نفذ الجيشان المصري والسواني، اليوم الأربعاء، تمرينات جوية مشتركة، في حين بدأ في إثيوبيا الاستعداد للتعبئة الثانية لملء سد النهضة، في وقت أعلنت فيه قرب استئناف المفاوضات للتوصل لحل سلمي.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من تهديد رئيس النظام المصري برد مزلزل في حال المساس بحصة بلاده من مياه النيل، وبالتزامن مع مباحثات يجريها المبعوثان الأميركي والأوروبي في الخرطوم.
وقال الجيش المصري: إن قاعدة مروى الجوية بالسودان شهدت مناورات بين عناصر من القوات الجوية المصرية والسودانية وعناصر من قوات الصاعقة لكلا البلدين، في إطار فعاليات مناورات “نسور النيل-2”.
وأوضح، في بيان، أن القوات المشاركة في التدريب نفذت عدداً من الأنشطة التدريبية المكثفة، “بدأت مراحلها الأولى بإجراءات التلقين وأسلوب تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية، فضلاً عن تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية، وحماية الأهداف الحيوية بمشاركة مجموعة من المقاتلات متعددة المهام”.
وأضاف أن عناصر قوات الصاعقة لكلا الجانبين واصلت التدريب على أعمال الاقتحام وعمليات الإخفاء والتمويه لتنفيذ العمليات الخاصة وتنفيذ الرمي من أوضاع مختلفة.
وحسب البيان، فإن رئيس هيئة الأركان السودانية الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين تفقد القوات المشاركة في التدريب، واستمع لعرض لملخص مراحله، وقام بمتابعة سير الطلعات الجوية وأعمال التدريب بالجو، “وأشاد بما لمسه من تناغم واضح في الأداء بين القوات المشاركة من الجانبين.
وقال البيان: إن التدريب يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة للعناصر المشاركة في التخطيط والتنفيذ لإدارة العمليات الجوية، وقياس مدى جاهزية واستعداد القوات لتنفيذ عمليات مشتركة على الأهداف المختلفة.
تطورات في إثيوبيا
من جانبها، نقلت “وكالة الأنباء الإثيوبية” أن السلطات بدأت، اليوم الأربعاء، إزالة الغابات تمهيداً للتعبئة الثانية لسد النهضة.
وتصر إثيوبيا على المضي قدماً في التعبئة الثانية، في حين ترفض مصر والسودان الخطوة، وتطالبان بالتوصل إلى اتفاق حول قواعد تشغيل وتعبئة السد، خوفاً من تأثيره سلبياً على حصتيهما من مياه النيل.
ورغم بدء الاستعداد لملء السد، قال السفير الإثيوبي في القاهرة ماركوس تيكلي ريكي: إن المفاوضات ستستأنف قريباً للتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف برعاية الاتحاد الأفريقي.
وأضاف الدبلوماسي الإثيوبي -في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء- أن بلاده لم تسمع عن الرباعية الدولية التي اقترحها السودان إلا من وسائل الإعلام.
وكانت التقارير تحدثت عن رفض إثيوبيا مقترحاً سودانياً أيدته مصر بتشكيل وساطة رباعية دولية، تضم: الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي، من أجل حلحلة المفاوضات المتعثرة على مدار 10 سنوات.
وأوضح السفير الإثيوبي أن بلاده تقوم ببناء السد منذ عام 2011، وشدد على أنه لن يسبب ضررا لدولتي المصب مصر والسودان، مؤكدا استعداد أديس أبابا للوصول إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف من خلال المفاوضات والحلول السلمية.
ويعد تصريح ريكي أول موقف رسمي لإثيوبيا بعد يوم من تصريحات لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي شدد فيها على أن مياه النيل خط أحمر، محذراً من رد يهدد استقرار المنطقة بالكامل في حال الإضرار بحصة بلاده من مياه النيل.
وأضاف السيسي، في لهجة تهديد: “لا أحد يستطيع أن يأخذ نقطة مياه من مصر، ومن يريد التجربة فعليه الاقتراب”.
مباحثات في الخرطوم
وفي السياق نفسه، يواصل المبعوثان الأمريكي والأوروبي إلى السودان مباحثاتهما، اليوم الأربعاء، في الخرطوم بشأن مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
ويلتقي المبعوث الأمريكي الخاص دونالد بوث وممثل الاتحاد الأوروبي في السودان روبرت فان دن دول عضو مجلس السيادة السوداني محمد التعايشي، ووزير الداخلية عز الدين الشيخ، ورئيس مفوضية السلام سليمان الدبيلو؛ لمناقشة مفاوضات سد النهضة والتوتر على الحدود مع إثيوبيا.
وقال وزير الطاقة والنفط السوداني جادين علي عبيد: إن توقيت المرحلة الثانية من تعبئة سد النهضة من يونيو إلى أغسطس المقبلين سيؤدي إلى انخفاض منسوب المياه إلى أدنى مستوى، مما يؤثر على المحطات التي تنتج الطاقة الكهربائية عبر التوليد المائي في البلاد.
وأشار إلى “أهمية التوصل إلى اتفاق بين كل الأطراف قبل أن تقرر إثيوبيا ملء السد من طرف واحد”.
وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، في حين تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.