في خطوة تتعارض مع الفطرة البشرية السوية، وقَّع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأربعاء، في حديقة البيت الأبيض، بحضور آلاف المدعوين، قانونًا يحمي زواج الشواذ في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وألغى النص الذي أقره الكونجرس تشريعاً سابقاً يعرف الزواج بأنه اتحاد بين رجل وامرأة حصراً.
وعلق بايدن على الأمر في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر”، قائلًا: “اليوم، وقعتُ على قانون يحمي زواج المثليين، نحن نعيد التأكيد على حقيقة أساسية: الحب هو الحب، فيجب أن يكون للأمريكيين الحق في الزواج من الشخص الذي يحبونه”!
Today, I signed the Respect for Marriage Act into law.
We are reaffirming a fundamental truth: Love is love, and Americans should have the right to marry the person they love.
— Joe Biden (@JoeBiden) December 13, 2022
ويحمل القانون رمزية كبرى لبايدن الذي أيّد قبل 10 أعوام حين كان نائباً للرئيس باراك أوباما، حق “الزواج للجميع”، وفق ما ذكرت “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وبعد أقل من 10 أيام على تبنّي مجلس الشيوخ الأمريكي للقانون، أُقرّ القانون في مجلس النواب بأصوات جميع الديمقراطيين و39 جمهورياً، بينما عارضه 169 جمهورياً.
وتكفل المحكمة الأمريكية العليا حق الشواذ في الزواج في الولايات المتحدة منذ عام 2015، لكن بعد التغيير التاريخي في قرارها بشأن الإجهاض، في يونيو الماضي، خشي عدد كبير من الليبراليين تبدلًا في هذه القضية أيضاً، فصدر هذا القانون الفيدرالي ليحميه من إلغاء أي محكمة.
سقوط أخلاقي واجتماعي
أثار قانون بايدن انتقاداً واسعاً عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” من قبل سياسيين وباحثين وإعلاميين، حيث وصفوه بأنه انهيار اجتماعي تشهده أمريكا في خطوة تتعارض مع جميع القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية في الدول المختلفة.
وقال المدير العالم السابق لـ”الإيسيسكو” عبدالعزيز التويجري، معلقاً على إضاءة البيت الأبيض بألوان الشواذ بعد توقيع القانون: “الشّذوذ بالقانون في عالم مجنون”.
ووصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. عبدالله الشايجي صور حفل توقيع القانون بأنها “صادمة”، مشيراً إلى أن هذا الأمر يمثل استمراراً لسقوط القيم الغربية.
وأشار الشايجي إلى صورة بودجج، وزير النقل، أول وزير مثلي بتاريخ أمريكا، ومذيع “CNN” دان ليمون المثلي وصديقه اللذين سيعقدان قرانهما بعد أيام.
أما الإعلامي حسن قطامش، فقد اعتبر حماية زواج الشواذ في أمريكا بأنه “قانون جديد لتدمير القيم الإنسانية”.
وقال عبدالرحمن الراشد: إنها لحظة لا تعتبر نقطة سوداء في التاريخ الأمريكي فقط، وإنما بداية العد التنازلي لسقوط الحضارة الأمريكية.
ووصف باحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية محمد صدقيان احتفال بايدن وقادة الكونغرس بتوقيع قانون حماية زواج الشواذ في أمريكا بـ”الأمر المقزز والمقرف”.
وأكد صدقيان أنه استمرار سقوط القيم في هذا الوحل الأخلاقي الذي تعارضه الأديان والقيم الإنسانية والاجتماعية ويراد أن تكون هذه الظاهرة طبيعية تحظى بالتقدير.
وتساءل الصحفي جاسم الشمري، قائلاً: هل هذه ثقافة؟ هل هذه حرّية؟ هل هذه حضارة؟ أين الوعي والحقوق والإنسانية في مثل هذه القرارات؟ ألا يخجل المسؤول من مثل هذه القرارات البهيمية الحيوانية؟!
وذكّر الكاتب خليل المقداد بالعقوبة الإلهية التي حلت بقوم لوط مرتكبي فاحشة اللواط.
واستشهد المقداد بقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ﴾ (هود: 82).
وفي نوفمبر الماضي، انتخبت ولاية ماساشوستس الديمقراطية مورا هيلي التي تجاهر بمثليتها الجنسية حاكمة لها بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس، لتصبح أول حاكمة مثلية بشكل علني في تاريخ الولايات المتحدة.
وتمثل انتخابات التجديد النصفي الحالية المرة الأولى التي يترشح فيها مثليون في جميع الولايات الأمريكية الخمسين، إضافة إلى العاصمة واشنطن، وينتمي نحو 90% من المرشحين المثليين بهذه الانتخابات إلى الحزب الديمقراطي، بحسب ما ذكرته “وكالة الصحافة الفرنسية”.