من التهديد بالإبادة إلى التمسك بالأرض.. غزة تتحدى ‏نتنياهو

سيف باكير

10 سبتمبر 2025

223

نتنياهو يتوعد الغزيين

في تصعيد جديد يكرّس سياسة التهجير والإبادة، وجّه رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تحذيراً لأهل مدينة غزة دعاهم فيه إلى مغادرتها فوراً، ملوّحاً بأن ما يحدث من غارات جوية متصاعدة ليس سوى مقدمة لعملية برية واسعة يجري التحضير لها داخل المدينة.

وأكد نتنياهو أنه ماضٍ في خططه لتدمير الأبراج السكنية وتشريد سكانها، قائلاً: لقد وعدت بإسقاط الأبراج وهذا ما نقوم به الآن، وسنواصل ذلك في مواقع إضافية.

لغة تهديد «إسرائيلية» تتحول إلى مجازر ضد المدنيين

وترافق خطاب نتنياهو مع تصعيد في لغة التهديد من قبل وزير حربه يسرائيل كاتس، الذي توعّد غزة بما وصفه «إعصاراً مدمراً»، مطالباً حركة «حماس» بإلقاء السلاح وإطلاق الأسرى، وإلا فإن القطاع سيواجه دماراً شاملاً.

وفي السياق ذاته، أصدر جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، أوامر إخلاء جديدة شملت أحياء كاملة من مدينة غزة القديمة وحتى حي التفاح شرقاً والبحر غرباً، بزعم نقل السكان إلى ما أسماه «منطقة إنسانية» في المواصي بخان يونس.

غير أن القصف المكثف الذي رافق هذه الدعوات حوّل أوامر الإخلاء إلى تهديد مباشر بالموت، حيث استشهد وأصيب العشرات من المدنيين.

جريمة تهجير قسري وصمت دولي

وفي المقابل، ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تهديدات نتنياهو مؤكدة أن تفاخره بتدمير الأبراج وتشريد العائلات إنما يجسّد «سادية مجرم حرب يرتكب جرائم ضد الإنسانية أمام مرأى العالم»، معتبرة دعوته لسكان غزة لمغادرتها جريمة تهجير قسري مكتملة الأركان.

وقالت «حماس»، في بيان لها: إن تفاخر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتدمير عشرات الأبراج السكنية في مدينة غزة، وآخرها عمارة السلام مساء الإثنين، وتشريد سكانها الأبرياء، يُجسّد واحدة من أبشع صور السادية والإجرام لمجرم حرب يواصل ارتكاب جرائمه الوحشية بحق المدنيين منذ قرابة عامين، أمام أنظار العالم أجمع.

وأضافت الحركة أن مخاطبة نتنياهو لأهالي مدينة غزة بعبارة: «لقد حذرناكم فاخرجوا من هناك» تمثل ممارسة علنية لجريمة التهجير القسري مكتملة الأركان، تُرتكب تحت وطأة القصف والمجازر والتجويع والتهديد بالقتل، في تحدٍّ سافر وغير مسبوق للقوانين والمواثيق الدولية.

وأشارت «حماس» إلى أن صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عن هذه الجرائم، في ظل انحياز الإدارة الأمريكية، يعكس ازدواجية معايير صارخة تهدد بانهيار شامل لمنظومة القيم والمبادئ الدولية القائمة.

وثمّنت الحركة الحراك الدولي الرافض لهذا الصمت، والتصاعد الملحوظ في موجة الرفض العالمي لحرب الإبادة الجارية في قطاع غزة، داعية الدول والأحرار في مختلف أنحاء العالم إلى تصعيد الإجراءات ضد كيان الاحتلال الفاشي، وإجباره على وقف جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.

الحراك الشعبي وصمود الغزيين

أما على الأرض، فقد جاء الموقف الشعبي ليؤكد أن غزة عصية على الانكسار، فقد نظّم «التجمّع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية» وقفة جماهيرية شارك فيها أطباء وكوادر طبية، للتعبير عن رفض مخططات التهجير، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات حملت رسائل قوية: «لن نرحل»، «صامدون حتى طلوع الروح»، و«النزوح من غزة نحو السماء فقط».

وانتشرت صور هذه الوقفات على منصات التواصل الاجتماعي لتتحول إلى شهادة حيّة على تمسك الفلسطينيين بأرضهم.

الناشط خالد صافي تساءل بلهجة متحدية: ماذا سيفعل المحتل أمام شعب تجذّر في أرضه حتى طلوع الروح؟ مرفقاً ذلك بصور لتجمعات أهلية قال عنها: إنها نسخة إلى من يدّعون أن الفلسطيني باع أرضه.

فيما اعتبر الكاتب السياسي فايز أبو شمالة أن تصاعد تهديدات نتنياهو يؤكد مأزقه وانكساره، قائلاً: المزيد من الذبح والقتل يعني المزيد من التخبط والخيبة، فهذه سياسة قديمة لا تحمل إلا الفشل.

هكذا، يتواصل المشهد في غزة على وقع قصفٍ متواصل وتهديدات متكررة، لكن الرد الشعبي يظل هو الأبلغ: صمودٌ جماعي، تشبث بالأرض، وتحدٍّ يواجه ماكينة الحرب «الإسرائيلية»، ليؤكد أن الغزيين ماضون في معركتهم حتى النهاية، لا يتركون أرضهم إلا نحو السماء.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة