; تحقيق المجتمع.. آراء المجندين حول تجربة التجنيد الإلزامي | مجلة المجتمع

العنوان تحقيق المجتمع.. آراء المجندين حول تجربة التجنيد الإلزامي

الكاتب عبد المحسن السريع

تاريخ النشر الثلاثاء 13-مارس-1984

مشاهدات 24

نشر في العدد 662

نشر في الصفحة 12

الثلاثاء 13-مارس-1984

• المجند فراج الخليفة: المطلوب الاهتمام بالأمور العسكرية العملية ولا يجب التركيز فقط على الحركات الشكلية.

• المجندون: من غير العدل المساواة بين حملة الدبلوم وباقي أصحاب الشهادات غير الجامعية والأميين.

• المجندون يجمعون على أهمية نظام الخدمة الإلزامية لدولة الكويت.

• المجند مشعل الخالدي: التجنيد عرف الشاب الكويتي بحياة الترف التي كان يعيشها خارج الحياة العسكرية.

بعد مرور أكثر من ست سنوات على تجربة الخدمة العسكرية في الكويت وهي تجربة رائدة للكويت من بين دول مجلس التعاون الخليجي حري بنا أن نقوم بتقييم هذه التجربة وذلك على لسان من مروا بهذه التجربة ألا وهم ... «المجندون».

وقد قامت «المجتمع» بإجراء لقاء مع مجموعة من الإخوة المجندين وناقشتهم في العديد من نواحي التجنيد التنظيمية والاجتماعية والعسكرية... وفيما يلي لقاء «المجتمع» مع هؤلاء:

□ المجتمع: ما هو رأيك بمدة الخدمة الإلزامية بالنسبة للجامعيين سنة وبالنسبة لغيرهم سنتان هل هي مناسبة أم تحتاج لتعديل؟

• أجاب المجند فراج الخليفة -وهو من حملة الثانوية العامة- قائلًا: بالنسبة لطلبة الدبلوم فإني أرى إضافتهم مع الجامعيين بحيث يخدمون نفس المدة ولكن يأخذون رتبة رقيب بدلًا من ضابط لأنه ليس من الإنصاف مساواتهم بأصحاب الثانوية العامة.

• المجند ج. س -وهو من حملة الدبلوم- قال: المدة بالنسبة للجامعيين وهي سنة غير كافية حيث إن المجندين الجامعيين يقضون نصف المدة تقريبًا وهي خمسة أشهر بالتدريب في الكلية العسكرية وتبقى سبعة شهور تسمى بالخدمة الفعلية أي في وحدته بعد التوزيع وهي مدة غير كافية وأقترح أن يكون سنة ونصف السنة للجامعيين.

وأضاف قائلًا إن مدة السنتين لغيرهم فيها ظلم أي لحملة الدبلوم «تجاري- معلمين- تكنولوجي» وأقترح أن تكون المدة سنة ونصف السنة أي مماثلة للجامعيين أما بالنسبة لمن دون الدبلوم فإن المدة كافية.

• الضابط المجند ع. ع أجاب قائلًا: المدة بالنسبة للجامعي معقولة أما بالنسبة لغير الجامعي فأعتقد أنه يجب أن يكون هناك فرق بين من أنهوا الدراسة الثانوية وبين أولئك الذي لم ينهوا الدراسة الثانوية فأما الصنف الأول فأعتقد بأن سنة ونصف السنة تعتبر معقولة لهم وأما الفئة الثانية فأعتقد سنتين معقولة وكافية.

• الضابط المجند ع. ط استرسل قائلًا: من ناحيتي كمجند جامعي أفضل الوضع كما هو الآن وذلك لأسباب أهمها أن أصحاب الشهادات الجامعية غالبًا ما يتركون فراغًا في وظائفهم وأعمالهم الإدارية في أجهزتهم المدنية وابتعادهم لمدة طويلة له سلبيات عديدة... وبالنسبة لغير الجامعيين فأعتقد أن فترة سنتين طويلة عليهم ولكن لعل العذر في هذا أن استفادة الجيش يستفيد من غير الجامعيين استفادة عظيمة.

• الضابط المجند م. ز: في اعتقادي أن مساواة خريجي المعاهد بدرجة الدبلوم مع باقي المستويات العلمية الدنيا بنفس المدة غير عادل حيث لا يعقل أن نضع مدة سنتين لأصحاب الدبلوم فأنا أحبذ تقليل مدة خدمتهم بما يتناسب مع مؤهلاتهم.

□ المجتمع: ما هي باعتقادك أهم السلبيات التي صاحبت تجربة تطبيق التجنيد الإلزامي؟

• أجاب فراج الخليفة فقال: إن من أهم السلبيات التي نواجهها في المدرسة العسكرية هي الإكثار والتركيز على المسير وكأن المعركة معركة مسير أنا لا أنقص من أهمية المسير والانضباط به لكن على ألا يأخذ جل وقتنا وفي الجانب الآخر نقلل من الرماية والتي هي الأساس في تصوري.

• أما المجند مشعل الخالدي قال: من أهم السلبيات التي صاحبت التجربة هي عدم وجود التربية المعنوية إلى جانب التربية العسكرية.

• المجند ح. س قال: إن من أهم السلبيات التي صاحبت تجربة التجنيد الإلزامي هي الإخفاق في تطبيق مضمون فكرة التجنيد والتي ترمي إلى إيجاد جيش احتياطي يمكن أن تستفيد منه الدولة مستقبلًا حيث إن المجند ينتظر هذه الفترة وهو في غاية القلق ويعتبرها شرًا لا بد منه وفي أثناء خدمته ينتظر وبفارق الصبر الانتهاء منها بصرف النظر عن مدى استفادته من هذه الخدمة والسبب في ذلك هو عدم وعي الشباب وإدراكه إلى أهمية التجنيد كما يرجع ذلك إلى عدم تطبيق الفكرة الأساسية التي وجد من أجلها التجنيد من قبل المسؤولين أو عدم قدرتهم على إقناع الشباب بأهمية التجنيد.

• الضابط المجند ع. ع يقول: إن أهم السلبيات هي عدم الاستفادة من الطاقات والمؤهلات والخبرات التي يمتلكها الشباب المجند الاستفادة المثلى، كذلك من السلبيات التي صاحبت التجربة هي عدم إبداء أي اهتمام لما يقدمه الشباب من اقتراحات ودراسات.

• الضابط المجند م. ز: حول موضوع السلبيات في اعتقادي أن مساواة خريجي المعاهد الفنية بدرجة دبلوم مع كافة المستويات العلمية بما في ذلك المتوسط والابتدائي فيه ظلم لهؤلاء إذ لا يعقل أن يتساوى خريج المعاهد مع الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة وإن تعذر علينا اعتبارهم بدرجة وكلاء ضباط من الدرجة الثانية على أن تخصص مناهج ودروس تناسب مستواهم العلمي.

• الضابط المجند ع. س: ذكر أن من سلبيات التجنيد عمومية العقوبة حيث يتحمل الجميع خطأ الفرد، وكذلك فإن المجندين المجتهدين في التدريبات يفاجأون بأن الذين لم يحضروا التدريبات لأسباب صحية قد نجحوا في الاختبار وبدرجة أفضل منهم.

□ المجتمع: ما هي استفادة كل من المجند والدولة من نظام التجنيد الإلزامي في الكويت؟

• المجند مشعل الخالدي أجاب على هذا السؤال حيث قال: أولى هذه الفوائد أنه يتبين للمجند حالة الترف الذي كان يعيش فيها والضعف الجسماني الذي يعاني منه أغلب الشباب الكويتي، أما بالنسبة للدولة فهي توفر صفًا احتياطيًا يضاف إلى قوتها خاصة أن المنطقة تمر في ظروف صعبة وحرجة للغاية.

• الضابط المجند ع. ع قال: إن الاستفادة بالنسبة للمجند هي اكتساب قوة بدنية ولياقة عالية وكذلك إتقان استخدام الأسلحة الخفيفة، أما بالنسبة للدولة فقد استفادت خاصة من غير الجامعيين حيث شغلوا أماكن شاغرة في كثير من المجالات.

• الضابط المجند ع. س يرى: بأن استفادته من التجنيد كانت بسيطة خصوصًا من الناحية العسكرية في الوقت الذي تشهد فيه الجيوش تطورًا كبيرًا في الوسائل والأساليب العسكرية وعدم إلمام المجند الكويتي بهذه الفنون له أثر سلبي.

□ المجتمع: ما هي طبيعة العلاقة بين المجند والضابط؟ وما هي نوعية المعاملة الموجودة؟

• أجاب المجند فراج الخليفة حيث قال: إن المعاملة بين المجند والضابط معاملة جيدة لكنني ألمس الميوعة في بعض المجندين وعدم جديتهم في التدريب مما يحتم على الضابط مواجهة ذلك بالشدة والصلابة لكي يجعلهم رجالًا لهذا الوطن يعتمد عليهم في ساعة العسرة.

• المجند ح س قال: إن المعاملة تختلف من مدرب إلى آخر أي تعتمد على أخلاقيات وشخصية المدرب ... ولكن هناك بعض المدربين وللأسف يهدفون إلى إذلال المجندين، من ناحية أخرى هناك مدربون يمتازون بأخلاق عالية ولا يفكرون أبدًا في توجيه أي كلمة يمكن أن تجرح المجندين أو تسيء إليهم.

• الضابط المجند ع. ع قال: إن هناك علاقة محترمة وخالية من أي أسلوب بذيء أو سيئ وهذا لا يعني أنها خالية من الشدة بل الشدة موجودة ومطلوبة في الحقيقة ولكن في بعض الأحيان تكون في غير مكانها الطبيعي.

• الضابط المجند ع. س قال: بأن علاقة المجندين مع مدربيهم تكاد تكون معدومة بسبب الفارق الثقافي والتعليمي، وأشار إلى أن المدربين يلجأون أحيانًا إلى جرح شعور المجند دون داع ودون وجه حق.

• أما الضابط المجند م. ز فقال: بأن علاقة المجندين مع مدربيهم تعتمد بقدر كبير على المدرب نفسه، فبعض المدربين يقيمون علاقات جيدة مع المجندين ومدربين آخرين لا يحسنون ذلك.

□ المجتمع: ما رأيك بالنسبة لشهر الخدمة السنوي الذي يجري للمجندين الذين أنهوا خدمتهم، هل هو فكرة جيدة؟

• قال المجند فراج الخليفة: إن الشهر السنوي جيد ولكن لا بد من الإكثار فيه من المناورات بدلًا من أن يضيع في الأعمال الروتينية.

• المجند مشعل الخالدي قال: بأن الشهر السنوي فكرة جيدة يستفيد فيه المجند والضابط ما أخذه من تدريبات سابقة وحتى يكون في الصورة العسكرية باستمرار.

• المجند ح. س قال: إن الدورة التنشيطية أو مدة شهر كل سنة ليس لها أي داع وما هي إلا انقطاع الموظف عن عمله لمدة شهر وأن الموظف يعتبرها إجازة من عمله وأنها لم تؤد إلى أي فائدة وبذلك أقترح إلغاءها أو جعلها لكل ثلاث سنوات مرة ويكون فيها التدريب مركزًا وبشكل أكثر جدية.

• الضابط المجند م. ر وكذلك الضابط المجند ع. س: يران بأن شهر الخدمة ليس إلا إجازة للموظف الخاضع للخدمة الإلزامية في السابق، وأن الجيش لا يستفيد من المجندين خلال هذه الفترة كما هو مطلوب.

□ المجتمع: هل لديك اقتراحات أو آراء تحب أن تطرحها بالنسبة للتجنيد الإلزامي؟

• المجند مشعل الخالدي: أقترح الإكثار من الرماية الميدانية والتي أشار إلى أهميتها الرسول صلى الله عليه وسلم «ألا إن القوة الرمي» لأنها هي القصد من التجنيد ككل، وبالنسبة لعملية توزيع المجندين لفئتين فقط هو في رأيي إجحاف في حق البعض خاصة من حملة الدبلوم فبرأيي أن تكون هناك فئة ثالثة تكون بين حملة الشهادات الجامعية والثانوية العامة وتكون لهم رتبة رقيب.

• المجند ح. س أقترح الآتي:

1- تقصير مدة التجنيد بالنسبة لحملة الدبلوم وجعلها سنة واحدة أو سنة ونصف على الأقل بدلًا من سنتين.

2- منح حملة الدبلوم مرتبة وكيل ضابط.

3- يكون تدريب حملة الدبلوم بالكلية العسكرية مع حملة الشهادة الجامعية ويدرسون مواد تؤهلهم للحصول على رتبة وكيل ضابط وتتناسب مع شهادة الدبلوم.

• المجند م. ز: ركز على أهمية زيادة التدريب العلمي من أجل الاستفادة بالنسبة للمجندين ولا بأس من إرسال هؤلاء إلى الخارج في دورات تخصصية وذلك لسد حاجة الجيش، وحبذا لو تم إنشاء كلية خاصة للمجندين وتفريغ عدد كاف من الضباط لإدارة هذه الكلية بدل دمجهم مع المتطوعين.

الرابط المختصر :