تستعد القارة العجوز لاحتفالات رأس السنة وسط أجواء من القلق بسبب انتشار متحور “أوميكرون”، فقد شددت دول الاتحاد قيودها؛ ما دفع رئيس وزراء هولندا إلى فرض “إغلاق”، ورئيس بلدية لندن إلى إعلان حالة “حدث كبير”، وباريس إلى إلغاء عروض الألعاب النارية والاحتفالات بحلول السنة الجديدة على جادة شانزيليزيه، وفق “وكالة الأنباء الفرنسية”.
وأصبح هذا المتحور حديث العالم بعد شهر فقط على رصده للمرة الأولى في جنوب أفريقيا، إذ بات موجوداً في حوالي 80 بلداً، وينتشر بسرعة هائلة في أوروبا، حيث يُتوقع أن تصير النسخة المهيمنة بحلول منتصف يناير، بحسب المفوضية الأوروبية.
إغلاق هولندا
وسجل أحدث تطور في هولندا، فقد قال رئيس الوزراء مارك روتي، في مؤتمر صحفي متلفز: “أقف هنا الليلة بحزن، ولاختصار الأمر بجملة واحدة، سيفرض إغلاق في هولندا اعتباراً من الغد (الأحد)”.
وتابع: “إنه أمر لا يمكن تجنّبه مع الموجة الخامسة (من التفشي) ومع تفشي أوميكرون بأسرع مما كنا نخشى، علينا أن نتدخل الآن احترازياً”.
وستُغلق كل المحال غير الأساسية والمطاعم ودور السينما والمتاحف والمسارح اعتباراً من يوم الأحد حتى 14 يناير، فيما ستُغلق المدارس حتى التاسع من يناير على أقرب تقدير.
كذلك سيخفض عدد الزوار المسموح باستقبالهم في منزل واحد من أربعة إلى اثنين، باستثناء ليلة رأس السنة في 24 ديسمبر و25 و26 منه ورأس السنة.
حدث كبير
في لندن، باتت المتحورة “أوميكرون” هي المهيمنة، وأعرب رئيس بلديتها صادق خان، أمس السبت، عن “قلقه الكبير”، معلناً حالة “حدث كبير” في العاصمة البريطانية تستلزم رداً منسقاً من الأجهزة العامة.
وسبق أن أعلن خان حالة “حدث كبير” بلندن، في 8 يناير الماضي، عقب تفشي موجة إصابات بفيروس كورونا أيضاً، لكنه عاد وألغاها بعد شهر مع انخفاض عدد الإصابات.
وبحسب وسائل إعلام بريطانية عدة، تنوي الحكومة حظر التجمعات في الداخل بعد احتفالات رأس السنة لمدة أسبوعين في محاولة لكبح هذا التفشي.
بريطانيا على لائحة الدول عالية الخطورة
وأعلنت السلطات الألمانية، مساء أمس السبت، إدراج المملكة المتحدة على لائحة الدول العالية المخاطر لناحية تفشي “كوفيد-19″، وهو ما سيستدعي فرض قيود كثيرة على السفر.
ويهدف هذا القرار إلى الاستجابة للانتشار السريع للمتحور أوميكرون.
وقالت هيئة مراقبة الصحة في ألمانيا: إن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الأحد.
وأوضحت أن الوافدين من بريطانيا يجب أن يخضعوا لحجر إلزامي لمدة أسبوعين في ألمانيا، بمن في ذلك الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من الإصابة بـ”كوفيد”.
وبالإضافة إلى الحجر الصحي، يُسمح فقط للمواطنين الألمان أو الأجانب المقيمين في ألمانيا بالدخول إلى البلاد من بريطانيا.
وستفرض ألمانيا التي صنفت، الجمعة، فرنسا والدنمارك بلدين “عاليي المخاطر”، على المسافرين غير الملقحين الآتين من هذين البلدين فترة حجر.
كذلك، دعت المقاطعات الألمانية الحكومة المركزية إلى تشديد قواعد الدخول للحد من انتشار أوميكرون.
وأعلنت لاوس أنها تخطط لإعادة فتح البلاد جزئيًا أمام المسافرين الأجانب في العام الجديد، ما ينعش القطاع السياحي بعد إغلاق الحدود لأكثر من 18 شهرًا لمنع انتشار كورونا.
وتترافق هذه الإجراءات أينما كان مع ضغوط متزايدة على غير الملقحين تصل أحياناً إلى حد إلزام تلقي اللقاح.
باريس بلا ألعاب النارية في الشانزليزيه هذا العام
في باريس، أعلنت البلدية، أمس السبت، إلغاء الألعاب النارية والحفلات المقررة في جادة الشانزليزيه ليلة رأس السنة، وطلب رئيس الوزراء جان كاستكس من المجالس البلدية، الجمعة، إلغاء الحفلات وعروض الألعاب النارية مساء 31 ديسمبر.
وتعتمد فرنسا اعتباراً من أمس السبت لزوم وجود “سبب قاهر” للمسافرين الوافدين من بريطانيا والمتوجهين إليها.
وفرض اللقاح سيدخل حيز التنفيذ أيضاً في فرنسا مطلع السنة بحيث ستصبح الشهادة الصحية “شهادة لقاحية”، بحسب ما أعلن الجمعة الماضي رئيس الوزراء جان كاستكس.
وتبدأ فرنسا بدورها، الأربعاء المقبل، تلقيح الأطفال بين الخامسة والحادية عشرة، بحسب وزير الصحة أوليفييه فيران.
إيرلندا والدنمارك وسويسرا
في إيرلندا، ستقفل الحانات والمطاعم عند الساعة الثامنة مساء اعتباراً من اليوم الأحد حتى نهاية يناير.
أما الدنمارك، فستغلق اعتباراً من اليوم الأحد ولمدة شهر المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات فضلاً عن المتنزهات الترفيهية والمتاحف.
وفي سويسرا، سيسمح فقط للمطعمين أو المتعافين من “كوفيد-19” اعتباراً من غد الإثنين بدخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية فضلاً عن الفعاليات التي تقام داخل قاعات.
وداخل الاتحاد الأوروبي بات بعض الدول مثل إيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان يفرض على المسافرين الأوروبيين حتى الملقحون منهم، إبراز فحص تشخيص سلبي النتيجة لدى وصولهم.