أكد وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، الخميس، حرص بلاده على حماية حقوق اللاجئين السوريين، محذرا في الوقت ذاته، من “خطر الانزلاق إلى فلتان أمني واجتماعي”.
حديث وهبة جاء في بيان، تعقيبا على إحراق شباب لبنانيين، السبت، 90 خيمة، ما شرد نحو 120 عائلة في مخيّم للاجئين السوريين بمنطقة المنية شمالي لبنان، على خلفية “إشكال” بين شباب لبنانيين وعمال سوريين، وفق الجيش وشهادات لاجئين للأناضول.
وقال وهبة إن “لبنان والسلطات اللبنانية، وفي إطار مسؤولياتها الإنسانية والسياسية، معنية بحماية حقوق الإنسان النازح واللاجئ، طالما التزم احترام القوانين اللبنانية وتقيد بها”.
وأضاف أن “وزارة الخارجية طلبت من السلطات القضائية والأمنية المختصة اتخاذ كل الإجراءات، والتحقيق في ملابسات هذا الحادث (إحراق الخيام) وملاحقة المسؤولين ومعاقبتهم وفق القوانين”.
وتابع: “انطلاقا من ذلك لا يسعها (وزارة الخارجية) سوى تسليط الضوء على الأوضاع المأسوية التي يعيشها لبنان، محذرة من خطر الانزلاق إلى فلتان أمني واجتماعي يهدد النازحين واللاجئين واللبنانيين”.
وأدان وهبة “بعض التصريحات الخطيرة التي تنادي بحمل السلاح للدفاع عن النفس”.
ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تقدر الحكومة عددهم بـ 1.5 مليون، على خلفية الحرب في بلادهم منذ عام 2011.
ويشكو لبنان من تداعيات اقتصادية واجتماعية لاستضافة هؤلاء اللاجئين، خاصة في ظل معاناته حاليا أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975: 1990)، بجانب تداعيات جائحة كورونا، وانفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت، يوم 4 أغسطس الماضي.
وناشد وهبة “المجتمع الدولي إيلاء مسألة عودة النازحين (إلى سوريا) أهمية خاصة، خصوصا أن السلطات السورية دأبت على تأكيد رغبتها في عودة أبنائها النازحين إلى أراضيها وتقديم كل مساعدة لهم”.
وقبل أسابيع، استنكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، “الاعتداءات التي تعرض لها عدد كبير من اللاجئين السوريين” في بلدة بشري (شمال)، عقب مقتل شاب لبناني.
ودعا المرصد، وهو منظمة غير حكومية مقرها الرئيسي في مدينة جنيف، السلطات اللبنانية إلى “حماية اللاجئين السوريين من العمليات الانتقامية”.
ووقعت حادثة القتل في 24 نوفمبر الماضي، وقال الجيش، في بيان حينها، إن “السوري (م.خ.ح) أطلق النار على المواطن جوزيف طوق، إثر إشكال فردي بينهما، ما أدى إلى مقتله”، ثم “سلم نفسه إلى قوى الأمن الداخلي، وباشرت التحقيقات”.