– مفتي القدس: اقتحام الأقصى يوم العيد عمل استفزازي يندرج ضمن حرب التهويد الشاملة
– خاطر: الاحتلال ينتظر الفرصة للانقضاض على الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم
في سابقة خطيرة واستفزازية، دعت جمعيات استيطانية إلى تنفيذ عملية اقتحام واسعة للمسجد الأقصى المبارك، الأحد القادم الذي يصادف يوم عيد الأضحى المبارك، بمناسبة ما يسمى “ذكرى خراب الهيكل”؛ وهو ما دعا المفتي العام للقدس إلى شد الرحال للأقصى والتواجد في باحاته بشكل مكثف.
وقد دعت تلك الجمعيات عبر منشوراتها المستوطنين للتواجد المكثف في القدس لتنفيذ عملية الاقتحام، التي ستنفذ بحماية كاملة من قوات الاحتلال التي تنتشر بكثافة في شوارع القدس المحتلة.
وتصاعدت عمليات الاقتحام المتواصلة للأقصى من قبل المستوطنين في الآونة الأخيرة، بل إن وزراء وأعضاء كنيست يشاركون في عملية الاقتحام؛ وذلك بهدف ترسيخ التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، تمهيداً لإقامة ما يطلق عليه “الهيكل الثالث المزعوم”، وسط مطالبات فلسطينية بشد الرحال للمسجد الأقصى الذي يتعرض لتدنيس وعمليات تهويد شاملة، وحمايته من عمليات الاقتحام.
الاقتحام يوم عيد الأضحى
وقد أدانت الفصائل والمؤسسات والشخصيات الفلسطينية دعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى يوم عيد الأضحى المبارك، واصفين تلك الدعوات بأنها استخفاف بمشاعر المسلمين، وعملية استفزازية قد تقود لتفجر الأوضاع في القدس.
وقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين لـ”المجتمع”: إن عملية اقتحام المستوطنين للأقصى يوم عيد الأضحى خطيرة جداً وتمس بعقيدة الأمة، ويجب التصدي لها من خلال شد الرحال للأقصى والتواجد في باحاته بشكل مكثف.
وأكد الشيخ حسين أن الاحتلال يهدف من وراء تلك الاقتحامات المتكررة للمستوطنين لخلق واقع جديد في الأقصى، مؤكداً أن تلك السياسة الفاشلة لن تنجح لأن الأقصى ملك للمسلمين، ولا يجوز للاحتلال التدخل فيه أو تدنيسه.
من جانبها، قالت الهيئة الإسلامية المسيحية في بيان لها: إن دعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى في العيد الأحد القادم هو مساس خطير بحرمة الأقصى، ويعد عدواناً سافراً يجب مواجهته لحماية الأقصى من التهويد والتقسيم.
الأقصى في خطر
في السياق ذاته، حذر مدير مركز القدس الدولي د. حسن خاطر في تصريحات لـ”المجتمع” من خطورة ما آلت إليه الأوضاع في الأقصى، حيث بات الاحتلال يتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيه، بل إنه يعتقل كل من يحرك حجراً في باحات الأقصى والشواهد على ذلك كثيرة، لافتاً إلى أن دعوة المستوطنين لاقتحام الأقصى يوم عيد الأضحى المبارك ليست مفاجئة، وهي ناتجة عن حالة الصمت العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في القدس التي تتعرض لحرب تهويد شاملة.
وأشار خاطر إلى أن اقتحام الأقصى في يوم العيد رسالة قوية من الاحتلال وقطعان المستوطنين بأن عملية التقسيم والتهويد لن تتوقف، وأنه لا خطوط حمراء بعد اليوم في ظل حالة عدم الاكتراث من الأمة تجاه ما يحدث لأقصاهم، وأن المرحلة القادمة قد تشهد الانقضاض على الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.
يشار إلى أن الاحتلال صادق على إقامة مئات الوحدات الاستيطانية في القدس، وأقام العديد من المراكز الاستيطانية في محيط وتحت الأقصى من خلال شبكة الحفريات الضخمة التي نخرت أساسات الأقصى، وباتت تهدد استمرار وجوده، في ظل حالة صمت من المجتمع الدولي على ما يحدث في القدس من حرب تهجير وتهويد وتطهير عرقي تستهدف الوجود الفلسطيني والمقدسات.