العنوان الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.. تجربة كويتية تستهدف تنمية المجتمعات الأشد احتياجاً
الكاتب أحمد الشلقامي
تاريخ النشر الأحد 01-يناير-2017
مشاهدات 737
نشر في العدد 2103
نشر في الصفحة 21

الأحد 01-يناير-2017
تعد الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إحدى أهم وأبرز المؤسسات الخيرية الإنسانية في العالم العربي والإسلامي، وقد جاءت الفكرة بدعوة كريمة من كوكبة من العلماء والدعاة على رأسهم د. يوسف القرضاوي، والراحل عبدالله العلي المطوع، ويوسف جاسم الحجي، والراحل أحمد بزيع الياسين.
وتهدف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية من وراء الأنشطة الخيرية وأعمال البـر والإحسان التي تقدمها إلى الإسهام في تحسين أوضاع المجتمعات الفقيرة بصورة دائمة تؤمن لهم حياة إنسانية كريمة من خلال:
1- تقديم المساعدات للمحتاجين أينما كانوا عبر إغاثة ضحايا الحروب والكوارث والمجاعات ونحوها، وتقديم المأوى للمشردين والطعام والشراب للجائعين والملبس للمحتاجين والعلاج والدواء للمرضى ورعاية الأيتام والأطفال المحرومين.
2- ابتكار حلول جذرية للقضاء على الفقر عملاً بالقيم الإسلامية واقتداءً بالنماذج الخيرية المضيئة في التاريخ الإسلامي.
3- القضاء على الأمية والجهل ونشر العلم من خلال بناء المعاهد العلمية ومراكز التدريب.
4- إعطاء الأولوية للمشاريع التنموية التي تهيئ للفقراء فرص العمل والإنتاج والاعتماد على أنفسهم حتى لا يكونوا عبئاً على الآخرين.
5- تمكين المجتمعات الفقيرة من استثمار مواردها وتحسين أوضاعها وتحويلها من مجتمعات استهلاكية إلى مجتمعات منتجة.
6- نشر الوعي بقضايا العالم الإسلامي والتعريف بأحوال المسلمين في العالم.
7- تقديم الدعم للمجتمعات الإسلامية لمساعدتها على المحافظة على شخصيتها الإسلامية وحقوقها.
قاطرة التعليم
التعليم يعد في فكر الهيئة أحد الروافد المهمة في تنمية المجتمعات الفقيرة؛ عبر القضاء على الأمية ومكافحة الجهل والتخلف والحفاظ على هوية الأمة الإسلامية؛ لذا أولت الهيئة القضية التعليمية اهتماماً خاصاً، بدعمها إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز الثقافية الاجتماعية؛ لما تقوم به هذه المؤسسات من دور مهم في محاربة الفقر، وتهيئة الفرص لأبناء تلك المجتمعات للمشاركة الفعالة في تحسين أوضاع مجتمعاتهم.
كما تقوم الهيئة بدعم المراكز الإسلامية والتعليم الإسلامي ومعاهده في البلاد والمجتمعات الإسلامية لتمكينها من المحافظة على هويتها وثقافتها وتراثها؛ من خلال توزيع آلاف النسخ من القرآن الكريم والكتب الإسلامية والمدرسية باللغات المختلفة، بالإضافة إلى كفالة أعداد كبيرة من المعلمين وطلبة العلم، وتقدم المنح الدراسية لهم في المعاهد والجامعات، فالهيئة الخيرية تعنى بتطوير الجهود التعليمية التي تقدمها المؤسسات التطوعية والخيرية من خلال مسارين:
المسار الأول: تطوير المدارس القرآنية القائمة من خلال تحقيق التوازن بين العلوم الشرعية ونظيرتها الحديثة بما يؤهل الخريجين للاستجابة لمتطلبات المجتمع.
المسار الثاني: إنشاء مدارس نموذجية بهدف جذب أبناء الشرائح القادرة في المجتمع لتقديم البديل التعليمي الإسلامي المتميز، بعد أن كانت تبحث لأبنائها عن فرصة للتعليم المتميز في المدارس الأجنبية والإرساليات المختلفة، بالإضافة إلى تخصيص نسبة معينة من المقاعد الدراسية لأبناء الفقراء النابغين بالمجان.
وتقوم الهيئة الخيرية بإعداد وتهيئة المدارس على مستوى المناهج والمدرسين والإداريين بما يتناسب مع الخدمات التعليمية والتربوية الحديثة والمتطورة، حيث تعنى بتدريس المناهج الرسمية المقررة لضمان اعتراف الجهات الرسمية بشهادات خريجي المدارس النموذجية، وإلى جانب المناهج الإسلامية والتربوية والسلوكية الهادفة إلى تكوين الشخصية المسلمة المتوازنة، تدرس المدارس النموذجية مقررات في اللغات والتقنيات وبرامج التفكير والمهارات المهنية والعلوم الحديثة.
ويشرف على هذه المدارس جهاز تربوي متخصص يستعين بخبرات وتجارب منظمات «اليونسكو»، و«الإسيسكو»، ومراكز البحوث في مجال إعداد المناهج الدراسية من المنظور الإسلامي.
ومن المشاريع التعليمية الرائدة للهيئة يأتي مشروع «الشفيع» لتحفيظ القرآن الكريم الذي أطلقته الهيئة الخيرية الإسلامية عام 2011م، وحقق انتشاراً واسعاً رغم حداثة هذا المشروع في 25 دولة حول العالم، وذلك من منطلق حرص الهيئة الخيرية على تعليم كتاب الله عز وجل، وتربية أبنائنا المسلمين على موائد القرآن الكريم ليتعلموا أحكامه ومعانيه، وأولت الهيئة الخيرية مشروع «الشفيع» أهمية خاصة بدعم من أهالي الكويت الذين جبلوا على حب كتاب الله عز وجل ورعايته وحفظه، ليتجاوز 4500 حافظ وحافظة بجانب 1000 خاتم وخاتمة للقرآن الكريم.
من العون إلى التمكين
أصبحت منظومة العمل الخيري جزءاً من روافد تحقيق التنمية في المجتمعات المستفيدة، ولم يعد مفهوم الخير مقصوراً على ورقة نقود تمنح أو قطعة خبز توفر أو شربة ماء.
وحققت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية طفرة نوعية في مجال العمل الخيري المؤسسي التنموي، فقد انطلقت في الفضاء الخيري والإنساني كمؤسسة عالمية، تجمع التبرعات، وتقيم المشاريع، وتنفق من عائد استثمارها على العديد من الأنشطة التي اضطلعت بها في عشرات الدول، رافعة لشعار «معاً لا يعود السائل للسؤال»، وعبر تخصيص مراقبة مستقلة تحت عنوان «التنمية المجتمعية والمشاريع الإنتاجية»، بدأ العمل ووضْع لبنة المشروع عام 1998م بـ7 مستفيدين ليستمر العمل ليصل المشروع حتى يوليو 2015م وبعد هذه السنوات لأكثر من 195 ألف مستفيد دون تمييز، بواقع 21 مليون دولار، حيث تم تنفيذ 25 ألف مشروع في 27 دولة، المشروع أيضاً ركز على النساء المعيلات، ووصل عدد المستفيدين للمشاريع أكثر من 8500 من الذكور و16 ألفاً من الإناث.
وتشمل مشاريع التنمية المجتمعية: بقرة حلوب، قارب صيد، ماكينة خياطة، أكشاك بيع، عربات طعام، آلات زراعية، وغيرها من المشاريع المدرة للدخل.
كما حرصت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية على دعم العمل التنموي في الدول المنكوبة، ومن ذلك مبادرتها خلال تصدر الكويت لعقد مؤتمر إعمار شرق السودان؛ بأن قامت الهيئة بعقد مؤتمر موازٍ للمنظمات الإنسانية غير الحكومية الخليجية والدولية لدعم برامج ومشاريع إعمار شرق السودان، وكان لحصاد هذين المؤتمرين الأثر الكبير في إنشاء عشرات المشروعات الزراعية والتنموية والتعليمية والصحية في ولايات شرق السودان.
لم تدخر الهيئة وسعاً في دعم وتبني العديد من الأنشطة المحلية والبرامج والمشاريع الخيرية والإنسانية، ومنها مشاريع إطعام الطعام ودعم الأسر المتعففة والعمل على مساعدة المرضي وكفالة التلاميذ الفقراء ورعاية كبار السن.
ومن أبرز المشاريع الاجتماعية التي للهيئة دور ريادي في إنشائها بالتعاون مع الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان؛ إنشاء مستشفى الرعاية الصحية في منطقة الصباح الطبية على مساحة 6600 متر مربع، وبلغت تكاليف إنشائه وتجهيزه أكثر من 5 ملايين دينار كويتي، ويهدف المستشفى إلى تقديم خدمة رعاية تلطيفية هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية والإسلامية، يساعد في توفير الأجواء الطبية وتقديم العلاج التلطيفي والرعاية النفسية والاجتماعية والدينية والاستشارية للمريض.
ويعد هذا المستشفى هو الأول من نوعه في المنطقة العربية والإسلامية، كمشروع رائد في العلاج التلطيفي قياساً بالمستويات العالمية، بل ويعتبر خطوة إلى الأمام تخطوها دولة الكويت في هذا النوع من العلاج الذي مازال في مرحلة النمو، كما أسهمت الهيئة في دعم العديد من المشاريع والبرامج الخاصة بشرائح مجتمعية متعددة، ومنها ذوو الاحتياجات الخاصة، وفئة «غير محددي الجنسية» وغيرها.
وتحظى الهيئة بتواصل فاعل وتقدير إقليمي ودولي تمثل في العديد من المحافل الدولية؛ حيث يمثل رئيسها د. عبدالله المعتوق مستشاراً لأمير دولة الكويت، كما أنه ظل محتفظاً بمنصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة على مدار 4 سنوات في سابقة لم تشهدها الأمم المتحدة في هذا المنصب، ومؤخراً تسلّم المعتوق جائزة «سمو الشيخ ناصر للأعمال الإنسانية» التي تقدمها «المؤسسة الخيرية الملكية البحرينية»؛ تقديراً لجهوده الكبيرة، وعطائه المتميز، ومساعيه الحميدة في دعم العمل الخيري والإنساني في مختلف دول العالم.
جاء ذلك خلال أعمال المؤتمر السنوي السابع حول الشراكة الفعّالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل
التي انطلقت بالعاصمة البحرينية المنامة في وقت سابق.>
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

