; في ذكرى الشيخ الحنبلي | مجلة المجتمع

العنوان في ذكرى الشيخ الحنبلي

الكاتب أبو علاء

تاريخ النشر الثلاثاء 16-يونيو-1970

مشاهدات 24

نشر في العدد 14

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 16-يونيو-1970

من المجاهدين السابقين الذين كان لهم دور في الثورات الفلسطينية المرحوم الشيخ رشيد الحنبلي.

والشيخ الحنبلي من أسرة عريقة في النسب كان له مع الشيخ عز الدين القسام لقاءات كوّنوا فيها جماعة أسموها «جماعة نصرة الإسلام»، وكان لهم صولات وجولات مع المستعمرين في جبل صهيون في اللاذقية.

وبعد اللقاء الذي تم مع الإمام القسام، اتجهت النية إلى إعادة تجميع «جماعة نصرة الإسلام» وكان الإمام القسام قد استفاد من أخطاء ثورة جبل صهيون في اللاذقية. فكان الهدف غير واضح، أما الآن فالهدف واضح، أو نستطيع أن نقول إنه خاص أكثر في حين كان الهدف من ثورة جبل صهيون عاما أكثر؛ فالقسام يرجى الوصول إلى الخلافة الإسلامية في هدفه الأول، أما الآن فإن هذا الهدف هو نهاية المطاف، وقبل ذلك تكمن أمور منها:

1-    محاربة الجهل بعد أن ثبت له أن للجهل أكبر الأثر في سقوط البلاد فريسة ولقمة سائغة في يد المستعمر.

2-   مطامع اليهود بدأت تظهر كخطر مُحدق.

3-   المستعمر الإنجليزي.

وسمع الشيخ رشيد منه كل ذلك، واتفق الاثنان على خطة للعمل.

1-                        لتحقيق الهدف الأول:

أ- يقدم الإمام القسام مع رجاله بالوعظ والخطابة في المساجد.

ب - يغشون أماكن تجمع العمال وبقية المواطنين، للسمر معهم وتوجيههم.

جـ - إیجاد مدارس ليلية «كتاتيب» لمحو الأمية وتحفيظ القرآن.

٢ - لتحقيق الهدفين الثاني والثالث اتفق القسام مع رجاله بالاستعداد للجهاد مع توضيح أمر الصهيونية والاستعمار للناس.

وحاول القسام في سبيل تحقيق أهدافه الاتصال بالزعماء السياسيين والدينيين في فلسطين وخارجها وأوفد الشيخ رشيد مع بعض الإخوان في رسائل إلى الحاج أمين الحسيني وبعض السياسيين، وحضر الشيخ القسام المؤتمر الإسلامي في القدس عام ۱۹۳۱؛ فخرج بنتيجة بائسة.

وهنا وجد الشيخ القسام أن الهدفين الثاني والثالث لا يمكن تحقيقهما في حيفا، فأرسل الشيخ رشيد إلى بعض المخاتير والشيوخ في منطقة نابلس وقد رحّب مقدم بالقسام وطلبوا منه أن يهاجر إليهم لينصروه ويمنعوه وكان يهدف من ذلك تدريب الشباب والاستعداد للمعركة.

وأحب الإمام القسام -رضي الله عنه- أن يُجرّب بعض قوته «ليعجن عود عدوه» على حد تعبيره، فانكشف أمره ولاحقه عدو أكثر تدريبًا واستعدادًا.

وكانت فجيعة العالم الإسلامي بشهيدها البطل في أحراش يعبد، قضاء جنين، وهو في طريقه لنابلس عام ١٩٣٥.

وافترقت جماعته، ومنهم من عاش على مجد، ليس له أهلًا، وتزعم حيفا وامتصت الثورة الفلسطينية الكبرى ٣٦ - ۱۹٣٩ معظم رجال القسام. وشارك الشيخ رشيد في هذه الثورة. ولما أجهضت، اشترك في تأسيس عام ١٩٤٣ جمعية التهذيب والمواساة الإسلامية، وكان لهذه الجمعية أفضل الأثر في ملاحقة سماسرة بيع الأراضي لليهود، ويشهد شارع الملوك على ذلك. كما كان لها الفخر في تجنيد الشباب وحمايتهم من الرذيلة.

وفي عام ١٩٤٨، تكوّنت لجان التجنيد في حيفا. ثم هاجر الشيخ رشيد -رحمه الله- إلى عمان وبقي بها حتى 25/3/1969م حيث أحب زيارة أولاده في الكويت فسافر في ذلك التاريخ إلى الكويت وتُوفي سنة ١٩٦٩.

أبو علاء

 

الرابط المختصر :