; بيان صادر عن جمعية الشبيبة الإسلامية في المغرب | مجلة المجتمع

العنوان بيان صادر عن جمعية الشبيبة الإسلامية في المغرب

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 15-فبراير-1977

مشاهدات 37

نشر في العدد 337

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 15-فبراير-1977

نشرت جريدة «المحرر» في عددها الصادر بتاريخ ۱۸ ديسمبر سنة ۱٩٧٦ مقالًا حول مصير التحقيق في قضية اغتيال عمر بن جلون حاولت فيه أن تلصق التهمة بجمعية الشبيبة الإسلامية اعتمادًا على مغالطات ومقولات أقل ما يقال إنها عارية من الحقيقة والصدق.

وكنا قد أصدرنا من قبل -إزالة لكل التباس أو غبش في الرؤية لدى الرأي العام- بيانًا أوضحنا فيه نصاعة مبادئنا وحقيقة أهدافنا وأسلوب عملنا، فأبت طائفة من الناس إلا أن تنكب عن جادة الصواب فتقذفنا بسيل من التهم والافتراءات بدون أدنى حجة أو دليل.

ونثني اليوم ببياننا هذا شجبًا لما جاء في الجريدة المذكورة وإيمانًا منا بوجوب قول كلمة الحق ووضع النقاط على الحروف «ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة» فنشير إلى ما يلي:

١- جمعية الشبيبة الإسلامية جمعية مغربية دينية تربوية مرخص بها قانونيًا مقرها بالدار البيضاء ولا علاقة لها بمنظمة تحمل نفس الاسم -إن وجدت فعلًا- تزعم الجريدة أن مقرها بالرياض ولها نشاط في بلدان عربية أخرى.

٢- لا علاقة لها إطلاقًا بما ذكرت الجريدة من اغتيال ونحوه، كما أن المتهمين في قضية اغتيال عمر بن جلون بما في ذلك رئيسهم الذي لم يعتقل بعد - سواء كانت هذه الشخصية حقيقية أو خيالية- ليسوا بأعضاء في الجمعية وليسوا من أنصارها ولا تربطهم بها أي رابطة كيفما كان نوعها.

ونؤكد مرة أخرى على أن جمعيتنا لا تؤمن بهذا الأسلوب، أسلوب الاغتيال واستعمال العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها منطلقة من طبيعتها السلمية الرزينة المنبثقة من تعاليم الإسلام الداعية إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.

٣- جمعية الشبيبة الإسلامية تمارس نشاطها في الدعوة إلى الله في واضحة النهار، فلا صلة لرئيسها ولا لغيره من أعضاء الجمعية بخلية سرية تتلقى منه الأوامر والتعليمات باغتيال شخص أو الاعتداء على آخر، بل إن أفرادها المنتظمين في صفوفها يحترمون القانون ويعملون بمقتضاه، كما هو مبين في قوانين الجمعية المنظمة لنشاطاتها.

٤ - رئيس الجمعية السيد عبد الكريم مطيع ونائبه السيد إبراهيم كمال براء كل البراءة من قضية الاغتيال هذه، والجمعية على يقين تام من أن العدالة سوف تبرئ ساحتهما وتطلق سراح الأستاذ إبراهيم كمال المعتقل حاليًا إحقاقًا للحق ورفعًا للحيف والظلم الواقع على أعضاء الجمعية العاملة لرفعة الوطن وإصلاح المجتمع، ونحن إذ نؤكد هذه الحقائق فإننا نرجو- كما كنا دائمًا- أن يهدي الله قلوبًا غلفًا وآذانًا صمًا وعيونًا عميًا للحق والسبيل القويم فتتيقن من أننا جمعية آلت على نفسها خدمة الإسلام والمسلمين بعيدًا عن مواطن الفتنة والخلاف، جاعلة نصب عينيها تبليغ تعاليم الإسلام السمحة لكل أفراد الأمة سالكة نهج الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في دعوة الناس بالأسلوب الحكيم والكلمة الطيبة والقدوة الحسنة. ومهما ألصق بنا من تهم باطلة ونعوت كاذبة ورغم كل ما نالنا من مضايقات وظلم واضطهاد فأننا واثقون بأن الله سبحانه لا يخلف وعده لعباده المؤمنين وأن المحنة سوف تزول قريبًا إن شاء الله تعالى، فما اشتدت أزمة إلا انفرجت وما طال ليل إلا انبلج بعده صبح ولن يغلب عسر يسرين أبدًا.

وصدق الله العظيم إذ قال ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (آل عمران: 186).

ولذا فإننا نهيب بالإخوة أعضاء الجمعية أن يعتصموا بالصبر الجميل ويتحلوا بالتقوى والحلم ويستمسكوا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولًا.

كتب في الرباط بتاريخ ٣ صفر ١٣٩٦
موافق ٢٤ يناير ١٩٧٧

الرابط المختصر :