مفتي بيت لحم الشيخ عبدالمجيد العمارنة لـ«المجتمع»: أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية «التهجير»

لا يخفى على أحد ما يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب من إبادة جماعية في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته، فإنه أيضاً يقوم بخطة موازية في الضفة والداخل الفلسطيني، لا تقل إجراماً عما يحدث في القطاع، وإن كانت تمشي بوتيرة أقل بطئاً.

«المجتمع» تحاورت مع الشيخ عبدالمجيد العمارنة، مفتي بيت لحم والإمام السابق للمسجد الأقصى؛ لمعرفة المزيد عن أحوال الفلسطينيين وما يعانونه في الداخل على يد الاحتلال «الإسرائيلي»، خاصة بعد معركة «طوفان الأقصى».

في البداية، حدثنا عن طبيعة بيت لحم مكانتها ورمزيتها وسكانها؟

- بيت لحم إحدى مدن فلسطين التاريخية القديمة، وقد وُلد في ربوعها سيدنا عيسى ابن مريم، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة التسليم، وفيها كنيسة المهد، وقبر السيدة رحيل زوجة النبي يعقوب عليه السلام، ومسجد الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه، وقد استولى الاحتلال الغاصب على المسجد والقبر التاريخي، بعد انتفاضة عام 2000م.

الضم والتوسع.. فرصة وعقبات | مجلة المجتمع
الضم والتوسع.. فرصة وعقبات | مجلة المجتمع
مجلة المجتمع الكويتية: منصة إعلامية رائدة تُعنى بالشأن الإسلامي وتقدم تقارير ومقالات تعزز الوعي الحضاري للأمة الإسلامية انطلاقاً من مرجعية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، وترفع شعار "مجلة المسلمين حول العالم".
mugtama.com
×

تسارعت وتيرة الاستيطان في بيت لحم، كيف ترون خطورة الموقف؟

- بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يوجد 19 مستوطنة في محافظة بيت لحم يقطنها أكثر من 100 ألف مستوطن، أما معهد أريج فيذكر أن عدد المستوطنات في المحافظة يبلغ 21 مستوطنة يقطنها 105 آلاف مستوطن، وبعد تحليل خرائط محافظة بيت لحم وحدودها، تم اعتبار وجود 18 مستوطنة رئيسة في المحافظة يقطنها قرابة 150 ألف نسمة بحسب الإحصاءات «الإسرائيلية».

18 مستوطنة «إسرائيلية» في محافظة بيت لحم

ما آليات المقاومة التي ينتهجها أهالي بيت لحم في مواجهة المحتل؟

- سكان محافظة بيت لحم مثل بقية أهالي فلسطين يرزحون تحت نير الاحتلال، والشعب الفلسطيني جميعه في عداد الأسرى، حيث لا يملك من أمره شيئاً، وليس لديه وسائل لمواجهة الاحتلال العسكري المدعوم دولياً؛ إلا ما يقوم به بعض المواطنين من كافة الأعمار من الانضواء في تنظيمات وطنية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو تنظيمات إسلامية مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي» حيث يتعرضون للقتل أو الاعتقال.

ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 30 شهيداً، بينهم 13 منذ 7 أكتوبر 2023م، وهي سابقة عجيبة يقوم بها الاحتلال بحجز جثامين شهداء قتلهم في منازلهم أو أماكن عملهم.

أما عدد الأسرى الفلسطينيين فهم أكثر من مليون حالة اعتقال بسبب رفضهم للاحتلال وممارستهم شكلاً من أشكال المقاومة؛ حيث إن معظم العائلات الفلسطينية جرى اعتقال أحد أفرادها، وقد اعتقلتُ مراراً في السجون «الإسرائيلية» بسبب نشاطي الاجتماعي.

أيضاً قامت سلطات الاحتلال باعتقال العديد من أئمة المساجد من بيت لحم وغيرها؛ بسبب خطب الجمعة والدروس الوعظية التي لا تروق لمزاج سلطات الاحتلال، ويبلغ عدد المعتقلين حالياً في بيت لحم ما بين 750 – 800، معظمهم معتقلون إدارياً.

هل تحظى بيت لحم بدعم خاص من الخارج بسبب رمزيتها الدينية والتاريخية؟

- نعم تحظى بيت لحم كمدينة مسيحية بدعم خاص من الدول الغربية والعربية، ولكن هذا الدعم يذهب للمشاريع العامة من بناء المدارس وشق الشوارع وبعض المستشفيات والجامعات وخدمات البنية التحتية، ولا ينال المواطن منها إلا الفتات.

يستخدم الكيان الصهيوني أساليب متعددة لتصفية القضية الفلسطينية، ما أخطرها في تقديركم؟

- أخطرها حرب التهجير، حيث نالت بيت لحم منها نصيب الأسد؛ فقد كان المسيحيون في المدينة المقدسة والمدن المجاورة يشكلون أغلبية السكان قبل حرب «إسرائيل» على الشعب الفلسطيني عام 1967م، بما يتجاوز 50% من عدد سكان المدن المسيحية، بينما الآن لا يتجاوز عددهم 10% بسبب الهجرة إلى أوروبا والأمريكتين وأستراليا ودول الخليج.


التهجير من المنظور الشرعي | مجلة المجتمع
التهجير من المنظور الشرعي | مجلة المجتمع
مجلة المجتمع الكويتية: منصة إعلامية رائدة تُعنى بالشأن الإسلامي وتقدم تقارير ومقالات تعزز الوعي الحضاري للأمة الإسلامية انطلاقاً من مرجعية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، وترفع شعار "مجلة المسلمين حول العالم".
mugtama.com
×


عدد المسيحيين تناقص إلى 10% بسبب الهجرة إلى الخارج

يتساءل الكثيرون عن دور الضفة في مساندة غزة، أين دور بيت لحم من هذا التضامن؟

- الاحتلال يقوم بتجريد الشعب الفلسطيني من جميع أنواع الأسلحة، وتجريم من يعمل في مقاومة الاحتلال ولو بالكلمة أو بكتابة منشور على وسائل التواصل، وزادت حالات القتل والاعتقال في القدس المحتلة والضفة الغربية والمنطقة الفلسطينية المحتلة عام 1948م.

وقد تم استدعاء خطباء المساجد والشخصيات المؤثرة في المجتمع واستدعائي شخصياً لجهاز المخابرات «الإسرائيلية» (الشاباك) وتحذيرنا جميعاً من القيام بأي نشاط مساند لغزة، واعتقلت قرابة 3 سنين في مرات متقطعة، وتم منعي من الخطابة مراراً.

هل من دور تقوم به المؤسسات الخيرية والمجتمعية في مواجهة ذلك؟

- هناك العشرات من المؤسسات والجمعيات الخيرية في بيت لحم تعمل على مساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجين في محافظة بيت لحم حالياً فقط، ولا يتم السماح لها بمساعدة اللاجئين والنازحين في قطاع غزة، وقامت سلطات الاحتلال بمصادرة أموال المقاصة الفلسطينية وحرمت عشرات آلاف الموظفين الحكوميين من رواتبهم، ولا تستطيع معظم العائلات الوفاء بالتزاماتها من أقساط الجامعات؛ ما يؤدي إلى حرمان بعض شرائح المجتمع من التعليم العالي.

«الشاباك» استدعاني وتم اعتقالي مراراً في السجون «الإسرائيلية»

هل يوجد دور عربي وخاصة الخليجي لدعم العمل المجتمعي في الضفة بشكل عام؟ وما أشكاله؟

- الدور العربي والخليجي خاصة يتمثل في وجود مكاتب لبعض المؤسسات من دول الخليج مثل الصندوق العربي الكويتي، والهلال الأحمر القطري، وهيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، وبنك التنمية الإسلامي- جدة.

ويوجد صندوق موحد لهذه المؤسسات وغيرها تشرف عليه السلطة الفلسطينية، إضافة إلى هيئات عالمية أخرى، ولكن بقيود كثيرة وتشديد على نقل أموال المساعدات للفلسطينيين.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة