فقدت مصر والعالم العربي والإسلامي في الساعات الأخيرة فارساً جديداً من فرسان الأزهر الشريف وعلماً بارزاً من علماء أصول الفقه بجامعة الأزهر الشريف د. أسامة عبدالعظيم، والذي توفي في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين بعد صراع مع المرض.
وساد حزن كبير في الأوساط العلمية والدينية ودوائر الفقيد بين محبيه وعارفي فضله، الذين اعتبروا وفاته عقب وفاة الإمام يوسف القرضاوي مصيبة جديدة، وفق رصد مراسل “المجتمع”.
نموذج فريد
وقدم رئيس لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر الشريف ووكيله السابق د. عباس شومان العزاء في الفقيد.
وقال في تدوينة عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك”: “رحم الله الأستاذ الدكتور الشيخ أسامة عبدالعظيم أستاذ أصول الفقه بكلية دراسات بنين القاهرة، الذي لحق بربه بعد صراع مع المرض”.
ونعى الوكيل الأسبق لوزارة الأوقاف المصرية، الأمين العام لرابطة علماء أهل السُّنة، د. جمال عبد الستار، الفقيد، قائلاً: “كان الدكتور أسامة عبد العظيم نموذجاً فريداً في عبادته وعلمه، في زهده وورعه، في وضوح هدفه وعلو همته، فجازه اللهم خير الجزاء، وتقبله يا ربنا في الصالحين، وعوض الأمة عن فقد العلماء خير العوض”.
وأعرب أستاذ المقاصد الإسلامية د.وصفي أبو زيد عن حزنه لرحيل الفقيد.
وقال في بيان عزاء عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: هذا الرجل العملاق، وبحر العلم الذي لا ساحل له، والأصولي الراسخ، والعابد الزاهد، والقانت المصلي، والخاشع المتبتل، الذي غادر دنيانا؛ فكأني بالأرض – والله – قد انتقصت من أطرافها، بل من صميمها!، والله لقد اقشعر جلدي حينما سمعت الخبر، وأشعر أن جزءاً من روحي يفارقني برحيل هؤلاء الأعلام، واحداً تلو الآخر!!”.
وأضاف أن “العلامة أسامة عبد العظيم كان عالماً بحراً، أصولياً متفرداً، زاهداً مشفقاً، عابداً قانتاً، لم يرهبه سيف السلطان ولا ذهبه، ظل بعيداً عن الأضواء، وبعيداً عن الأعراض الدنيوية الفانية حتى لقي الله صابراً راضياً محتسباً”.
الأثر الطيب
وأشار القاضي السابق المستشار محمد وفيق زين العابدين في عزائه إلى الأثر الطيب للراحل.
وقال في بيان عزاء عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: “الإرث الذي تركه الشيخ د. أسامة عبد العظيم.. هو “النموذج”، المثال الحي على أنك تستطيع أن تعيش حياة السلف الفريدة التي تقرأ عنها في الكتب بكل تفاصيلها في الإخبات والزهد والورع والتواضع والجد في العبادة.. مهما كانت طبيعة حياتك المهنية ومهما كنت مكلفًا بأعباء في الدعوة والعلم والعمل.. حتى لو كنت أستاذًا جامعيًا أو شيخًا كبيرًا أو عالمًا في تخصصك”.
ولفت المستشار زين العابدين الإنتباه إلى محبة الناس للراحل قائلاً: “لك أن تتصور أن الناس كانت تسافر من كل أنحاء مصر لمسجد الشيخ في حواري حي الشافعي؛ لمجرد أن تشعر بنشوة الإخبات والتجرد من الدنيا والجد في العبادة ورؤية هذا النموذج الفذ بأعينها والاقتداء به”.
وقدم عضو مجلس نقابة المحامين الأسبق المحامي منتصر الزيات واجب العزاء، معرباً عن حزنه لرحيل د.عبد العظيم.
وقال في منشور عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: “وينقبض العلم مجدداً.. غيب الموت فضيلة الشيخ العلامة الدكتور أسامة عبد العظيم استاذ الشريعة بالأزهر فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، دعواتكم له بالرحمة والمغفرة وان يسكنه المولى سبحانه الجنة”.
وقدم الرئيس الأسبق لدار الكتب والوثائق القومية المصرية، وأستاذ اللغة العربية بجامعة المنوفية د.خالد فهمي خالص تعازيه لمحبي الفقيد.
وأشار إلى أن الراحل كان معروفاً بنمط خاص يحرص عليه في الدعوة بابه التعبد والتعب فيه، وهذه طريقة قديمة من طرق الترقي إلى الله، وقد كان قريباً من الشباب يعايشهم في التجمعات.
جنازة مهيبة
وشارك في جنازة الفقيد مئات الآلاف من طلبة العلم والمشايخ وعامة الناس.