; حق الشعوب في الثورة على الطغيان | مجلة المجتمع

العنوان حق الشعوب في الثورة على الطغيان

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 26-فبراير-2011

مشاهدات 14

نشر في العدد 1941

نشر في الصفحة 4

السبت 26-فبراير-2011

رأي المجتمع

تجتاح ثورة الشعوب العربية المقهورة العديد من البلدان العربية؛ دفاعاً عن الحقوق، وتحريراً للبلاد من الضيم والقهر والطغيان، ومقاومة انتهاكات حقوق الإنسان، والسطو على ثروات الب الد ومقدراتها، وهي الثورة التي أحدثت انقلاباً كبيراً في الواقع العربي المرير، وقدّمت صورة جديدة وناصعة للإنسان العربي غيّرت الصورة النمطية القديمة، وهو ما فاجأ الغرب والشرق معاً، وجعله الغرب يقف مشدوهاً باحترام للشعوب العربية، ويعيد التفكير في نظرته وموقفه وقناعاته بالإنسان العربي. لقد أثبتت تلك الثورات التي امتدت من تونس إلى مصر إلى ليبيا واليمن.. أن الإنسان العربي مهما طال به الظلم والطغيان؛ فلا بد أن ينتفض ويكسر حواجز الخوف والقهر، ويقتلع الطواغيت من جذورهم، وأثبتت تلك الثورات أن الإنسان العربي يقدم نفسه رخيصة في سبيل حريته وتحرير بلاده واسترداد حقوقه من الطغم الظالمة.. وتأكد للكافة أن الليل مهما طال؛ فلابد من بزوغ الفجر.

إن هناك حقيقة اجتماعية وسياسية بل وفطرية، تؤكد أن الأصل في حكم الشعوب هو التراضي والتفاهم والاستقرار على عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وأثبت التاريخ أن الاستقرار على ذلك العقد يحقق الاستقرار في المجتمعات، ويقوي العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وكلما تمت رعاية واحترام ذلك العقد؛ نعمت المجتمعات بالاستقرار والهدوء والرفاهية..

وإن دولة الكويت خير مثال على ذلك؛ فهي تعيش منذ ثلاثمائة وخمسين عاماً مستقرة هادئة بعد أن استقر الشعب والحكام على عقد اجتماعي واضح؛ حدد سلطات الحاكم، وأقرّ بكل حقوق الشعب في الحرية والديمقراطية، وصان حقه الإنساني، وراعى العدالة الاجتماعية، وأفرز برلماناً منتخباً انتخاباً حراً يمارس حقوقه الدستورية.. أما عندما يمتص الحاكم حقوق الشعب، ويفرض عليهم سياجاً دكتاتورياً من حديد، فلا بد من تفجُّر الثورات المطالبة برحيله.

ومن ناحية أخرى، فإن امتطاء الطائفية - كما حدث في البحرين مؤخراً- لأي احتجاجات تفقدها زخمها ومصداقيتها، وتضع البلاد في حالة شدّ وجذب بين طائفية وأخرى، وتقسّم الشعوب وتثير الخلافات والبلبلة؛ ولذا، فإن امتصاص التحرك الطائفي وتحويله إلى عمل شعبي موحد على أجندة واضحة للإصلاح في البلاد، يتم التقدم بها للنظام الحاكم والتباحث والتفاهم حولها؛ هو أجدى من الدخول في صدامات طائفية دامية.

إن من حق الشعوب التحرك والانتفاض والثورة للمطالبة بحقوقها المشروعة في الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وذلك حق الشعوب مجتمعة.. أمّا أن تتحول المسألة إلى مطالبات فئوية أو احتجاجات طائفية؛ فذلك يضر أكثر مما ينفع، فلتكن الشعوب على قلب رجل واحد، وفق أجندة مطالب واحدة تعود بالنفع عليها بكل طوائفها وقواها السياسية دون تمييز.

أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)(سورة الحج: 39: 41).

الرابط المختصر :