العنوان ماذا تعرف عن المُؤَسسة الإسْلَامِيَّةِ في كينيا؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1976
مشاهدات 47
نشر في العدد 320
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 12-أكتوبر-1976
تعريف
في شهر أغسطس من ١٩٦٣ الميلادي تأسست في نيروبي- حلقة الدراسات الإسلامية- حيث بدأت بدراسة مؤلفات العلامة السيد أبي الأعلى المودودي.
وحدثت على الحدود الكينية الصومالية بين عامي ١٩٦٣ و1968 الميلادية مشكلات داخلية نتجت عنها كوارث مفجعة، فقد تركت الحوادث أكثر من عشرة آلاف طفل يتيم يعيشون حياة الحرمان والبؤس والشقاء؛ مما جعلت الحكومة الكينية تستغيث بالمؤسسات الخيرية أيًا كانت لتحمل عنها هذا العبء.
ولم تكن حينذاك في كينيا هيئة إسلامية تستطيع القيام بمثل هذا العمل فاهتبلت الهيئات المسيحية الفرصة الذهبية للدخول في هذه المنطقة الإسلامية البكر التي لم تطأها أقدامهم من قبل، فأقامت هناك مراكز عمل ودعاية، وقد احتضنت المؤسسات الكاثوليكية للآن عددًا كبيرًا من أبناء المسلمين اليتامى في مراكزهم التي بنوها تحت إشراف البطريكية، وهؤلاء الأطفال والشبيبة هم الآن في دور التنصير كي يتخرجوا بعد مدة دعاة إلى النصرانية فعلًا، ففي أيسيولو وحدها يوجد نحو ٤٠٠ طفل في المركز الكاثوليكي، وفي مارسابيت ۹۰۰ طفل أتى بهم من الحدود الكينية الحبشية، وهم الآن تحت رعاية الكاثوليك.
وحركة التنصير في هذه المناطق الإسلامية أصبحت ذات خطر كبير على الإسلام في كينيا اليوم؛ ففي جاريسا العاصمة الإدارية للمنطقة الشمالية أنشأ الكاثوليك- مدينة أطفال جاريسا- التي تحتضن ۱۰۰۰ طفل مسلم يتيم في سبيل تنصيرهم، وهذه الجهود النصرانية الجبارة في تلك البلاد تمولها أجهزة تمويلية كبيرة من البلاد الغربية المسيحية، تغدق عليها بالأموال والرجال العاملين من أجل الغاية التي ينشدونها, تنصير أكبر ما يمكن من الناس في هذه المناطق الإسلامية، ومن الصعب جدًّا على أيَّة منظمة إسلامية ضئيلة أن تعمل على وقف هذه الحركة التنصيرية الجارفة بدون تمويل ولا تجهيز من الرجال العاملين من البلاد الإسلامية.
ونظرًا لتلك الأحداث المؤسفة فإن الغيورين من المسلمين في كينيا، المنخرطين في حلقة الدراسات الإسلامية، طوروا حلقتهم في عام ١٩٦٨م لتكون مؤسسة إسلامية متكاملة قادرة على تحمل الأعباء الجسام التي تواجههم، فصارت أهدافها:
١- تشجيع المسلمين في كينيا لدراسة القرآن الكريم، والسنة المطهرة، والعلوم الإسلامية في المؤلفات الحديثة المختارة.
۲- إصدار الصحف والمجلات، وتأليف، وترجمة الكتب الإسلامية باللغة السواحلية من أجل النهوض بالفكر الإسلامي لدى الناطقين بهذه اللغة في شرق أفريقيا.
٣- إقامة وإرسال بعثات للدعوة الإسلامية إلى الأرياف الكينية، وإنشاء مكتبات للمطالعة، ومستوصفات طبية، ودور للأيتام، والمحرومين في أنحاء البلاد.
٤- إنشاء معاهد للبنين وأخرى للبنات لتعليم العلوم الدينية والدنيوية، وتنشئتهم على التربية الإسلامية.
٥- التعاون مع المنظمات الأخرى ذات الأهداف المشتركة.
وقد حققت المؤسسة الإسلامية- ولله الحمد- في هذه المدة الوجيزة بعض الجهود في صدد مراميها المشار إليها آنفًا، وإليكم فيما يلي بيانها باختصار:
تراجم الكتب الإسلامية
القرآن الكريم
قامت المؤسسة الإسلامية بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة السواحلية، والمترجم هو العالم الشهير الشيخ عبد الله صالح الفارسي- قاضي القضاة في كينيا، وصدرت الطبعة الأولى من تلك الترجمة سبعة آلاف وخمسمائة نسخة، وتم توزيعها بين المسلمين في ذلك القطر بإذن الله، وكذلك طبعت الطبعة الثانية من الترجمة وعددها خمسة وعشرون ألف نسخة ولله الحمد.
۲- كتاب- مبادئ الإسلام- للأستاذ أبو الأعلى المودودي.
صدرت الترجمة السواحلية لكتاب مبادئ الإسلام للأستاذ أبو الأعلى المودودي- ثلاثين ألف نسخة، وبدأ توزيعها، كما صدرت لنفس الكتاب باللغة الإنكليزية خمسة آلاف نسخة، ومن الجدير بالإشارة في هذا المقام أن هيئة التعليم العليا في كينيا قررت تدريس هذا الكتاب في المدارس الثانوية في كينيا كمنهج إسلامي.
كذلك، وقد صدرت تراجم لهذا الكتاب باللغتين الفرنسية والألمانية.
٣- رسالة -طريق السلام- للأستاذ أبو الأعلى المودودي.
صدرت الترجمة السواحلية للرسالة- طريق السلام- 10000 عشرة آلاف نسخة.
٤- كتاب -الرق في الإسلام وفي الأديان الأخرى.
طبعت 4000 أربعة آلاف نسخة لهذا الكتاب باللغة السواحلية، ألفه الشيخ محمد قاسم- قاضي القضاة بكينيا سابقًا.
الكتب التي تم ترجمتها وجاهزة للطباعة:
١- نظام الحياة في الإسلام للأستاذ أبو الأعلى المودودي.
۲- هذا الدين- للسيد قطب.
٣- مستقبل هذا الدين- للسيد قطب.
٤- رسالة محمد- صلى الله عليه وسلم- للسيد قطب.
٥- شبهات حول الإسلام- للأستاذ محمد قطب.
٦- رسالة- دور الطلبة المسلمين لبناء مستقبل العالم الإسلامي- للمودودي.
كتب تحت الترجمة:
۱- تصور العبادة في الإسلام- للمودودي .
۲- معالم في الطريق- للسيد قطب.
ب- مدرسة الفلاح الإسلامية
تسلمت المؤسسة مسؤولية إدارة مدرسة الفلاح الإسلامية في مدينة أسيولو.
تحوي المدرسة الآن خمسمائة طالب برعاية سبعة من المدرسين، ومدير المدرسة هو الشيخ محمد السلفي، من أحد المبعوثين من قبل الرئاسة العامة لإدارات البحوث والإفتاء والإرشاد في الرياض.
مصاريف المدرسة الشهرية حاليًّا حوالي ٤٠٠٠ أربعة آلاف شلن
ج- دار الفلاح:
قامت المؤسسة بشراء دار لرعاية الأطفال من جمعية رعاية الطفل- المسيحية- بمبلغ 60.000- ستين ألف شلن كيني- تتولى الآن المؤسسة الإشراف عليها برعاية السيد عبد الرحمن، الدنماركي الجنسية- أسلم جديدًا بعد ما تولت المؤسسة إشراف الدار-.
المصاريف الشهرية للدار حاليًّا حوالي17,000 سبعة عشر ألف شلن كيني- وفي هذه الدار ٤٢ طفلاً كلهم يدرسون في المدارس الابتدائية الحكومية إلى جانب دراستهم الإسلامية في مدرسة الفلاح.
د- معهد متشاكوس الإسلامية للدراسات العليا:
قامت المؤسسة بشراء بناية كانت معبدًا للهندوك في مدينة متشاكوس الواقعة على الجنوب الشرقي ٦٠ كيلو مترًا من العاصمة- نيروبي- بمبلغ خمسة وثمانين ألف شلن كيني، وقد جهزت البناية من أجل معهد التعليم العالي يتم فيها إعداد المعلمين الذين سينتشرون في أنحاء البلاد، كما يتم فيها تحضير الطلبة الذين سيبتعثون إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعات أخرى.
وقد بدأ المشروع في احتضان اثنين وعشرين طالبًا داخليًّا بعد تجهيز البناية التي كلفت المؤسسة 80,000 ثمانين ألف شلن.
المصاريف الشهرية للمعهد حاليًّا حوالي4,000 أربعة آلاف شلن كيني.
مشاريع المؤسسة:
وللمؤسسة الإسلامية في كينيا مشاريع عديدة يسعى العاملون على إنجازها حثيثًا نذكرها هنا:
١- مسجد أسيولو:
أسيولو مدينة مهمة تبعد نحو ۱۷۰ میل شمال شرقي نيروبي، وسكانها كلهم مسلمون وفقراء جدًا، وقد وجدنا مسجدها الجامع خربًا فطلب منا أهالي أسيولو أن تقوم المؤسسة بإعادة بنائه، فقبلت المؤسسة هذا الطلب.
وسيكلف هذا المشروع نحو أربعمائة ألف شلن كينيـ ٤٠٠,٠٠٠ ـ.
۲- مدرسة ابتدائية في أسيولو:
أذنت وزارة المعارف الكينية للمؤسسة ببناء مدرسة ابتدائية، وسيكلف بناؤها ۰۰۰,٥۰۰ خمسمائة ألف شلن كيني.
٣- توسعة مدرسة الفلاح في أسيولو:
تحتاج مدرسة الفلاح الإسلامية إلى مزيد من الفصول الدراسية، وقاعة للمطالعة، وغرف للإدارة سيكلف مشروع التوسعة نحو 300,000 ثلاثمائة ألف شلن.
٤- تطوير دار الفلاح لرعاية الأطفال في مدينة أسيولو:
سيكلف مشروع تطوير دار الفلاح الناجحة في أسيولو نحو ۰۰۰,٥۰۰ خمسمائة ألف شلن، يشمل بناء غرف سكنية لمائة طفل، ومشروع زراعي بجوار الدار.
٥- توسعة المعهد العالي في مدينة متشاكوس:
هذا المشروع سيكلف نحو سبعمائة وخمسين ألف شلن كيني.
مشروع إعادة طبع ترجمة معاني القرآن الكريم:
تهدف المؤسسة من أجل تعميم ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة السواحلية أن تقوم في عام ١٩٧٦م بإعادة طبع الكتاب، ويكون عدد النسخ نحو خمسين ألف نسخة، وسيكلف المشروع نحو1,000,000 مليون شلن كيني.
والله ولي التوفيق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل