العنوان محرقة لبنان والحرب العالمية ضد الإسلام.
الكاتب شعبان عبد الرحمن
تاريخ النشر الثلاثاء 23-أبريل-1996
مشاهدات 39
نشر في العدد 1197
نشر في الصفحة 23
الثلاثاء 23-أبريل-1996
المحرقة الإنسانية التي أشعلها اليهود على أرض لبنان الأسبوع الماضي لن تكون الأخيرة، ولكن ستتبعها محارق متتالية حتى يتم إسكات أي «همس» لحزب الله، أو أي فصيل تدور في رأسه فكرة مقاومة الاحتلال، ناهيك عن الجهاد لتحرير الأرض من العدو هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن ما يقوم به الصهاينة على أرض لبنان هو جزء من الحرب العالمية الشاملة المشتعلة في العالم كله ضد الإسلام، ممثلًا في الحركات الإسلامية، أو الأصولية الإسلامية، أو «الإرهاب» طبقًا للخطاب الإعلامي الموجه والرائج بقوة، فما يحدث لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على أيدي السلطة الفلسطينية داخل فلسطين، وعلى أيدي السلطات الأردنية مؤخرًا، وما يتم الترتيب له لتجويع السودان وتجريده من قوته، وضرب ليبيا، وحصار إيران- لا يمكن فصله بأية حال عما يحدث للمسلمين في الشيشان والبوسنة، وأراكان وكشمير، والصومال، وأريتريا، وأوجادين وتركستان «شرقية وغربية»، ونيجيريا، وأوغندا، وزائير، وبلغاريا، وغيرها، كلها تصب في هدف واحد يتراوح بين اقتلاع المسلمين أو إبادتهم حتى لا يكون لهم اسم ولا رسم في الوجود، وإن فلتوا من الموت فليكونوا بلا صوت أو همس، كما لا يمكن فصل ما يجري عما يحدث من مطاردات واعتقالات ومحاكمات استثنائية، واغتيالات من المجتمع في العديد من الأقطار العربية والإسلامية بسبب انتمائهم الإسلامي.
فصول الحرب كما تبدو يتم تنفيذها بتناسق وتناغم دقيق بين منفذيها، منها ما تؤديها أمريكا بنفسها في التصدي لإيران والسودان، ومنها ما تؤديها إسرائيل مع المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، ومنها ما تؤديها القوى الكبرى الأخرى، مثل: روسيا في الشيشان، وبقية أنظمة الحكم المشاركة.
وأحسب أن هناك فصولًا غير سرية في هذه الحرب في الطريق للظهور قريبًا، أقربها أن دول العالم العربي والإسلامي بشعوبها وأنظمتها ستكون ضحية لمؤامرة جديدة من مؤامرات اقتسام النفوذ بين قوى الاستعمار الجديد، وسوف يكون لإسرائيل فيه نصيب الأسد في السيادة على المنطقة كلها، وتلك أهداف لم تعد خافية على أحد، ولكن شللًا يصيب الجميع حتى يبدوا وكأنهم في حالة استسلام تام انتظارًا للدور في دخول «المحرقة».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل