“الالتزام بالصلاة والأخلاق والقرب من الله وقراءة القرآن”.. كان من محفزات التفوق العلمي لدى أوائل الثانوية العامة والأزهرية بمصر، حسب تأكيداتهم.
كما تصدرت صور الطالبات المحجبات نتائج أوائل الشهادتين الأكثر أهمية في البلاد، واللتين شهدت السنوات الأخيرة اهتماما اجتماعيا بهما؛ حيث يعدان بوابة الدخول للجامعات الحكومية والأزهرية.
الصلاة وقراءة القرآن
فقد أكدت الطالبة هاجر محمد زاكى -الأولى على مستوى الجمهورية بالقسم العلمى علوم، من طالبات مدرسة الدعوة الإسلامية بنات بمحافظة سوهاج (جنوب البلاد)- أنها “كانت تواظب على الصلاة وقراءة القرآن بصفة مستمرة مما دفعها إلى التفوق” .
وأعرب والدها الدكتور محمد زاكى -أستاذ الأشعة- عن سعادته الكبيرة بما حققته هاجر من تفوق دراسى؛ حيث إنها كانت متفوقة فى دراستها، وكانت دائما تنظم وقتها، بالإضافة إلى مواظبتها على الصلاة وقراءة القرآن.
نفس المحفزات كانت لدى الطالبة سارة إيهاب خميس، من مدرسة إهناسيا الثانوية بنات بمحافظة بني سويف جنوب البلاد، التي حصلت على المركز الثاني (مكرر) على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة، شعبة علمي علوم، بمجموع 409.5 درجة بنسبة 99.88% من المجموع الكلي؛ حيث أكد والدها إيهاب خميس أن نجلته متفوقة منذ الصغر وفي جميع مراحل تعليمها.
وأوضح أنها ختمت حفظ القرآن الكريم في الصف الثالث الإعدادي، وتم تكريمها أكثر من مرة من محافظي بني سويف.
الطالب محمود الشبلنجي -الأول على الثانوية العامة علمي رياضة- بدوره كان أكثر وضوحا؛ حيث ربط بين القرب من الله والتفوق والتميز؛ حيث ذكر أنه داوم على الصلوات الخمس رغم ضغط المذاكرة وصعوبة الامتحانات. وقال: “أحفظ عشرين جزءا من القرآن الكريم، وسر تفوقي في قربي من ربنا؛ لأنه هو مسبب الأسباب”، وأضاف أن مساندة أهله له كانت عاملا مؤثرا في تفوقه كذلك.
مكافأة ربانية
الطالب محمد عزت فرغل -الحاصل على المركز الثالث مكرر بين أوائل الثانوية العامة- أكد أنه بذل مجهودا كبيرا طوال العام، وأن الله –عز وجل- كلل هذا المجهود بالتفوق قائلا: “إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا”.
وفي السياق نفسه أكد عاصم سميح عبد الباعث يوسف الخرصاوي -الحاصل على المركز الثاني “مكرر” على مستوى الجمهورية بمجموع 409.5 درجة- أنه سجد لله شكرا عقب اتصال وزير التعليم المصري به للتهنئة.
وقال في تصريحات له عقب إعلان النتيجة: “كنت مواظبا على أداء الصلوات الخمس، وأحفظ أجزاء من القرآن الكريم كم أحفظ بعض الأحاديث النبوية، فقد علمني والدي مند الصغر أن الصلاة واللجوء إلى الله هما أساس كل نجاح، وأن الاجتهاد لا بد أن يكلل بتفوق، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، وأنا كنت مجتهدا، وتمنيت حصاد ذلك فرزقني الله ما تمنيت”.
أما الطالبة هبة محمد سيد سليمان -الحاصلة على المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى الثانوية العامة علمى علوم- فترى أن القرب من الله مع الأخذ بالأسباب هما سبب التفوق والتميز، قائلة: “أواظب على الصلاة فى أوقاتها وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة مع تحصيل كل أسباب التفوق العلمي”.
علم وأخلاق
الطالب الأزهري محمد السيد خليل محمد المتولي، 17 سنة، الأول على الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية للقسم الأدبي، بنسبة نجاح 99.37%، يرى أن أفراد عائلته شركاؤه في التفوق؛ حيث ساعدوه على الوصول لهذه المرتبة بعد عون الله عز وجل له.
وأوضح محمد أنه كان يستيقظ قبل الفجر يذاكر ويصلي الفجر، ثم يستكمل المذاكرة على مدار اليوم مع الحفاظ على الصلاة في وقتها.
وقد وصف الشيخ وليد عنتر السيد حافظ -شيخ المعهد الأزهري الذي يدرس فيه محمد- بأنه “من أفضل الطلاب بالمعهد؛ فهو شخصية عظيمة وصاحب علم وأخلاق”.
وقال شيخ المعهد الأزهري: “لا أستطيع أن أوفي محمد في علمه وأخلاقه؛ فإني لم أدخل الفصل إلا وأجده منكبا على كتابه ويذاكر ولا يضيع وقته”.
وفي بيان رسمي لمشيخة الأزهر أوصى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أوائل الثانوية الأزهرية بأن يواصلوا التميز والتفوق، ولا يتوقفوا عن الاجتهاد في طلب العلم وحصد المراكز الأولى دائما.
وطالب شيخ الأزهر الطلاب ببر الوالدين، ومرافقة أهل العلم ومجالسة العلماء، والابتعاد عن رفاق السوء والمحبطين، وأن يدرك الطالب أن دراسته في الجامعة تمثل مرحلة القراءة وكسب العلم والثقافة، والبعد عن تضييع الوقت فيما لا ينفع.