العنوان بريد المجتمع (العدد 1046)
الكاتب بأقلام القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1993
مشاهدات 31
نشر في العدد 1046
نشر في الصفحة 62
الثلاثاء 20-أبريل-1993
الطموح.. والخبرة.. والواقع
كثيرًا ما تصطدم طموحات الشاب المسلم مع الواقع الذي يعيش فيه، والذي يحول بينه وبين تحقيق آماله ورغباته.
ومخطئ من يظن أن مجرد التفكير في المستقبل الحسن، أو في التهيؤ لهذا المستقبل سيوجد له ساحة عمل جوها الاستفادة من الخير والعطاء، ومن العلم والمعرفة.
صحيح أن الهمة العالية والإرادة الصادقة إذا اجتمعتا مع الدافع النبيل والتوجه السليم، كل ذلك سيحقق الكثير من أجواء السلامة والصحة، ومن مظاهر التغيير والبناء.. بل كثير من الدعاة والمصلحين بدؤوا عملهم ودعوتهم في مستنقع الفساد والجاهليات، ثم تمكنوا بصلاح عملهم ودأب حركتهم من تغيير ذلك كله، وتحويله إلى نواة خير وبداية دعوة.
ولكن الخلط الذي نخشى أن نقع فيه، وأن يكون سببًا في تضييع وقت من عمر دعوتنا الإسلامية، ومرور سنوات من حياة رجالاتها وشبابها، أن يلتبس الفهم الصحيح لآليات العمل الدعوي، وظاهرة النمو في أجواء غير صحية وسليمة، تعيق الشاب المسلم، وهو ينشد النضج الصحيح والارتقاء الطبيعي.
إن ما يخشى على الدعوة أن يدخل الشاب المسلم مرحلة لم يهيئ لها ما يكفي من الترتيب والتخطيط، أو أن يبدأ بعمل لا يصلح إلا أن يسبق بغيره من الأساسيات، أو أن يحرص على شيء لم ينصح به سابقوه من أهل الفضل والتجربة، أو أن يقدم على تجربة أو محاولة في وسط سمت العمل الإسلامي فيه غير ذلك.
وذلك كله ينشأ حين يسير اللاحق دون الرجوع إلى السابق، ووقتما يستغني الناشئ عن توجيهات ذوي الرأي والصواب.
يونس اسليماني- باكستان- بشاور
«أم المعارك»
بقلم: علا عبد الله الصباغ- الجبيل الصناعية- المملكة العربية السعودية
على مدى القرون والأعوام قامت تلك المعركة، وستظل قائمة إلى أن تقوم الساعة، وهي التي سببت كل تلك المعارك التي دارت على مر العصور والأزمان.
إنها معركة الإنسان مع الشيطان، فمنذ أن خلق الله الخليقة، وخلق آدم وحواء كان الشيطان لهما بالمرصاد، ظل يعمل جاهدًا على غوايتهما، قال تعالى: ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ﴾ (البقرة:36)، وتوالت محاولات الشيطان ومكائده بعد ذلك، فهذان ابنا آدم يتصارعان، ويقتل الأخ أخاه.
إن كل حرب تنشب على الأرض، وكل جريمة تقع في هذه الدنيا، وكل مشكلة وكل شر انتصار للشيطان ووقوع في حبائله.
وإن للشيطان أساليب لا تعد ولا تحصى في تصوير الغواية لابن آدم، وأقوى أسلحته المرأة والمادة، ولذلك فإننا نجد أن أعلى نسبة في الانحرافات والانحلال الخلقي تأتي من هذين السبيلين، ولكن ما العمل وكيف الانتصار عليه؟ إن ذلك لا يكون بغير التمسك بكتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- وعلى الإنسان أن يستخدم العقل الذي خلقه الله له؛ ليفكر فيه، وليصل بواسطته إلى الحق، وبهذا يفوق قدرة الشيطان وقدرة أساليبه أجمع.
إن الشيطان يدعو، والإنسان يجيب إذا كان يسير في طريق الضلال، قال تعالى على لسان الشيطان: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي﴾ (إبراهيم:22).
أما إذا كان المرء مؤمنًا بالله، ساجدًا قانتًا، وكان القرآن ربيع قلبه؛ فإن الشيطان لا يخاف من شيء قدر خوفه من الله ومن عباد الله الصالحين أهل الحق، وها هو رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول لسيدنا عمر- رضي الله عنه- «والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجك»، فالشيطان على كيده وقوة إغوائه يخاف الحق وأهل الحق، وهنا ليس المطلوب من الإنسان أن يسب الشيطان ويلعنه كلما وقع في ذنب أو معصية، ولكن أن يذكر الله كلما أحس أنه سيقع في معصية، أو أمر يخالف أمر الله، وأن الشيطان لا يذله شيء قدر ذكر الله، قال رجل: كنت رديف النبي- صلى الله عليه وسلم- فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: «لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول بقوتي، ولكن قل بسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل ذباب».
وإن الشيطان يدخل على الإنسان في كل أمر بدهاء وخفة ومكر، ولكن عندما يذكر الإنسان الله في كل وقت وفي كل حين، يكون في منأى عن مكائد الشيطان وأتباعه، فيلذكر الله عند دخوله بيته، وليذكر الله عند بدئه طعامه، وإذا نام، وإذا استيقظ، عن جابر أنه سمع النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا دخل الرجل بيته؛ فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولاعشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء» (صحيح مسلم)، وبذلك يصان بيت المسلم وطعامه عن الشياطين بذكر الله، فلينظر الإنسان إلى عظم سلاحه، وقوة مفعوله وتأثيره، إنها كلمة، وما أكثر ما يتكلم، وربما أكثر كلامه كان وبالًا يرمي به في قعر جهنم، فلو أن كل إنسان ذكر الله، ونأى عن مصائد الشيطان لانتصر عليه من غير أسلحة ولا حروب ولا دمار، وكان فوزًا له في الجنة، وراحة له في الدنيا، فلنجعل ألسنتنا رطبة دائمًا بذكر الله، حتى نفوز في الدنيا والآخرة، وننتصر على الشيطان وكيده.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك» (صحيح البخاري 95/4 وصحيح مسلم۱۷/۱۷).
ردود خاصة
- الأخ/ محمد حسن خليف الله- الهند: وصلتنا رسالتك التي تذكر فيها أنك على وشك التخرج، وتطلب فيها بعض المراجع عن الخط، وقد حولنا رسالتك إلى الشيخ نادر النوري للاطلاع عليها، آملين أن يتفضل بتحقيق رغبتك، ولك تحياتنا.
- الأخ/ عبد القادر برزنجي- إيران: شكرًا لاهتمامك ومتابعتك، وندعو الله لك ولأمثالك أن يجعل لكم من كل ضيق فرجًا، ومن كل عسر يسرًا، وستكون رسالتك على قائمة الانتظار الذي نرجو ألا يطول للرد على طلبك بالإيجاب إن شاء الله.
- الأخ/ زياد صالح السلطان- السعودية- بريدة
الدخول في خلافيات العلماء والجماعات مأزق خطير، كثير المنحنيات، صعب المسالك، شديد الحساسية، تختلط فيه الحقائق بالعواطف، لذلك فاحرص- بارك الله فيك- على الترفع عن هذا المنزلق، والابتعاد عن متاهاته، مع متابعة التحري والتدقيق الذي يصاحبه حسن الظن بالجميع.
- الأخ/ صفوت سليمان الصافي- السعودية:
نرحب بك أخًا عزيزًا وصديقًا كريمًا، كما نرجو أن تكثر من المطالعة، وتعيد محاولة الكتابة مرات ومرات، حتى يستقيم المعنى وتتضح الغاية، ودعك من التكلف ووحدة الروي في كلام ليس من الشعر في شيء.
في الختام نود إعلامك بأنه يمكنك الاشتراك في المجلة ،وستصلك إلى عنوانك الذي ترسله إلينا بإذن الله.
- الأخت/ دليلة بارش- الجزائر- قسنطينة:
نحن مجلة إسلامية تهتم بقضايا المسلمين في كل مكان، وتعمل لفضح مخططات ومؤامرات أعداء الإسلام، وتنوير الشباب وتحذيرهم من الأخطار المحيطة بهم، وتقف مع الحق في مواجهة الباطل انتصارًا لحقوق المسلمين المضطهدين في الشرق والغرب، والداخل والخارج، وسنستمر في مشروعنا الإعلامي نصدع بالحق، ونأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، والله الهادي إلى سواء السبيل.
مفهوم الحرية
الكل يرفع شعار الحرية، ولكل مفهومه الخاص عن الحرية؛ بحيث يتم تفصيل ثوب الحرية على المقاس المطلوب بالضبط لا زيادة ولا نقصان.
تحاور أمريكي وروسي عن الحرية، قال الأمريكي: أستطيع أن أنتقد رئيس الجمهورية في واشنطن، فقال الروسي: أستطيع أن أهاجم رئيس أمريكا في ساحة الكرملين، فالحرية في الدول الاشتراكية حرية مهاجمة الخصم فقط.
والحرية في مفهوم الدول التي رفعت شعار الاشتراكية والحزبية الفردية هي النافذة التي يفتحها النظام للشعب، وعلى قدر اتساع هذه النافذة أو صغرها يكون حجم الحرية وما يبيحه الحاكم للناس هو المباح.. ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾(غافر:29)، هذه نظرة فرعون للحرية.
واليهود في فلسطين يرفعون شعار الحرية: قل ما تريد، اصرخ كما تشاء، ولكن ليس لك الحق أن ترفع يدًا أو ترمي حجرًا، ولا تشكو إلا لنا إذا صادرنا أرضك، ومنعنا عن أطفالك الغذاء والدواء، أو قتلناك، أو دفناك حيًّا، أو هدمنا منزلك، أو وضعناك في السجن بحكم مائة عام، فنحن بعد ذلك دولة ديمقراطية.
مفهوم الحرية في النظم الرأسمالية أقرب إلى التسيب ،لا حدود ولا ضوابط، انت قوي تفعل ما تريد، أنت غني تشتري وتبيع ما تريد، ولو كان أفيون وهيروين، وأنت السيد المطاع بدراهمك تسكت أي عدو، وبدراهمك تشتري أي إنسان، وأي قلم ولسان، أما مفهوم الحرية في الإسلام فإنما يقوم على قواعد ثابتة منزلة من لدن حكيم خبير، عالم بما يصلح عباده في الدنيا والآخرة.
طبق المسلمون الحرية في حياتهم فيما بينهم، وبينهم وبين سواهم، فكانت عدالة السماء تظلل هذه المجتمعات بشجرة وارفة الظلال، تؤتي أكلها عدلًا وإنصافًا وطهارة وعزًّا وسؤددًا، وكرامة لا تهان، وأعراضًا لا تهدر، نهى الإسلام عن حرق شجر، أو قتل حيوان، أو هدم بيتٍ، ولو كان للأعداء وقت الحروب.
ولا تزال البشرية وعلماء التاريخ المنصفون يذكرون مفاخر العرب والمسلمين في مد جسور الحرية لكل من يريد أن يعبر عليها ليصل إلى حقه.
باسم فخري- قطر
تجاوبًا مع قصيدة
«دمعة شجاعة إلى الذين ما زالوا يبكون بصوت عال» المنشورة في المجتمع
نعم، إنني والله لأعلم سر دمعتك، وأعرف سر شقوتك، أعلم أنها تفيض فوق طاقتك، وتحرق فؤادك، وأعرف أن لك- يا أخي- قلبًا نابضًا وروحًا متألمة.
كتبت- يا أخي- كلماتك التي أثارت الشجون، وحركت- والله- مدامع العيون، وأن ندوس وإن لم تذرف الدموع.. وليس هذا ما تريد.. بل ما تريد هو ما تقول: أن ندوس بؤسنا وأن نرى طريقنا، وأن نخط دربنا، وأن نقدم أرواحنا رخيصة في سبيل الإله.
إن المصاب عظيم، ولولا أمل المسلم بأن له إلهًا حبيبًا ودودًا رحيمًا سينصر جنده وحزبه ولو بعد حين، لأكلت المصائب قلبه، ولطوقته الأحزان والهموم من كل حدب وصوب، ولكن الأمل بالله عظيم، وليس من العيب- يا أخي- أن تجهش بالبكاء، وخصوصًا إذا اختليت تحت ظلمة المساء؛ لأن هذا البكاء بكاء المؤمنين الرحماء، لا بكاء الضعفاء والجبناء، إنه بكاء عزيمة وإصرار، بكاء المجاهدين الذين يطلبون من الله العون والمدد، لا بكاء الاستسلام والهوان، بل بكاء الأتقياء.
وثق- يا أخي- بأن البناء سيرفع ولو بعد حين، ولكن علينا بالصبر والثبات والاحتساب، علينا- يا أخي- أن لا ندع للشيطان سبيلًا، أي سبيل، يل يجب أن يكون اليقين هو أساس رحلتنا، ومشعل طريقنا، ونور دربنا إلى مولانا.
أم مجاهد خزاع أحمد
الدمام- المملكة العربية السعودية
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل