أيها الساكتون عن ذبح الشعب الفلسطيني.. حسابكم أمام الله عسير

مذبحة جديدة يتعرض لها الشعب الفلسطيني الصابر المثابر دون حراك من العالم أو إدانة أو ضغط أو حتى توجيه لوم للكيان الصهيوني.. وبينما يقوم العالم ولا يقعد ويموج بالتحركات لإجبار آسري الجندي الصهيوني من المقاومة الفلسطينية على إطلاق سراحه، دون قيد أو شرط، يقف الجميع صامتين أمام المذبحة الإجرامية التي تقترفها الدبابات والطائرات الصهيونية في قطاع غزة.. حصار عسكري إجرامي لأكثر من مليون فلسطيني من الأطفال والنساء والعجائز.. تدمير شامل للبنى التحتية.. ضرب محطة الكهرباء الرئيسة.. وتخريب مصادر مياه الشرب، ومنع دخول الغذاء والدواء.. وهدم البيوت على أهلها.. ودك المؤسسات الحكومية والتعليمية، ولا أحد يحتج أو يطالب بوقف العدوان.. وأصبح لسان حال العالم ينطق بقول الشاعر:

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر       وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر

فأين الولايات المتحدة والغرب، رعاة حقوق الإنسان ورافعو شعارات تحرير الشعوب، كما يزعمون؟!

لماذا تختفي أصواتهم عندما تكون الضحية من أطفال ونساء ومدنيين مسلمين؟!

ولماذا تعلو احتجاجاتهم عندما يُقتص من محتل غاصب يمارس القتل والنسف والتدمير دونما هوادة؟!

إن واشنطن تقيم الدنيا ولا تقعدها؛ تضامنًا مع الكيان الصهيوني، بسبب اختطاف جندي من الجيش الصهيوني المحتل، بينما لم ينطق المسؤولون فيها، وفي معظم دول العالم بكلمة واحدة عن اختطاف ستين مسؤولًا فلسطينيًا من وزراء الحكومة وأعضاء المجلس التشريعي المنتخب!

ولم تتذكر واشنطن ولا الأمم المتحدة ولا دول العالم مأساة أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نساء وأطفال يقاسون الويلات في سجون الاحتلال منذ عدة سنوات!

إن هذا الموقف من واشنطن والدول الغربية يؤكد مرة أخرى، ازدواجية المعايير وسقوط الشعارات التي ملأت بها الدنيا.. عن احترام حقوق الإنسان وحرية الشعوب.. وإن الولايات المتحدة وأوروبا بهذه المواقف المنحازة تزيد من مساحة العداء والكراهية المستعرة حيالها لدى الشعوب العربية والإسلامية.

ولئن كنا ندين هذه المواقف فإن معظم الحكومات العربية والإسلامية تتخذ موقفًا صامتًا دون أي تحرك لوقف تلك المذبحة الإجرامية الدائرة بحق الشعب الفلسطيني، فأين جامعة الدول العربية؟ وأين منظمة المؤتمر الإسلامي؟

إن الكيان الصهيوني إن تمكن من فلسطين، وأجهز -لا قدر الله- على القضية الفلسطينية فإن خطره أول ما يمتد سيمتد إلى مصر جارة فلسطين ليفعل بها ما يفعله بفلسطين الآن؛ ولذا فإن وقوف مصر إلى جوار الشعب الفلسطيني دعمًا وتأييداً ودفاعًا عن حقوقه هو في الحقيقة دفاع عن أمن مصر والشعب المصري.

ثم أين محمود عباس، رئيس السلطة، ومنظمة «فتح»؟! أين مليشياتهم؟ وأين شرطتهم وأمنهم الوقائي وأجهزتهم العسكرية المتعددة؟ لماذا لم تظهر اليوم في الميدان؛ دفاعًا عن الشعب الفلسطيني؟! لقد استعرضت هذه الأجهزة قوتها، وملأت الشوارع عندما كان المطلوب العدوان على «حماس»، وعندما كان المطلوب إحداث الفوضى ونشر الرعب والخوف بين الشعب الفلسطيني، وإحراق المجلس التشريعي ومجلس الوزراء سعيًا لإسقاط حكومة حماس المنتخبة من الشعب!

واليوم عندما يجتاح الصهاينة قطاع اختفت ولا يسمع لها صوت.. فلحساب من يعمل عباس وأجهزته الأمنية؟!

إن الأحداث الجارية على أرض فلسطين تكشف من يعمل دفاعًا عن القضية الفلسطينية ويضحي من أجلها، ومن يعمل لحساب الصهاينة ويخدم مشروعهم الاستعماري.. والتاريخ يسجل والشعوب لا تنسي: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (الأنفال: 37)(1).





__________________

(1) نُشر بالعدد (1709)، 13 جمادى الآخرة 1427هـ/ 8 يوليو 2006م.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة