامي الساخر شادي أبو زيد بتأييد حبسه لمدة 6 شهور؛ بحجة إهانة جهاز الشرطة، بجانب استمرار العنف ضد الصحفيين، حيث شهد واقعة مؤسفة بالاعتداء على 4 صحفيين بالضرب داخل مقر إحدى النقابات في واقعة محل تحقيق قضائي، وهم: إسراء سليمان، وعاطف بدر، ومحمد الجرنوسي، وآية دعبس.
واستنكر المرصد تعرض الصحفية رنا ممدوح لتعسف من أمن المطار في القاهرة، وتعرض الإعلامي عبدالرحمن عز لتوقيف تعسفي وتحقيق غير قانوني، بحسب وصف التقرير، في مطار أدنبرة في خارج البلاد أثناء رحلة عمل.
وندد المرصد بربط إخلاء السبيل بالتدابير الاحترازية التي تقوض الحرية، مؤكداً أنه رغم أن الشهر قد شهد إخلاء سبيل 3 صحفيين وإعلاميين وهم عبير الصفتي، ووائل عباس، وأحمد فكري، فإن الفرحة -بحسب تعبير المرصد- تظل منقوصة، حيث سلطت الدولة سلاح “التدابير الاحترازية” على رقابهم، واستمرت في تجديده لصحفيين آخرين سبقوهم في الخروج إلى النور.
ووفق رصد المرصد لانتهاكات ديسمبر، فقد وصلت إلى 33 انتهاكاً، كان في مقدمتها انتهاكات الحبس والاحتجاز 13 انتهاكاً، تلتها انتهاكات المحاكم بـ6 انتهاكات، ثم انتهاكات السجون بـ4 انتهاكات، وبعدها المراقبة الشرطية والتدابير الاحترازية بـ4 انتهاكات، ثم القرارات التعسفية بانتهاكين، واعتداءات بدنية 4 انتهاكات.