عاد الهدوء إلى وسط العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، بعد ساعات من المواجهات بين القوى الأمنية ومحتجين، في محيط المدخل الجنوبي لمجلس النواب (البرلمان)، بالتزامن مع جلسة برلمانية لمنح الثقة للحكومة الجديدة.
ووفق مراسلة الأناضول، سجلت حالات اختناق في صفوف المحتجين، بسبب القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها قوات الأمن لتقريقهم، ما أجبر عددا منهم (غير محدد) على اللجوء إلى أحد مساجد وسط بيروت.
وفي ساحة “رياض الصلح”، معقل الاحتجاجات ببيروت، عمدت قوة من الجيش إلى إبعاد المحتجين من أمام مداخل المجلس النيابي باتجاه ساحة الشهداء وسط العاصمة، بحسب المصدر نفسه.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أقدم بعض المحتجين على إحراق أحد المصارف وسط بيروت.
وقال الصليب الأحمر اللبناني، في تغريدة، إنه تم نقل “40 جريحا (للمستشفيات) وإسعاف 260 مصابا وسط بيروت”.
وبحسب مراسل الأناضول، فتح طريق الرينغ (وسط بيروت) بالاتجاهين، وسط انتشار كثيف لفوج المغاوير التابعة للجيش.
وفي وقت سابق، أدخلت 5 حالات اختناق إلى مسجد محمد الأمين، بينهم طفل، جراء إطلاق القوى الأمنية قنابل مسيلة للدموع بشكل كثيف على المدخل الجنوبي لمجلس النواب، فيما عمل الصليب الأحمر على إسعافهم.
وفي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، تشكيلته عقب لقائه الرئيس ميشال عون، بعد مخاض استمر أشهرا.
وتخلف هذه الحكومة سابقتها برئاسة سعد الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية مستمرة منذ 17 من الشهر نفسه.
ويطالب المحتجون بحكومة اختصاصيين مستقلين قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
كما يطالبون بانتخابات برلمانية مبكرة، واستقلال القضاء، ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار إلى الكفاءة.