الثلاثاء 19-سبتمبر-1978
لا يخفي الأثر الكبير والدور الرئيسي الذي قام به الإعلام في تشكيل الدولة اليهودية على أرض فلسطين المسلمة، لقد استطاع اليهود بدهاء ومكر وخبث أن يقلبوا الباطل ويصنعوا منه الحق بإنشاء وطنهم القومي المزعوم، ولكن قبل ذلك تمكنوا من السيطرة الإعلامية على العالم المسيحي سيطرة جعلت نصارى أوربا وأمريكا يؤمنون بحق اليهود في فلسطين إيمانًا لا يقل عن إيمان اليهود بذلك الباطل، وما زالت الدولة اليهودية -حتى الآن- تستخدم إعلامها استخدامًا خبيثًا في تغيير الحقائق ووضعها محرفة مزورة في أذهان جميع شعوب العالم. ويركز اليهود حاليًا تركيزًا كبيرًا على دور الإذاعة والتلفزيون في حربهم وتحقيق غاياتهم، ويكفي أن نعرف أن إذاعتهم وزعت في عام واحد ۷۰۰ برنامج إذاعي على دول إفريقيا وحدها، وبعدة لغات، كما أنها تقدم يوميًّا ١٢ نشرة إخبارية باللغة العربية، و۱۹ نشرة باللغة العبرية، ومجموعة هائلة من البرامج الموجهة بأكثر من عشر لغات عالمية. أما التلفزيون -على الرغم من أنه حديث عهد- فإنه يتعاون مع ٦٦ محطة بث مصور في أمريكا اللاتينية، و٥٠ محطة في الولايات المتحدة نفسها، حيث يتم تبادل البرامج بين التلفزيون اليهودي وتلك المحطات. وهكذا فإن البرامج الإعلامية اليهودية تحمل الفكر الذي يريده اليهود لتصقل به عقول أبناء الأمم الأخرى بما يتناسب ومطامح إسرائيل في العالم.
ولا ننسى أبدًا ما للبرامج الإذاعية والتلفزيونية اليهودية من أثر كبير في تشويه الإسلام والدس والافتراء عليه من خلال ما يعرض من برامج يهودية في أجهزه إعلام الدول في كل قارات العالم.
وهنا أتساءل: ماذا أعدت حكومات الشعوب المسلمة في معركة الإعلام؟
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
