; برلمانيات (1060) | مجلة المجتمع

العنوان برلمانيات (1060)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 03-أغسطس-1993

مشاهدات 30

نشر في العدد 1060

نشر في الصفحة 12

الثلاثاء 03-أغسطس-1993

نكشات

داخل القاعة

  • طالب كلًا من النائب: محمد ضيف الله شرار والنائب: عايض علوش وهم يناقشون ميزانية الهيئة العامة للاستثمار طالبوا بعدم الاستثمار في المشاريع المحرمة شرعًا، وقالوا: حتى لا نحارب الله ورسوله ونتعامل بالربا والعياذ بالله.
  • نزل النائب أحمد باقر من منصة الرئاسة وجلس في الخطوط الخلفية وشارك في الحديث الدائر بين كلًا من النائب الدكتور إسماعيل الشطي والنائب أحمد النصار.
  • اقترح النائب عباس مناور أن ينشأ المجلس مكتب تعرض عليه الشكاوى قبل أن تعرض على المجلس ويكون دور هذا المكتب تنسيقي لأن المجلس مشغول بالميزانيات.
  • النائب عدنان عبد الصمد قال: يبدو أنه لا يوجد تنسيق بين بنك التسليف ووزارة الإسكان وهذا واضح من الإجابة على سؤالي لذلك يجب التأكيد على قانون الرعاية الإسكانية الذي يحدد جهة واحدة فقط لتوفير الرعاية الإسكانية.

خارج القاعة

  • تم إحضار أسرة خاصة مع مسعفين إلى مجلس الأمة ويبدو أن هذه الأسرة تابعة لعيادة المجلس، والظاهر أن عقد جلسات إضافية ومطولة لمناقشة الميزانيات استدعت إحضار هذه الأسرة. 
  • وقع وزير الداخلية الشيخ: أحمد الحمود على مجموعة من الأوراق قدمها له أحد مرافقيه.
  • في حديث بين رئيس المجلس أحمد السعدون والنائب عدنان عبد الصمد أكد السعدون أنه لا بد من إقرار مشروع الرعاية الإسكانية والمديونيات الصعبة قبل نهاية دور الانعقاد الحالي وذلك حتى لا يقال إن المجلس لم يعمل شيئًا.
  • صرح أحد أعضاء اللجنة المالية أنه تم سحب تقرير ميزانية «كونا» لإجراء تعديل على التخفيض من 500 ألف إلى 350 ألف.

والجدير بالذكر أن مدير عام وكالة الأنباء الكويتية قطع إجازته لمتابعة موضوع الميزانية فهل ينجح بالضغط على النواب؟

غنام الجمهور للمجتمع: قانون الرعاية الإسكانية سيتم إقراره قبل نهاية الدورة الحالية

أكد النائب غنام الجمهور رئيس لجنة الخطة الإسكانية في مجلس الأمة أن قانون الرعاية الإسكانية سيتم إقراره قبل نهاية دور الانعقاد الحالي.

وقال: إن أوجه التقارب بين الحكومة والمجلس حول هذا القانون كبيرة جدًا، ولكن يبقى تقليص فترة الانتظار وتمويل المشاريع الإسكانية هو الخلاف القائم حاليًا بين الحكومة والمجلس.

وعن اعتذار الحكومة بإلغاء الهيئة العامة للإسكان قال النائب غنام الجمهور: إن هذا العذر ليس له مبرر، وأكد أن حل مشكلة السكن لا يرتبط بجهات معينة.

وأثناء لقاء صحفي ذكر وزير الإسكان: أن أهم العوائق التي تواجه الرعاية السكنية وعدم إنجاز الكميات المطلوبة من الوحدات السكنية هما ندرة الأراضي وتوفير الأموال اللازمة لهذه الرعاية ومن أجل التغلب على ذلك فقد اتخذ المجلس الأعلى للإسكان مؤخرًا قرارًا يفسح المجال لمشاركة القطاع الخاص والمؤسسات العالمية بتمويل وتنفيذ المشاريع الإسكانية. 

والجدير بالذكر إن شركات النفط- شركة نفط الكويت- سبق أن أعلنت أنها ستتنازل عن بعض الأراضي المخصصة لها للتنقيب عن النفط. ومن جانب آخر لا نعتقد أن القطاع الخاص سيرفض المشاركة في بناء المشاريع الإسكانية وبذلك ستكون مشكلة الإسكان في طريقها إلى الحل إذا توفرت لها كل وسائل النجاح وصدقت النوايا لإيجاد حل سريع لهذه المشكلة الاجتماعية المتضرر منها حسب الأرقام المعلنة في الوقت الراهن أكثر من 40 ألف أسرة تقريبًا 200 ألف مواطن.

إن حل مشكلة الإسكان تعني توفير بيت لكل أسرة على قائمة الانتظار وإن استقرار الأسرة في بيت يأويها سينعكس على تربية الأولاد تربية صالحة وبذلك يتحقق المجتمع المستقر الآمن المتقدم.

النائب د. ناصر الصانع يكرم المتفوقين من أبناء الروضة

تغطية- صالح المسباح

أقام النائب الدكتور ناصر الصانع حفل تكريم لخريجي الثانوية العامة والمعاهد التطبيقية والجامعة لأبناء منطقة الروضة من البنين والبنات وذلك بصالة الزين بالروضة.

وحضر الحفل- الذي يعد الأول من نوعه والمخصص للبنات- الدكتورة فايزة الخرافي مديرة الجامعة والدكتورة سهام الفريح عميدة كلية الآداب وسامي الإبراهيم رئيس مجلس إدارة جمعية الروضة التعاونية وعدد كبير من أمهات الخريجات وأقام كذلك حفلًا آخر للخريجين حضره الشيخ محمد سلمان الصباح وكيل ديوان الموظفين وخالد الصليهم وكيل وزارة التربية المساعد وعدد من شخصيات المنطقة.

وألقى النائب الدكتور ناصر الصانع كلمته بالمناسبة أشاد فيها بالمتفوقات.

وبعد ذلك ألقت ناظرة ثانوية الروضة بنات فوزية الزيد كلمة بالمناسبة أثنت فيها على لفتة الدكتور الصانع.

وبعد ذلك ألقت الخريجة غنيمة المرزوق كلمة الخريجات وقالت بأننا نجد أنفسنا ملزمات بشكر النائب د. الصانع راعي الحفل على مبادرته.

ثم ألقى السيد مانع عبيد الدريع كلمة أولياء أمور الخريجين وبعد ذلك قامت مديرة الجامعة الدكتورة فايزة الخرافي ود. سهام الفريح عميدة كلية الآداب بتوزيع الشهادات على الخريجات. 

وقام د. محمد الصباح ود. ناصر الصانع وخالد الصليهم وكيل وزارة التربية ود. جاسم العمر عميد كلية الدراسات التجارية بتوزيع الشهادات على الخريجين.

نواب الشعب طالبوا بحل المشكلة الإسكانية

يعقوب حياتي

تفتحت قريحة أعضاء مجلس الأمة في جلسة يوم الثلاثاء 27 /7/ 1993 أثناء مناقشة ميزانية الهيئة العامة للإسكان، وتحدثوا عن المشكلة الإسكانية من جميع جوانبها وبتفاصيل دقيقة شملت معظم مناطق السكن بدءًا بالدائرة الأولى وانتهاء بالدائرة الخامسة والعشرون.

فلقد تحدث النائب الدكتور يعقوب حياتي- وهو مرشح عن الدائرة الأولى- فقال: نحن نضع اليد على أهم معاناة الفرد الكويتي المتجسدة في أمله في الحصول على سكن آمن.. وطالب بضرورة الاهتمام الكبير بهذه القضية التي يعاني منها عدد كبير من أفراد الشعب الكويتي، ويقدر اهتمامنا بالاستثمارات الخارجية والمديونيات الصعبة علينا أن لا نغفل عن أهمية حل المشكلة الإسكانية. 

وذكر ما يعانيه سكان مجمع الصوابر من عدم وجود مرافق كجمعية تعاونية ومدارس ومستوصف وغير ذلك من المرافق المهمة والضرورية. وكذلك شارك في الحديث عن المشكلة الإسكانية النائب مصلح هميجان- وهو مرشح عن الدائرة الخامسة والعشرون- وقال: أرجو أن يظل أهالي أم الهيمان في سكنهم المؤقت حتى يتهيأ لهم سكن جيد بعد أن تدمرت مساكنهم بفعل قوات الغزو.

هكذا أخي القارئ: تحدث النواب عن المشكلة الإسكانية والتي يعاني منها عدد كبير من أفراد الشعب الكويتي بمختلف مستوياتهم وأعمارهم، وتناول الحديث كذلك طول فترة الانتظار فلقد عبر النائب جمال الكندري عن هذه الحالة وشبهها «بالرحم» وبعد ولادة عسرة يخرج المولود مشوه وهو مسكن ضعيف البنيان ولا يفي بكل متطلبات المواطن وقال: أنا متشائم من حل قضية الإسكان وتكلمنا في هذا المكان مع الوزير عن بيوت فيلكا ووعدنا الوزير أن يحل المشكلة وللآن لم تنته.

وعن حجم هذه المشكلة ودولة مثل الكويت يجب أن لا تكون عندها مشكلة سكن قال النائب عدنان عبد الصمد نتذكر المثل الطريف عندما سأل عن عدد الكويتيين وكانت الإجابة أن عددهم لا يتجاوز 500 ألف وهنا سأل الصحفي بأي فندق يسكنون ورغم ذلك فإننا بحاجة إلى جدية في الحل والمشكلة إذا كنا نريدها أن نحل يجب أن يسكن جميع المسئولين في بيوت للإيجار حتى يشعروا بمدى المعاناة وعلى رأسهم وزير الإسكان!!

وكشف النائب محمد ضيف الله شرار عن حقيقة مشكلة الإسكان وكأنها مفتعلة حيث قال: جهد الهيئة غير مرض عنه برلمانيًا وشعبيًا والشركات الوطنية تقدمت لحل المشكلة ورفض طلبها، وكأن الحكومة تريد أن تبقى مشكلة الإسكان.

وشارك في التحدث عن مشكلة الإسكان النائب علي أبو حديدة حيث قال: مشكلة الإسكان كبيرة، فنلاحظ أن الهيئة توزع بيوتًا جيدة في سنة وسيئة في سنة أخرى، وقدمت سؤالًا بشأن خيطان الجديدة، وكان الرد أن 1750 قسيمة جاهزة للتوزيع وهي محتاجة إلى مبلغ بسيط للتوسعة والبلدية تقول إن ليس لديها ميزانية، والهيئة لو قامت بأخذ القسائم وحلت المشكلة والهيئة سلمت البيوت المركبة وتركت الناس يعيشون في مشاكل.

وتحدث النائب: مبارك الدويلة وقال: ملاحظتي بشأن بدل الإيجار وهو وضع سقف أعلى «800» دينار واضطر الناس للكذب فما دام الكويتي لديه طلب سكن نعطيه 100 دينار بدون تحديد سقف أعلى، لذا نرى عدم تحديد سقف أعلى ويستمر بدل الإيجار إلى أن يحصل المواطن على الرعاية السكنية.

وبهذه الصورة تم مناقشة ميزانية الهيئة العامة للإسكان الذي وافق المجلس على التقرير المقدم من اللجنة المالية، ولاحظت عزيزي القارئ كيف تفاعل أعضاء مجلس الأمة الكرام مع هذه المشكلة الاجتماعية وما نتمناه أن تتفاعل الحكومة وأجهزتها المختلفة من وزارة الإسكان والهيئة العامة للإسكان وبنك التسليف في إيجاد حل شامل ومتكامل للمشكلة الإسكانية وبأسرع وقت ممكن!!

أخبار محلية أسبوعية

  • أكد العاهل المغربي الملك الحسن الثاني للوفد البرلماني الكويتي الذي زار الرباط مؤخرًا أن بلاده ستواصل جهودها وستبذل مساعيها عبر علاقاتها الدبلوماسية من أجل الإسراع في حل مشكلة الأسرى الكويتيين. 
  • قال مقرر لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بمجلس الأمة النائب أحمد النصار بعد اجتماع اللجنة بوزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الصباح إن الوزير الحمود أبلغ اللجنة أن وزارة الداخلية ستفرج عن بعض المحتجزين في مركز الأبعاد والذين لا يشكلون خطرًا على الأمن في البلاد والذين سيغادرون البلاد بعد انتهاء المدة القانونية لإنهاء معاملاتهم مع مؤسسات الدولة المختلفة وحصولهم على مستحقاتهم المالية بشرط أن يقوم كفيل كويتي بضمانهم لدى الوزارة. 
  • قال عبد الرحمن الحوطي رئيس لجنة التعويضات إن الكويت تعد لمطالبة العراق بمليار دولار تعويضًا عن العمليات التي تعين القيام بها لإزالة آثار الحرائق التي أشعلها في أبار النفط ووصف الحوطي هذه الخطوة بأن لها أهمية رمزية بالنسبة للكويت مع ضرورة إعطاؤها أولوية خاصة.
  • أكد المسؤولون في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية أن شركة شروق للطيران التي تمتلك المؤسسة «49» من أسهمها وتملك مصر «51» من الأسهم قد منعت تداول الخمور على طائرات الشركة. 
  • نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن صحيفة «الدستور» الأردنية أن المحامي عبد الناصر نصار- الذي يقوم بدور الوسيط في قضية المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين الذين حكم عليهم بالإعدام في الكويت- يتوقع أن تعلن الحكومة الكويتية موافقتها على استئناف النظر في هذه القضية مؤكدًا أنه سيصدر عفوًا عامًا وشاملًا للإفراج عن جميع المحكومين الأردنيين والفلسطينيين في الكويت.
  • مصادر صحفية عربية توقعت انفراجًا قريبًا سيطرأ على العلاقات «الأردنية- الكويتية» وأن حوارًا للمصالحة سيعقد بين الجانبين في العاصمة القطرية الدوحة لم يحدد موعده.

أعضاء مجلس الأمة يتحدثون في ذكرى العدوان الغاشم

في ذكرى العدوان الغاشم على أرضنا الحبيبة وشعبنا الأبي من نظام صدام الآثم توجهت المجتمع بعدة أسئلة لعدد من النواب أعضاء مجلس الأمة الفضلاء لاستخلاص الدروس النافعة من المحنة التي أظهرت معدن الشعب الكويتي الأصيل. 

أحمد الكليب: انتصرنا بوحدتنا الوطنية.

تغيب قيادات المقاومة عن الساحة

وسألنا النائب: أحمد الكليب عن سبب انسحاب قيادات المقاومة من الساحة.

 فأجاب: لا بد أن نبين في بداية الأمر أن معظم من كان موجودًا أيام الاحتلال وصمد أمام قوات البغي المحتل صمد بدافع وطني، ليقوم بالواجب لوطنه والمواطنين، ولم يضع في اعتباره في يوم من الأيام أنه سوف يحصل على منصب أو يعيش لهذا اليوم الذي نحن فيه لأن القدر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، لكني أقول إن كثيرًا من هؤلاء الإخوة احتسبوا الأجر عند الله سبحانه وتعالى، ومنهم من وفق اجتماعيًا أفضل بكثير من أي دعم أو قرارات تتعلق بالوضع الإداري أو بالوضع الوظيفي وهذا ما لاحظه كثير من الإخوة سواء من كانوا عسكريين أو مدنيين أو من عمل في المجال الطبي.. أما لماذا اختفوا عن الساحة؟ فذلك لأنهم لم يلقوا أي تقدير وخاصة القيادات العسكرية للمقاومة اختفت عن الساحة لأنها لم تجد الترحيب الذي يليق بمكانتها على الأقل العسكرية عكس الآخرين الذين كانوا في الخارج، وهناك من كان في الخارج وعمل من أجل الكويت، ولكن الذين عملوا في الداخل كانوا يعملون في ظروف صعبة جدًا وأمام قوات تبطش وتعذب ويجب أن يكون لهم تقدير واضح ويليق بما قدموه من تضحيات.. أما عن غيابهم عن الساحة لعدم التقدير أو لعدم تكريمهم، أقول حتى الآن هناك ناس على قائمة التكريم ولم يصلهم الدور ونحن دخلنا في السنة الثالثة.. وحتى نوعية الأوسمة وهي ناحية معنوية أكثر منها مادية. أضف على ذلك ما نشعر به نحن من أسى لأن طبيعة الشعب الكويتي الوفاء، فهناك غير الكويتيين الذين وقفوا معنا أيام الاحتلال وأقصد بهم الأطباء غير الكويتيين وقفوا معنا وحتى الآن لم يتم إنصافهم، كان ممكنًا لهؤلاء الأطباء أن يغادروا الكويت من اليوم الثاني من أغسطس.. مثل ما غادرت لجنة الطوارئ الكويتية والمفروض أن تكون متواجدة في ذلك الحين فهل يوجد أكثر من ذلك حالة طوارئ ولكن هؤلاء الأطباء على علم بأن الشعب الكويتي شعب وفي لن ينسى لهم وقفتهم هذه، بغض النظر عن القرارات والإجراءات.

معدن الشعب في المحنة

المجتمع: الشعب الكويتي أيام الاحتلال هل هو الشعب الكويتي بعد التحرير؟

أحمد الكليب: كانت السمة الغالبة أيام الاحتلال هي اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وكان الجميع يحافظ على تعاليم الدين من التعاون والتعاضد والوفاء.. كل هذه المعاني كانت موجودة وهي صفات المسلم الحقيقية.. أما الآن نجد المطاحنة وتفكيك الوحدة الوطنية، كانت هذه الوحدة في أجمل صورة أيام الاحتلال أما الآن جماعات وشلل ومنابر تتصارع لمكاسب سياسية وعدم النظر للمخطط الذي يسعى لتفكيك الوحدة الوطنية التي هي أساس الانتصار على العدو. 

وسألنا الدكتور: ناصر صرخوه عن. هل الشعب الكويتي أيام الاحتلال هو نفسه بعد التحرير؟

فأجاب: المحنة فيها الكثير من الدروس والعبر، ولكن للأسف طبيعة الإنسان أنه ينسى، لو نتذكر الظروف التي كنا نعيشها أيام الاحتلال ورحمة الله سبحانه وتعالى التي هبطت علينا بعد ذلك وشعرنا بالأمان مرة أخرى، وكذلك رحمة الله علينا أثناء المحنة التي ألهمتنا الصبر والتحمل سواء الذين كانوا في الداخل ويعانون مباشرة من نير قوات البغي والإثم صنوف العذاب أو الذين كانوا بالخارج ويعانون من الغربة وفقد الوطن والأهل والأحبة، ومما لا شك فيه أنه حدث تغير في الشعب الكويتي بشكل كبير ونتج عنه اهتمام بحقوق الإنسان وتوج هذا الأمر بتشكيل لجنة لحقوق الإنسان في مجلس الأمة الكويتي وهذه الطبيعة موجودة في الشعب الكويتي حتى قبل الاحتلال ولله الحمد أنه شعب معطاء وفيه أهل خير وأعمالهم في جميع أقطار العالم ولكن المحنة أكدت هذا المفهوم عند الكثيرين كذلك، ولكننا نحن في بعض الأوقات ننسى، وهذا يتطلب أن نذكر أنفسنا بين فترة وأخرى بأن الله سبحانه وتعالى ابتلانا بمحنة ويجب أن لا ننسى فضل الله ورحمته علينا بالعودة للوطن، وهذا يستلزم أن نتمسك بشريعة الله أكثر وبما يأمرنا الله به أكثر. أنا أعتبر الثاني من أغسطس عبرة.

تقدير البطولات مطلب شعبي

المجتمع: ما هو في نظرك سبب غياب قيادات المقاومة؟

د. ناصر صرخوه: الملاحظ أن هناك تغييبًا لدور بعض الناس بشكل مقصود أو غير مقصود إلى الآن لا نجد أي نوع من التقدير للشهداء كتسمية مدارس أو تسمية شوارع في حين نجد أن هذه الظاهرة كانت موجودة في السابق بشكل فوري عندما تحدث أي حالة من الحالات، أو عندما يفقد الشعب الكويتي شخصية من الشخصيات البارزة نجد تقديرها يتم في فترة قصيرة.

والشهداء في كل العالم يعتبرون في مقدمة من يكرموا، وذلك في أشخاص أهاليهم. نحن حتى الآن لم نكرم هؤلاء الشهداء التكرم الذي يستحقونه وكأنه لم يوجد شهداء في الكويت برغم صغر مساحة الكويت هؤلاء يجب أن تبقى أسماؤهم خالدة وننشأ المتاحف ونضع صورهم وملابسهم التي لطختها الدماء الزكية. وكذلك من أعطى يجب أن يعطي قدره وإن كان هو لم يسع إلى ذلك وهو ما يتوقع لأن عمله لله، ولم يتوقع أن يعيش أو أن الكويت ترجع ولكن عمل بدافع وطني وواجب يجب أن يقوم به، فهؤلاء لم يطلبوا شيء ولكنهم يرون أن هناك من ركب الموجة وأن الإنسان لا يقدر ونحن نلاحظها وتأتينا بعض الشكاوى في هذا الخصوص. ولقد صدر قرار من وزارة الداخلية بالنسبة لرؤساء العرفاء الذين سمح لهم بدخول دورة حتى يكونوا ضباطًا في الشرطة نجد أن هناك من شارك ولديه شهادات ولديه وثائق تثبت بأنه كان ضمن المقاومة ومن الذين سجنوا واضطهدوا وعذبوا إلا أنهم لم يقدروا مع الأسف الشديد. 

الدويلة: غياب قيادات المقاومة لشعورهم بالإحباط وعدم التقدير.

وسألنا النائب: مبارك الدويلة.. ما هو تعليقك لغياب قيادات المقاومة عن الساحة؟

فأجاب: لعل السبب الرئيسي في ذلك لشعورها بالإحباط نتيجة عدم تقدير دور المقاومة بشكل سليم أو أنه نتيجة اختلاط الحابل بالنابل وادعاء أعداد كبيرة بتبنيها للمقاومة الشعبية أو يكون قد اختل الميزان، لأن معنى المقاومة واسع فكل من صمد أنا أعتبره من المقاومة. الصمود بحد ذاته مقاومة لكن بلا شك أن للقيادات دورًا بارزًا في التجميع والتنظيم والحصول على النتائج المؤثرة المفيدة، فعدم الشعور بإعطاء كل ذي حق حقه لهو سبب من الأسباب الرئيسية للإحباط، وكما أنها فترة من الزمن في سجل التاريخ سيخلد اسم هؤلاء ومع مرور الوقت تكون أعمالهم ذكرى لمعاني الصمود والتضحية والعطاء، ولكن بلا شك مع ذكرى الثاني من أغسطس من كل عام سنتذكر هؤلاء الرجال وما قاموا به من أعمال بطولية وبذلت الغالي والرخيص من أجل الوطن ومن أجل تحرير البلاد.

طبيعة الشعب بعد المحنة

المجتمع: هل الشعب الكويتي أثناء الاحتلال هو الشعب الكويتي بعد التحرير؟

مبارك الدويلة: بلا شك اختلف الشعب الكويتي واختفت كثير من القيم الجميلة التي ظهرت أيام الاحتلال مع الأسف. إن هذه القيم اختفت.. وكذلك كثير من المظاهر السيئة أيام الاحتلال كانت مختفية ظهرت بعد التحرير، ولكن يظل الشعب الكويتي شعبًا مسلمًا ويحافظ على أصالته شئنا أم أبينا، وسيظل الشعب الكويت شعبًا مسلمًا محافظًا على القيم والعادات والتقاليد المستمدة من تعاليم ديننا، وستثبت الأيام أن ما حدث في الثاني من أغسطس حدث عارض لن يؤثر على أصالة الشعب الكويتي المسلم المحافظ.

هناك إيجابيات وسلبيات

وسألنا النائب: أحمد باقر عن هل الشعب الكويتي أيام الاحتلال تغير عن فترة بعد التحرير؟

فأجاب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعود علينا ذكرى الثاني من أغسطس هذه الأيام والحمد لله بلدنا قد تحررت وأعيدت المؤسسات الدستورية في البلاد وأصبحنا نناقش كل أمورنا ونضع سياستنا المستقبلية، والحمد لله الأمور في نعمة وفي خير إلا أن هناك بعض المآخذ. 

لقد لاحظنا تعاون وتلاحم الشعب الكويتي أيام الاحتلال بشكل كبير جدًا بين الكويتيين للأسف هذه فقدناها إلى حد ما في هذه الأيام ورأينا كثير من التنافس والتناحر على كثير من المناصب في إدارات الحكومة والرياضة وغيرها. كذلك تواجد الناس وبالذات الشباب بشكل مكثف أيام الاحتلال في المساجد لإقامة الصلاة والتباحث في أحوال البلد ومناقشة مستقبل الكويت بشكل أفضل هذا أيضًا. نستطيع القول إن هذا التواجد خف كثيرًا هذه الأيام ممكن بسبب العمل والاستغراق في العمل لإعادة بناء البلد، لا شك أن هذا شيء طيب ولكن أخشى أن تكون الإيمانيات العظيمة التي شعرنا فيها أيام الاحتلال قد ضعفت، ولكن المطلوب أن تستمر هذه الإيمانيات لأن فيها الخير الكثير والاتصال الدائم مع الله سبحانه وتعالى وهذا هو سر تحرير الكويت، فالتحرير جاء بإيماننا وتوكلنا على الله سبحانه وتعالى.

وكذلك من الإيجابيات التي حدثت بعد التحرير، وعندما عاد مجلس الأمة ويمارس سلطانه أصبحوا أهل الكويت هم الذين ينظرون في شؤونهم المالية ويكتشفون السرقات التي صارت في استثمارتنا في الخارج، ويخططون لمستقبلهم بالنسبة للإسكان، ويطالبون باستقلال القضاء ومحاكمة الوزراء وغير ذلك من المطالبات الدستورية.

لا شك أن هذا من الإيجابيات التي نعيشها اليوم وهذا خير ونعمة من الله ولله الحمد في ذلك علينا المحافظة على هذه النعمة، ولاحظنا كذلك بعض الكفاءات الكويتية ذهبت لتعمل في دول الخليج أو باقي دول العالم، ولا بد من العمل على إعادة هذه الكفاءات حتى تعمل من أجل الكويت ولتحسين الوضع الإداري في البلاد وأيضًا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبالحوافر المناسبة التي تكفل لكل الكويتيين أن يكون لهم دور مهم في بناء بلدهم من جديد.

لاحظنا أيام الاحتلال أن الكويتيين يقومون بكل المهن البسيطة من النظافة وميكانيكا السيارات كانوا يقومون بها أثناء الاحتلال نرى كل الشباب ترك هذه المهن بعد التحرير، وكان بالإمكان أن تكون مهن مدرة لدخل جيد جدًا ولو تم دعم لهذه المهن من قبل الدولة لجعلت حوافز للشباب وبالتالي بتخلص كثير من العمالة الوافدة، إذا هناك بعد التحرير رأينا إيجابيات استمرت ورأينا بعض السلبيات التي ظهرت.

من دروس المحنة

صندوق التكافل ودوره القيادي

مع ذكري الثاني من أغسطس المشؤوم لا بد من وقفة مع الجهات التي عملت أثناء الاحتلال وما زالت تعمل من أجل هذا الوطن وأبناء هذا الوطن ونخص بالذكر شهداء الكويت وأسراها، إن صندوق التكافل لرعاية أسر الشهداء والأسرى تم إنشاؤه بعد أن أنعم الله علينا بنعمة التحرير في 26 /2/ 1991 من قبل الأمانة العامة للجان التكافل كامتداد للجنة رعاية الأسرى، ليكون بذلك أول صندوق كويتي خيري تم إنشاؤه بعد التحرير يهتم برعاية أهل ذوي الشهداء والأسرى والمفقودين والمحتجزين والمرتهنين الذين عانوا ما عانوا من جراء الاحتلال العراقي الغاشم للكويت وما ترتب عليه من آثار والمساهمة في تخفيف الضرر وإعادة البناء.

نشأ صندوق التكافل لرعاية أسر الشهداء والأسرى تحت اسم لجنة شئون الأسرى المنبثقة عن لجان التكافل المنتشرة في الكويت وذلك خلال الاحتلال العراقي الغاشم على أرض الكويت الحبيبة في أغسطس 1990 ومن أهداف اللجنة:

1 - رعاية وكفالة أسر الشهداء والأسرى.

2 - السعي الحثيث لإطلاق سراح المعتقلين.

3 - مساعدة ومساندة الأسرى المعتقلين.

4 - توفير معلومات حول الشهداء والأسرى وتوصيلها للسلطة الشرعية في الطائف.

إنجازات وأعمال اللجنة: بدأ العمل للجنة الشهداء والأسرى بشكل سري غير معلن تحاشيًا لمزيد من العراقيل والإشكالات والاعتقالات من قبل القوات العراقية المعتدية، وقد كان العمل على محورين:

المحور الأول: رعاية الأسرى

1 - السعي الحقيقي لإطلاق سراح المعتقلين بكافة الوسائل الممكنة، وقد أثمرت ولله الحمد بعض هذه الجهود في الكويت.

2 - رفع الروح المعنوية للأسرى والتي تم اعتبارها من صور المقاومة ومن مظاهر الاتصال بالله عز وجل.

3 - إجراء عدة زيارات للأسرى في معتقلات العراق وتفقد أحوالهم، وقد تركز وجود الأسرى في خمسة معتقلات وهي: بعقوبة الموصل، الرمادي، تكريت، الرشيد.

4 - بلغ عدد الضباط العسكريين المعتقلين 638 ضابطًا و4400 ضابط صف وفرد، وقد عملت اللجنة على الالتقاء بالأسرى أو ممثلين عنهم- لكثرة عددهم- والتعرف عليهم وعلى عناوينهم وأسرهم ومعرفة احتياجاتهم العامة والخاصة، وقد أسفرت هذه الجهود عن الإنجازات التالية: 

أ - توثيق الأسماء لبعض المعتقلين في سجون ومعتقلات العراق. 

وقد تحفظ البعض خوفًا من اعتقال أهاليهم، إلا أن الأسماء عوملت بسرية تامة وتم توثيقها بالكمبيوتر مما يصعب على أي شخص استخراجها غير أعضاء لجنة رعاية الأسرى أنفسهم. 

ب - رعاية الأسرى ماليًا، حيث تم توصيل مبالغ كبيرة من المال للأسرى في المعتقلات العراقية.

جـ - تزويد الأسرى بكافة احتياجاتهم من:

1 - المواد الطبية.

2 - المواد الغذائية.

3 - ملابس التدفئة.

4 - المصاحف والكتب الدينية والثقافية والأدعية والفتاوى. 

د - ترتيب زيارات لبعض أهالي الأسرى في الكويت إلى أبنائهم في المعتقلات العراقية، ونقل الرسائل والأمانات لمن لم يستطع الزيارة وبالعسكر. 

وقد بلغت الميزانية المصروفة للجنة مليونين ونصف المليون دينار عراقي إضافة إلى ما رافق هذه الأعمال من مخاطر أبسطها يؤدي إلى حكم الإعدام بشرع الغزاة المحتلين، وقد تم ذلك بشكل متوال ومستمر حتى قبيل 15 /1/ 1991 الموعد المرتقب للحل العسكري، وقد لاقى هذا الاهتمام وهذه الرعاية سعادة بالغة لدى الأسرى الكويتيين مما أدى إلى ارتفاع معنوياتهم وتقوية عزائمهم حيث تأكدوا بأن الله لا ينسى عبده وأن لهم إخوانًا من جلدتهم لم ينسوهم اهتموا بهم ورعوا أسرهم وهم في الأسر إلى جانب اهتمام ذويهم بهم وهو الأصل.

المحور الثاني: رعاية أسر الأسرى

قامت اللجنة بكفالة العديد من الأسر وذلك على عدة خطوط متوازية: 

1 - رعاية بعض أسر الشهداء الذين استشهدوا برصاص الجيش العراقي.

2 - رعاية بعض أسر الأسرى المعتقلين.

3 - كما وزعت اللجنة على أهالي الأسرى في الكويت مبلغ 1000 دينار عراقي لكل عائلة وذلك لمن أمكن التوصل إليهم، فكثير من أسر الشهداء والمعتقلين يصعب الوصول إليهم إما لعدم التعرف عليهم لتغيير كثير منهم لسكنه أو مراقبة الاستخبارات العراقية لمنازلهم أو لسفرهم، وقد تعددت نواحي الاهتمام والرعاية وتركزت في الآتي:

1 - الرعاية الغذائية.

2 - الرعاية المالية.

3 - الرعاية الاجتماعية.

الرابط المختصر :