العنوان تبسيط الفقه .. بقية ما قبله: الأذان
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 17-أغسطس-1971
مشاهدات 45
نشر في العدد 73
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 17-أغسطس-1971
تبسيط الفقه
بقية ما قبله
الأذان
وعن عبد الله بن عبد ربه، قال: «لما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناقوس ليضرب به للناس في الجمع للصلاة، وفي رواية: وهو كاره لموافقته للنصارى، طاف بي -وأنا نائم- رجل يحمل ناقوسًا في يده، فقلت له: يا عبد الله، أتبيع الناقوس؟ قال: ماذا تصنع به؟ قال: فقلت له: تدعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على هو خير من ذلك؟ قال: فقلت له: بلى، قال لي: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ علي الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. ثم استأخر عني غير بعيد، ثم قال: تقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله؛ فلما أصبحت، أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بما رأيت، فقال: إنها لرؤيا حق -إن شاء الله- فقم مع بلال، فألق عليه ما رأيت، فليؤذّن به، فإنه أندى صوتًا منك، قال: فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذِّن به، قال: فسمع بذلك عمر وهو في بيته، فخرج يجر رداءه، يقول: والذي بعثك بالحق، لقد رأيت مثل الذي رأى، قال: فقال النبي -صلى الله علی وسلم: فلله الحمد» (رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خزيمة، والترمذي، وقال: حسن صحيح.)
مما تقدم تتضح لك ألفاظ الأذان، إلا أنه يزاد في أذان الصبح بعد «حي على الفلاح».. «الصلاة خير من النوم» مرتين
الإقامة:
هي الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذكر مخصوص، وألفاظها قد سبقت في الحديث الذي مر آنفًا.
أحكام الأذان والإقامة
١- هما فرضا كفاية على معنى أنه إذا قام بها البعض سقط من الباقين لحديث:
«إذا حضرت الصلاة، فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكبركم».
۲- يؤديان في الحضر؛ أي في القرى والأمصار، قال مالك رحمه الله تعالى: «إنما يجب النداء في مساجد الجماعة».
٣- ويقوم بهما الرجال، فأما النساء فليس عليهن أذان ولا إقامة، قاله ابن عمرو وأنس، وغيرهما.
٤- يكونان سنة لمنفرد، لحديث عقبة بن عامر مرفوعًا: «يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية جبل، يؤذن بالصلاة، يصلي، فيقول الله -عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن، ويقيم الصلاة يخافني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة» (رواه النسائي)
كما يسنان في السفر، لقوله -صلى الله عليه وسلم- لمالك بن حويرث، ولابن عم له: «إذا سافرتما، فأذنا، وأقيما، وليؤمكما أكبركما» متفق عليه.
شروط الأذان والإقامة
١ـ لا يصحان إلا مرتبين متواليين، فإن سكت سكوتًا طويلًا، أو تكلم بكلام طويل؛ فلا يجوز للإخلال بالموالاة.
٢ـ أن يكونا من واحد، فلا يصح أن يبني على أذان غيره، ولا على إقامته.
٣ـ النية فيهما، لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات».
٤ـ لا يصحان قبل الوقت، إلا في أذان الفجر؛ فيصح بعد نصف الليل، لحديث: «إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا، واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم». متفق عليه.
ما يشترط في المؤذن
أن يكون صيتًا -أي رفيع الصوت- أمينًا، عالمًا بالوقت، متطهرًا، قائمًا -إلا من عذر- وأن يتأنى في الأذان، ويسرع في الإقامة، وأن يكون على مكان مرتفع، وأن يرفع وجهه جاعلًا سَبَّابَتَيه في أذنيه، وأن يستقبل القبلة، ويلتفت يمينًا لقول: حيَّ على الصلاة، وشمالًا لقول: حيَّ على الفلاح.
. يتبع .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل