العنوان قضية شباب مسجد فاطمة غلوم.. تتفاعل
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 21-يوليو-1981
مشاهدات 26
نشر في العدد 537
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 21-يوليو-1981
● أطفال دون سن البلوغ تجلدهم شرطة وزارة الداخلية بالتواطؤ مع موظفي وزارة
الأوقاف!
● ما موقف رجال التربية والقانون من هذه الحادثة الغريبة من نوعها
في الكويت.
قضية الشباب المصلين في مسجد "فاطمة غلوم"، التي
كتبنا عنها بإيجاز في العدد الماضي، تفاعلت أحداثها، وأخذت أبعادًا جديدة، بعدما
حدث في الأيام الأخيرة في المسجد نفسه.
فقبل صلاة العصر في ١٥ رمضان الحالي الموافق 16/7/1981، حين
كانت الساعة الثالثة إلا ربعًا تقريبًا، التف الشباب الصغار.. أعمارهم بين
العاشرة والرابعة عشر في حلقة يتدارسون القرآن الكريم، وكان عددهم أكثر من أربعة
عشر.
وبينما هم كذلك خرج فراش المسجد وهو يمني، وأقفل أبواب المسجد
ثم اختفى فترة وعاد إلى المسجد بعد ذلك مغلقًا الأبواب من جديد ومانعًا الصبية من
الخروج مستعملًا معهم العنف والبربرية حتى كان أحد الصبية الذين حالوا الخروج
محشورًا بين الباب وكان يضغط عليه الباب وأخذ يتلفظ ببعض الكلمات النابية حتى
دخل ثلاثة من رجال الشرطة إلى صحن المسجد حيث جمعوا الشباب الصغار، وأركبوهم حفاة
رغمًا عنهم في سيارة عسكرية وسيارة صالون أخرى كانت معها.
وبعد أن وصل الشباب إلى المخفر أُنزلوا من السيارتين وكأنهم
مجرمون عتاة، ووضعوا في طابور في ممر المخفر، وخرج إليهم ضابط شرطة وهو يهددهم
ويتوعدهم؛ لأنهم -كما قال- مزقوا مصاحف المسجد! هددهم أنه سيسجل لهم
سوابق بحقهم، ومما هددهم به قوله إنه سيحضر لهم «أبو شنب»! وكان
اثنان من حرس الأسواق يشاركانه بث الرعب في نفوس الأطفال وإخافتهم، ثم ذهب أحدهما
وأحضر عصا غليظة وصار يلوح بها في وجوههم، ثم أعادها وأحضر حزامًا جلديًا ما
يسمى عند الكويتيين «الغايش»؛ امتثالًا لأمر الضابط وصار يجلدهم به على أكفهم.
وبعد هذا العقاب، سمح للشباب الصغار بمغادرة المخفر حفاة
الأقدام، إذ إنهم كانوا قد أجبروا على ترك أحذيتهم في المسجد، علمًا بأنهم جميعًا
كانوا صائمين.
يبقى أن نشير إلى أن حارس المسجد كان دائمًا يقوم بتصوير الصغار
بآلة تصوير فورية!! ويتنصت عليهم! شيء لا يصدق! ويمارس معهم كل صور
الأذى.
ولنا أخيرًا أن نوجه تساؤلنا إلى وزارة الداخلية:
● هل يحق لشرطتك يا وزارة الداخلية أن ينتهكوا حرمة المسجد؟!
● ألم تجد وزارة الداخلية ما يهدد أمن البلاد سوى صبية صغار لم يبلغوا سن
البلوغ لكي تتشاطر عليهم؟!
● وهل يحق لرجالها أن يستغلوا السلطات الممنوحة لهم بضرب الفتيان اللذين
يتدارسون القرآن؟
● وهل يخولهم القانون فعل ذلك دون محاكمة؟ أو حتى تثّبت وتأكّد؟! ألم يخجل
هؤلاء من رجولتهم أن يظهروا بطشهم على صبية صغار؟! أین هم من الراقصات
والمنحرفين الذين تعج بهم الكويت في فنادقها ومواخيرها السرية؟! ألم تظهر
قوتهم إلا على أولئك الصغار الذين يمنع ضربهم حتى في المدارس؟!
إن هذه الحادثة تمثل فضيحة كبيرة في الدول المتمدنة والمتحضرة..
وتستقيل بسببها الوزارات ثم إننا نوجه تساؤلنا إلى وزارة الأوقاف:
● هل تواجد الصغار في المساجد لقراءة القرآن.. وفي رمضان.. يستوجب
استدعاء قوات الأمن؟!
● وهل أفتاكم -أحدهم- بضرورة جلد قارئ القرآن؟
● وكيف تسمح لأحد أئمتها وموظفيها المحسوبين عليها بمنع الشباب من قراءة
القرآن وتدارسه؟
● وهل يحسب هذا الإمام أن المسجد هو مملكته الخاصة يفعل فيه ما يشاء؟
● وهل شطارة وزارة الأوقاف تتبدى في منعها خطباء المساجد من قولة الحق ولا
تتبدى في منعها تصفية أئمتها من المنحرفين؟
● أین رقابة وزارة الأوقاف على الأئمة؟ هل تحاسبهم فقط إذا غابوا عن إمامة
الصلاة ولا تحاسبهم على ضرب الشباب وجلدهم وشتمهم لقراءتهم القرآن في المسجد؟!
والله.. إنها لفضيحة.. فضيحة لوزارة الداخلية ووزارة
الأوقاف!!
رسالة من الشباب
نحن الشباب المصلين في مسجد فاطمة غلوم الكردي ما زلنا نعاني ما
كنا نعانيه منذ سبع سنوات، وتتمثل هذه المعاناة من مضايقات إمام المسجد في منعنا
من مدارسة كتاب الله والتفقه في ديننا، وعلى الرغم مما كتب في الصحف والمجلات
مازالت المضايقة مستمرة وفي ازدياد كأن الإمام قد أصابه التبلد، وكأن وزارة
الأوقاف لم تتخذ أي إجراء بشأن هذا الإمام، ولا أظن أن الوزارة الموقرة يرضيها أن
يسيء أمثال هذا الإمام إلى سمعتها، وحتى يتسم كلامي بالوضوح والموضوعية أسرد هذه
الأحاديث التي حدثت مجددًا والله على ما أقول شهيد:
- قبل ما يزيد على أسبوعين بتاريخ 27/ 6/ 1981 جلس بعض الشباب
يتلون كتاب الله ويتدارسون آياته وكان يجلس معهم أحد الشباب الذين فتح الله عليهم
بالعلم، وبعد قليل جاء الشيخ بعد أن ناداه فراش المسجد، وقال للشباب ماذا تعملون؟
فأجابه الشاب: نتدارس كتاب الله. فأجابه الإمام: هل معكم تصريح من الوزارة؟ فأجابه
الشاب: لا أظن أن مدارسة كتاب الله تحتاج إلى تصريح من الوزارة، فقال الإمام
أنتم تخربطون في دين الله، وهذا دين الله وليس لعبة، فأجابه شاب كان يجلس قريبًا
منهم أن معهم شاب كبير لديه علم، فقال: "تقوموا ولّا شلون.. ترى
المختار بيته قريب أتصل به و يحضر الشرطة"، فقام الشباب وقلوبهم مليئة
بالحسرة وكان يردد أحدهم قول الله تعالى قابل التوابين وقاصم ظهور الجبارين
والظالمين، ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ
فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا
إِلَّا خَائِفِينَ﴾ (البقرة:114) .
- وهذه ليست أول مرة يهدد فيها بالمختار والشرطة بل أكثر من مرة
أحضر الشرطة للمسجد على طول السبع سنوات خاصة في رمضان، وبالأمس بتاريخ 15/7/
1981م الموافق 15 من رمضان 1401هـ أحضر الشرطة لثلاثة من الشباب الصغار اثنان منهم
في الرابع الابتدائي وأحدهم في الثاني متوسط وأخذوهم الشرطة وجلدوهم هناك بحجة
أنهم يشاغبون ويثيرون الفوضى في المسجد، مع العلم أن هذا من الممكن أن يكون
حصل من أحدهم فقط أما الاثنان الآخران فلا أصدق أبدًا أن يقوما بمثل هذا فهم أهدأ
الصغار الموجودين في المسجد.
هذا غيض من فيض مما حدث ويحدث في المسجد، فهل ترضى وزارة
الأوقاف عن مثل هذه التجاوزات؟ وهل هناك أدنى مصلحة للوزارة فيما يفعله هذا
الإمام؟
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل