; رسالة تركيا.. ملاحظات أولية حول الانتخابات التركية | مجلة المجتمع

العنوان رسالة تركيا.. ملاحظات أولية حول الانتخابات التركية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الأربعاء 15-يونيو-1977

مشاهدات 14

نشر في العدد 354

نشر في الصفحة 8

الأربعاء 15-يونيو-1977

دور الماسونية اليهودية والتلاعب والقوى الخارجية

• انتصار اللعبة «الديمقراطية» أم بداية الصراع .. !!

• تجارب اللعبة في باكستان وإندونيسيا والمغرب .. ثم تركيا ..!!

• الصراع: 

بدأت أعمال العنف في تركيا قبيل إجراء الانتخابات الأخيرة وقد توقع المراقبون استمرارها وتصاعد حدتها كما أشاروا إلى أن حزب السلامة الوطني «الإسلامي» يقف وراء تفجير الصراع والتناقضات بين الحزبين الرئيسيين في تركيا وهما حزب العدالة وحزب الشعب الجمهوري لكن مع بدء الانتخابات خابت توقعات المراقبين وإشاراتهم. وهذا لا يعني سقوط نظرية الصراع في الساحة التركية ولا انتصار اللعبة الديمقراطية.

فما إن بينت النتائج الأولية للانتخابات فوز حزب الشعب الجمهوري حتى بادر «سليمان ديميريل» زعيم حزب العدالة إلى توجيه الاتهامات والانتقادات إلى «بولند أجاويد» وحزبه، كما أيدت قلة من أنصار حزب السلامة الوطني الحزب الفائز بالانتخابات.

ونستنتج من هاتين الظاهرتين أن الصراع القادم سيكون بين حزبي العدالة والشعب الجمهوري خاصة وأن التوقعات تشير إلى أن الحزب الأخير في حالة وصوله إلى الحكم سوف يستثمر بداية عهده في إثارة الرأي العام التركي بكشف النقاب عن العديد من الفضائح حول ديميريل وأعوانه وخاصة فيما يتعلق بالاختلاسات وتبديد الأموال العامة.

هذا وسيكون حزب «السلامة الوطني» أحد مراكز الصراع القادمة. حيث انكشفت القوى المعادية له وبرزت صبغة هذا الحزب الإسلامي فتكالبت عليه القوى المناهضة للإسلام، كما اتضحت المواقف الهشة لقلة من أنصاره.

لذا فسيكون أمام هذا الحزب أعباء ثقيلة على المستوى التركي المحلي والخارجي تتلخص في ضم صفوفه وتنقيتها وإعادة النظر بتكوينه وفي تقييم الأنصار واتخاذ مواقف معينة تجاه بعض الجماعات التي تدعي الإسلام. ومما لا شك فيه أن حزب السلامة يلعب دورًا بارزًا على صعيد السياسة التركية المحلية ولكن المراقبين يشيرون إلى ضعف الدور الخارجي للحزب ومن هنا تظهر واجبات الحكومات والهيئات والجماعات الإسلامية.

التلاعب:

كان أمل العالم الإسلامي أن يتضاعف عدد نواب «حزب السلامة الوطني» ليواصل إعادة الصبغة الإسلامية لتركيا ومع أن شعبيته زادت وكذلك أعداد مؤيديه إلا أن عدد المقاعد التي حصل عليها حوالي خمسة وعشرين. وقد أعلن وزير الطاقة التركي السيد صلاح الدين كلج قبيل الانتخابات في مدينة أضنة عن فضيحة كبرى حدثت في اللعبة الانتخابية تذكرنا بما جرى في أقطار إسلامية أخرى. وقد أعلن الوزير أن ما يزيد عن مليوني ونصف بطاقة انتخابية مكررة قد تم توزيعها في أوساط مؤيدي حزب الشعب الجمهوري.

وتتضح أبعاد هذا التلاعب إذا ما علمنا أن عدد المؤهلين للمشاركة بالانتخابات في عام 73 كان يقدر بحوالي ستة عشر مليون بينما وصل عددهم هذا العام إلى واحد وعشرين مليونا أي بزيادة مقدارها خمسة ملايين ناخب مع أن الزيادة في عدد سكان تركيا ما بين عامي 73 و77 بلغت مليونين ونصفا فقط إضافة إلى أن القوانين الانتخابية لم تتغير وهذا ما يؤكد وجود التلاعب.

• حملات إعلامية ضد حزب السلامة الوطني 

وهناك معالم أخرى للحرب الموجهة ضد «حزب السلامة الوطني» فقد دأبت صحافة الحزبين الرئيسين ومؤيديها بشن حملات إعلامية كاذبة لإيجاد البلبلة في صفوف حزب السلامة ومما يؤسف له أن تقوم جريدة «يني آسيا» الناطقة باسم الجماعة النورسية بالمشاركة في الهجوم على حزب السلامة بل وبتأييد حزب العدالة، فقد نشرت هذه الجريدة بتاريخ 21-5-77 نبأ كاذبًا عن استقالة أحد مرشحي حزب السلامة وهو السيد عمر مصطفى أوغلو وانضمامه إلى حزب العدالة مع ما يزيد عن سبعمائة وخمسين من مؤيديه ثم نشر هذا المرشح في جريدة «ميلي» تكذيبًا لهذا الخبر.

الماسونية اليهودية

كان للماسونية اليهودية العالمية دور كبير في الانتخابات التركية ومما لا يخفى على أحد دورها البغيض في هدم الخلافة الإسلامية وتفتيت العالم الإسلامي واحتلال فلسطين. و«لحزب العدالة» ارتباطات وثيقة مع الماسونية ترجع إلى تاريخ تأسيسه وما استجد هو استخدام الشعارات الماسونية في الحملات الانتخابية وبكل وقاحة، فقد اختار حزب العدالة اللون الأرجواني شعارًا له ومن المعروف أن هذا اللون خاص بالإمبراطورية البيزنطية كما أنه خاص بنوادي الأسود، الليونيز الماسونية، كما اختار الحزب الحصان الأبيض المتجه إلى الشرق كشعار له وهذا يرمز إلى هجمة الحضارة الأوروبية البيضاء على الشرق.

ونشرت الصحف التركية صورًا لسليمان ديميريل زعيم حزب العدالة في مكتبه الخاص وتظهر خلفه بوضوح الكتب الماسونية الخاصة.

• دور القوى الخارجية:

تتضح أهمية تركيا دوليًا وبالتالي دور القوى العالمية في الانتخابات الأخيرة بمجرد استعراض القضايا التركية الرئيسية.

القواعد الأمريكية والنفط في بحر إيجة والحقوق التركية في جزر هذا البحر والمسألة القبرصية وقضية زراعة الأفيون الذي يهرب معظمه إلى السوق الأمريكية وموقع تركيا على بوابة القارة الأوروبية والنهضة الإسلامية التركية الجديدة وفوق كل ما سبق ظاهرة تعاظم شعبية حزب السلامة الوطني ووضوح توجهات قادته الإسلامية ومواقفه الصلبة تجاه قضية قبرص والتصنيع الثقيل والتقارب الإسلامي.

• نعود فنذكر بأن ما سبق مجرد ملاحظات عامة حول الانتخابات التركية وليست بتحليلات لأسباب تراجع حزب السلامة الوطني وسنعالج في الأسبوع القادم بإذن الله سبحانه قضية هذا التراجع.

الرابط المختصر :