حفلات الساحل الشرير!

هي موجات من اللهو غير المباح، والعري والابتذال، يجري بواسطتها ضرب المجتمعات العربية والإسلامية، ليل نهار، تحت ستار الفن تارة، والترفيه تارة، والسياحة تارة، وهي أبعد عن ذلك بكثير.

ويقصد هنا بـ«الساحل الشرير»، ذلك المكان الذي يبغيه علية القوم من ذوي المال والثراء الفاحش، على شاطئ البحر الأبيض المتوسط؛ بحثاً عن ملذات وصنوف الحرام، وسط حفلات صاخبة وماجنة يقوم على إحيائها أهل الرقص والغناء.

يتندر المصريون على تلك الحفلات بتعليقات ساخرة، حتى بات السؤال المتداول فيما بينهم عن وجهة السفر خلال موسم الصيف: إلى الساحل الطيب أم الشرير؟! والأول يقصد به الاصطياف الحلال أو الخالي من الحرام.

خلال السنوات الأخيرة، تحول الموقع الجغرافي المميز، شمالي البلاد، من بقعة سياحية ساحرة إلى ساحة للصراع الطبقي، وماراثون للاستهلاك المادي، ومضمار واسع لتسليع المرأة، وسباق ساخن للعري والابتذال، ونموذج رديء للوجاهة الاجتماعية، و«ترند» للمباهاة بأغلى الماركات والبراندات، وتحقيق أعلى المشاهدات.

إن أنواع السياحة كثيرة ومتنوعة، منها السياحة الثقافية، والدينية، والبيئية، والعلاجية، والرياضية، والريفية، وسياحة المؤتمرات، والمقابر التاريخية، والسفاري، واليخوت، وسياحة الفضاء، والمغامرة.. وغيرها من أنواع استحدثت حديثاً في جميع بلدان العالم، لكن البعض لدينا يحصر السياحة في حفلات الغناء والرقص فقط.

هذه الحفلات الماجنة ليست مجرد ساعات تمر من الغناء الهابط فحسب، بل هي وجبة دسمة من الحرام، يراد بها بث السموم، ونزع الحياء، وتغييب الوعي، إلى أن يصير العري والرقص أسلوب حياة.


قُبلات راغب علامة! | مجلة المجتمع
قُبلات راغب علامة! | مجلة المجتمع
مجلة المجتمع الكويتية: منصة إعلامية رائدة تُعنى بالشأن الإسلامي وتقدم تقارير ومقالات تعزز الوعي الحضاري للأمة الإسلامية انطلاقاً من مرجعية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، وترفع شعار "مجلة المسلمين حول العالم".
mugtama.com
×


مدرسة الرقص

«ما تيجي نرقص» أحد أفلام السينما المصرية، الذي تم إنتاجه وعرضه عام 2006م، وروّج لثقافة الرقص، يروي الفيلم قصة امرأة ملت من حياتها، وفجأة اكتشفت أن الرقص هو الشيء الذي قد يساعدها على تخطي هذه المحنة.

تجاوز المحن لا يتم -من وجهة نظر صناع السينما- عبر الصلاة أو الذكر، أو أداء العمرة إلى بيت الله الحرام، أو تلبية نداء الحج، أو إخراج صدقة، أو صلة رحم وغير ذلك مما يفرج كرب المسلم، ويعينه على نوائب الدهر، لكن صناع العمل وجدوا في الرقص حلاً لمشكلات وهموم الناس.

قبل أيام، افتتحت فنانة مصرية مدرستها الخاصة لتعليم الرقص الشرقي في إحدى عواصم الدول العربية، وفي وقت سابق، أسست أخرى معهداً لتعلم الرقص، وتقول: إنها تسعى إلى ضم الرقص الشرقي إلى قوائم «يونسكو» للتراث غير المادي!

تقول شذى يحيى، مؤلفة كتاب «الإمبريالية والهشك بشك»: إن مصطلح «الهشك بشك» يصنف المرأة التي ترقص بـ«المرأة اللعوب الخليعة الماجنة»، مضيفة: هو ليس مجرد نعت بالابتذال وسوء الخلق، بل هو مرادف للشر والفجور.

رقصات بزي خليع، وكلمات هابطة، ومطرب أو مطربة يتمايل يميناً ويساراً، وأضواء خافتة، وأجساد عارية تتلامس، وأفواه تنفث الحرام، هذا هو خليط حفلات الساحل الشرير، وكم لدى عواصم وبلدان الأمة العربية والإسلامية من ساحل شرير؟!


الفن.. وهدم القيم! | مجلة المجتمع
الفن.. وهدم القيم! | مجلة المجتمع
مجلة المجتمع الكويتية: منصة إعلامية رائدة تُعنى بالشأن الإسلامي وتقدم تقارير ومقالات تعزز الوعي الحضاري للأمة الإسلامية انطلاقاً من مرجعية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، وترفع شعار "مجلة المسلمين حول العالم".
mugtama.com
×


إشاعة الفاحشة

إن أعداء الإسلام، قد وجدوا ضالتهم فيما يحيد بأبناء هذه الأمة عن صحيح الدين، وعن شريعة الله، وسُنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وما ينزع ثوب العفة والطهارة والحياء عنها، وما كان هذا المكر السيئ ليتحقق، سوى بتعرية المرأة، وتخنيث الرجل، وإطلاق الشهوات، ونشر الرذيلة، وإشاعة الفاحشة.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر (الفرج الحرام)، والحرير، والخمر، والمعازف..» (رواه البخاري)، وهي نبوءة نبوية تتحقق في زماننا، وفي أمتنا، في وقت تتكالب فيه الأعداء عليها، من كل حدب وصوب؛ لإبادة غزة الأبية، وتهويد القدس الشريف، وهدم المسجد الأقصى المبارك، وتهجير الشعوب المسلمة، وغزو البلدان الحرة، وإثارة النزاعات المسلحة في ليبيا والسودان وسورية واليمن ولبنان.

هذه الأمة لن تقوم لها قائمة بحفلات غنائية، ووصلات رقص ماجنة، أو بأهداف يحرزها لاعبو كرة القدم؛ الأرجنتين نموذجاً، هل انتشلها ميسي من دوامة الديون والفقر؟!

هل نجحت تلك الحفلات في خفض فاتورة الاستيراد، ورفع معدلات التصدير؟! وهل زادت من براءات الابتكار والاختراع لأمة كان أول ما نزل إليها من كتاب ربها «اقرأ»؟!

لن ينهض العرب والمسلمون بالسياحة أو الترفيه أو الغناء أو الرقص، بل سينهضون بالزراعة والصناعة، والإنتاج والابتكار، والعلم والعمل، وعماد قوتهم كتاب الله، وسُنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، إذا أرادوا قيادة العالم.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة