5 طرق للتخلص من الكسل

يولد الإنسان
ومعه مجموعة لا حصر لها من الأمنيات والأحلام، لا يمر يوم إلا وينظر إليها بعين
لامعة متمنيًا تحقيقها، ورغم أن هذا الأمر من قبيل الفطرة الإنسانية التي فطر الله
الناس عليها، فإن هناك أموراً كثيرة تحول بيننا وبين الوصول إلى هذه الأحلام،
أولها الكسل والخمول، فكيف لمن يعجز عن ارتقاء أول درجة بالسلم أن يصل إلى قمم
أحلامه؟ إليك 5 طرق للتخلص من الكسل:
1- تقويم الجانب الإيماني:
لا يمكن لمسلم
أن يتغلب على كسله إلا بتوفيق من الله تعالى، وإيمان كامل بأن العمل عباده، وأنه
مأجور على جده وسعيه حتى وإن أخفق في الوصول إلى مبتغاه، يقول تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا
سَعَى) (النجم: 39).
وقد أخبرنا النبي
صلى الله عليه وسلم أن الأعمال بالنيات، وهذا في حد ذاته يدفع المسلم للجد والتخلص
من الكسل؛ لأن الوقت أمانة استودعها الله لنا، وسنسأل عنه يوم القيامة، فمن ضيّعه
بين قبضة الخمول وأنياب الكسل سيعاقب، ومن استغله في السعي والاجتهاد فله الجزاء
الأوفى، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى
يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟».
2-
اجعل أهدافك واضحة وقابلة للتحقيق:
في كثير من
الأحيان تفسد الآمال بعضها بعضًا، وتجعل صاحبها يعيش في تخبط دائم، لا يدري أي
سبيل يسلك، ولا أي درب يخطو، حينها يتكئ الإنسان على الكسل، وتختنق أنفاسه بالخمول
وفقدان الشغف، من هنا كان لا بد أن تضع لنفسك أهدافًا واضحة توجه طاقتك وتقلل من
التسويف، وقابلة للتحقق والقياس، ومن ثم تقسمها إلى مهام يومية صغيرة، كلما هممت
بمهمة أخلصت نيتك لله، وسألته العون والتوفيق، وكلما أنجزتها ارتقيت خطوة نحو
هدفك، حينها ستتخلص من الكسل، وستقضي على الخمول.
3- تبنَّ روتيناً يومياً منظماً:
يقول البوصيري:
والنفسُ كالطفلِ
إن تهملهُ شَبَّ على حُبِّ
الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
في الوقت الذي
يقرأ فيه كثير من الناس هذا البيت أو يسمعونه دون أن يقفوا عنده وقفة تفكير، نجد
العلم الحديث يبني نظرية كاملة على هذا المعنى، فالروتين اليومي المنظم يساعد
صاحبه على تحويل الأعمال إلى عادة، ومن ثم فهو ليس بحاجة إلى المقاومة الداخلية
كلما هَمَّ بعمل، لأن نفسه اعتادت على الجد والاجتهاد وألفته، مثلها مثل الطفل
الذي انفطم صغيرًا فاعتاد ذلك.
لذا، ينصح
المتخصصون بعلم النفس أن يحدد الإنسان أوقاتاً ثابتة للنوم، والاستيقاظ، والعمل،
والرياضة، وكل شيء يفعله، مع مرور الوقت، وتكرار العمل، سيعتاد الإنسان على ذلك
دون كسل أو خمول.
4- ممارسة الرياضة بانتظام:
غالبًا ما يرتبط
الكسل بانخفاض النشاط البدني، فقليلًا -ربما مستحيل- ما نجد إنساناً رياضياً محافظاً
على نشاطه البدني يعاني من الكسل، من هنا يمكن القول: إن الكسل وممارسة التمارين الرياضة خصمان لا يجتمعان في بدن واحد، حيث أثبتت الدراسات أن الرياضة تزيد من
إفراز هرمونات السعادة في الجسم، وتحسن التركيز، وتثير النشاط والحيوية، وكل هذه
الأمور لا يمكن أن يتخلل صفوفها الكسل، أو يعرف طريقها الخمول.
لذا، يجب أن
يمارس المسلم الرياضة بانتظام لا سيما وأن ديننا الحنيف يحث على ذلك، والنبي صلى
الله عليه وسلم أخبرنا أن «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»،
وأمرنا أن نعلم أولادنا السباحة والرماية وركوب الخيل.
5- تحسين بيئة العمل:
يُعدّ تحسين
بيئة العمل من أهم العوامل التي تساعد الإنسان على التخلص من الكسل والخمول والبدء
في الإنجاز بفاعلية، حيث إن ترتيب المكان وتنظيم الأدوات، وتقليل مصادر التشتيت،
وخلق أجواء متناغمة ومريحة؛ ينعكس مباشرة على الحالة الذهنية والنفسية، ويمنح
الإنسان شعورًا بالتركيز والجاهزية، ذلك لأن العقل يتفاعل بقوة مع المحيط من حوله،
فإذا كان هذا المحيط منظمًا وهادئًا، أصبح الانطلاق في العمل أسهل، وزادت
الإنتاجية.
وعلى الجانب
الآخر، تؤدي الفوضى وتعدد الملهيات إلى زيادة مقاومة البدء في المهام، وتغذية
مشاعر الكسل والخمول؛ ما يجعل الشخص يميل إلى التسويف والتأجيل المستمر، من هنا
يتبين أن خلق بيئة عمل محفزة ليس ترفًا، بل خطوة أساسية لأي شخص يسعى إلى حياة
أكثر إنجازًا ونشاطًا وحيوية.
___________________
1- بناء نظرية
عملية مفيدة لتحديد الأهداف وتحفيز المهام.
2- الدماغ تحت
الضغط: كيف تؤثر البيئة الاجتماعية على الدماغ؟
3- https://dorar.net/hadith/sharh/149807.