يقول د. جون شندلر: يستطيع الإنسان أن يتغلب على الأزمات النفسية، والاضطرابات العاطفية لو أنه وضع لنفسه خطة محددة سليمة لمعالجة النواحي التي تسبب له الكثير من الآلام، أخي القارئ فلنحاول أن نفحص المبادئ التي تجنبك هذه الآلام.
1- البساطة في الحياة:
تجاوب مع الأشياء البسيطة المحيطة بك، فالحياة جميلة إذا تعلمت أن تستمتع بما فيها من جمال، وبمثل هذه الوسيلة تستطيع أن تشعر بالسعادة.
2- لا تتوقع المتاعب:
من الناس من يتوقع المتاعب قبل وقوعها، فهو أبداً يظن أن هناك خطأ وقع منه، أو مرضاً أو نائبة ستحل به، ولو أن كل إنسان فعل لك لأحس بتعب أو ألم، فإياك أن تفكر بالمرض أو تخاف من المتاعب.
3- أحب عملك:
كل إنسان يسعى إلى رزقه ويتخذ لنفسه عملاً، جدير به أن يحب عمله وأن يتجنب المتاعب التي تنشأ من بغضه لعمله، إن المرء الذي يمقت عمله يظل ضجراً متأففاً متألماً وهو يؤدي هذا العمل البغيض إلى نفسه، وقد ثبت بالتجارب أن مثل هذا الإنسان لا يحب عمله الثاني أو الثالث، وبمعنى آخر هو لا يحب العمل، كائناً ما يكون، وهو في غضون تنقله من عمل إلى آخر يعاني أزمات مالية، وقد يقضي فترات طويلة عاطلاً عن العمل.
ولو أن المرء أحب العمل الذي يقوم به، واستمتع بما ينتجه وما يفيد به المجتمع، لأحس بالسرور والانشراح من نفسه ومن عمله وممن يشتغل عنده.
4- لتكن لك هواية:
مما يزيد من متعة الإنسان بالحياة أن يكون له، إلى جانب عمله، هواية طيبة، فالتجارب الجديدة تحدث أثراً نفسياً جميلاً، فالهواية طريق التجارب الجديدة وحافز المجهود المثمر، وكلاهما متعة للإنسان، ومن لا هواية له تمر به أوقات طويلة مملة، يضطر في غضونها إلى التفكير في متاعبه، والأفضل للمرء أن تكون هوايته مجدية مثمرة.
5- كن قنوعاً:
من الناس من لا يرضى عن شيء حوله، فهو ساخط على الجو، ساخط على كل شيء يحيط به، كأنما هو يحيا في جحيم، والمشكلة أن هذا السخط لا جدوى منه وعدم الرضا لا مبرر له.
ولا ريب أن الرضا أسهل من السخط وأيسر، وأصح للجسم وأمتع للنفس والروح، والبحث عن العناصر التي ترضي أيسر من تلمس العناصر التي تسخط الإنسان ولا ترضيه، وأنه لخير للإنسان أن يقنع بما يستطيع الحصول عليه، ويترك التطلع إلى ما يتعذر الحصول عليه، وليس معنى هذا ألا يكون الإنسان طموحاً.
6- تعامل مع الناس والمجتمع:
الإنسان يعيش وسط الناس، ويتصل بهم في كل خطوة من خطواته، فما معنى أن يحس بالكراهية لمن حوله؟ مثل هذه الكراهية تنشأ من فرط الأنانية والانطواء على النفس، ومن كان كذلك فإنه لا يتقبل صداقة أحد، وينفر من الناس، والنتيجة أن يصاب باضطراب عقلي، أو تتكون عنده نفسية معقدة.
جاء في كتاب بعنوان “كيف تكسب النجاح؟” قول دايل كارنيجي: من أجمل جوانب الحياة أن يحب الإنسان الناس، وأن يندمج في المشاريع الإنسانية ويتعاون مع الناس في الأعمال المثمرة لخير المجتمع وتقدم الإنسانية.
7- كن مرحاً:
ما أحلى أن يستيقظ الإنسان من نومه ويحيي زوجته بكلمات رقيقة، وما أحلى أن تفتح الزوجة عينيها وتحيي زوجها بأحسن من تحيته، وجميل من المرء أن يكون رقيق الحاشية، معسول الألفاظ مع أفراد أسرته ومع سائر الناس، وأن يكون مرحاً في حديثه معهم، وما أقبح أن يجلس المرء على المائدة مثلاً فلا يتحدث إلا عن متاعبه، ومضايقاته، ومخاوفه، واتهاماته، وما يتوقعه من سوء، ورد في كتاب “كيف تكسب النجاح؟”: إن روح الدعابة في الأحاديث تنشئ جواً جميلاً، فكم من خلاف تلاشى بدعابة، وكم من فكاهة قضت على أزمات، وكم من ملحة أشاعت روح الوئام!
8- لا تنهزم في الأزمات:
كثير من الناس ينهارون إذا ما صدموا بنكبة من النكبات، ويتلاشى تفكيرهم ويتبلد ذهنهم، ويقفون حيارى لا يعرفون ماذا يفعلون، فتتراكم في لحظة واحدة النكبة والعجز واليأس، ومثل هذه الحالة منشؤها الأنانية.
بينما من المفترض أن يظل الإنسان واضعاً قدميه حيث يقف، وأن يتقبل في رضا ما لا يستطيع تغييره، وأن يفكر في خير السبل لاستئناف حياته على خير وجه، فالمستقبل هو الذي يجب أن نفكر فيه.
9- البت في المشكلات:
تعترض الإنسان في خضم الحياة مشكلات عديدة، وواجب المرء أن يحسم هذه المشكلات بقرار عاجل، حتى لو أخطأ بعض الأخطاء الصغيرة، لأنه إذا ظل يفكر فيها طويلاً، ويقلبها على كل وجوهها مرة بعد أخرى، نتج من إطالة التفكير اضطراب الذهن، وتأرجح التفكير.
وقد دلت التجارب على أن البت السريع في المشكلات خير للإنسان وأكثر راحة لذهنه، كما ثبت أن نسبة قليلة جداً من الخطأ تصاحب التفكير السريع فعلى الإنسان أن يفكر في حل مشكلاته تفكيراً سليماً وسريعاً ويضع لها المعالجات السليمة.
10- لك الساعة الحاضرة:
إن الساعة التي نعيشها الآن، هي الساعة التي نضمن الحياة فيها، ولهذا يجدر بنا أن نجعلها لحظة سعيدة.
ما مضى فات والمؤمل غيب
ولك الساعة التي أنت فيها
إن بعض الناس يعيشون على أساس التطلع إلى شيء في المستقبل، وفي غمرة هذا التوقع يفتقدون قيمة الساعة الحالية التي يحيونها.
والإنسان الذي ينظر بعين الخيال إلى ما سيكون في مقبلات الأيام ينسى الحاضر الذي يعيش فيه، ويفقد ما فيه من جمال، إن على المرء أن يفكر في المستقبل حقاً ويضع خطته، ولكن يجب ألا يغرق نفسه في التفكير الخيالي على الدوام، ومن السخافة أن نقلق بالنا بما ستتعرض له حياتنا في المستقبل من مشكلات وأزمات.