; حول مشكلة الأكراد - الحل هو تذويب القوميات في الإسلام | مجلة المجتمع

العنوان حول مشكلة الأكراد - الحل هو تذويب القوميات في الإسلام

الكاتب المستشار سالم البهنساوي

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1974

مشاهدات 20

نشر في العدد 193

نشر في الصفحة 45

الثلاثاء 26-مارس-1974

حول مشكلة الأكراد

الحل هو تذويب القوميات في الإسلام

بقلم الأستاذ: سالم البهنساوي

نقلت إلينا وكالة الأنباء التركية وغيرها أن قتالًا نشب بين القوات العراقية ورجال القبائل الكردية.

كما نقلت إلينا وكالة رويتر أن راديو الملا مصطفى البرزاني دعا الأكراد إلى حمل السلاح، ورفض اقتراحات الحكومة العراقية المتعلقة بالحكم الذاتي للأكراد.

كما أذاعت صحف تركية بأن الأكراد زودوا بأسلحة جديدة من إيران، غير أن سفارة إيران في أنقرة نفت ذلك.

ولقد حاول بعض الكتاب تحليل الموقف وعلاج الأزمة بتوجيه النقد إلى الملا البرزاني؛ لأنه لم يقبل الحكم الذاتي وآثر الصراع والقتال إلى غير مصلحة، وهذه جهود مشكورة لهؤلاء الذين يريدون الحد من سفك الدماء، ولكن رغم خطأ البرزاني فإن الحكم الذاتي لا يحقق الاستقرار المنشود، فهل يمكن أن يصارح العرب أنفسهم بأسباب الصراع والعلاج الطبيعي والحاسم له، أم تقوم القيامة لو قلنا غير ما ألفه الناس وارتبطت به مصالحهم؟!

لقد أشعل لورانس ومكماهون نعرات الوطنية والقومية في المنطقة العربية، وكان المراد بها هو ثورة العرب على تركيا لتتمكن أوربا من احتلال المنطقة والقضاء على اتحاد العالم الإسلامي الممثل آنذاك في الخلافة التركية، وانخدع العرب بالوعود الكاذبة، والتي كانت لا تنطلي أصلًا على الصبيان؛ لأن النفاق في هذه الوعود كان أسطع من الشمس، فرسائل اليهودي مكماهون كانت تتضمن عبارات تنطق بالنفاق والكذب في شكلها وفحواها؛ من ذلك خطابه إلى أمير مكة، ونصه: «إلى ساحة ذلك المقام الرفيع ذي الحسب الطاهر والنسب الفاخر، قبلة الإسلام والمسلمين، معدن الشرف، وطيد المحتد، سلالة الرحمن المحمدي الشريف، ابن الشريف حسين بن علي أمير مكة المعظم، زاده الله رفعة وعلاء، آمين».

وكانت وعود مكماهون لا تقل عن هذا النفاق، ففيها بالحرف الواحد: «فنحن نؤكد لكم أقوال اللورد كتشنر التي وصلت سيادتكم على يد علي أفندي، والتي كان موضحًا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها، مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها، وإنا نصرح هنا مرة أخرى أن جلالة ملكة بريطانيا العظمى ترحب باسترداد الخلافة على يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة». صدر في ٢٠ أغسطس سنة ١٩١٥م.

فبمثل هذه الوعود كفل العرب للجيوش البريطانية الأمن والخدمات، وللفرنسيين مثل ذلك؛ لأنهم حلفاء جاءوا لإقامة الخلافة الإسلامية العربية الهاشمية! ثم كان ما سمي بالثورة العربية الكبرى التي أدت إلى احتلال بريطانيا وفرنسا للعالم العربي، والتي قال عنها لورانس في كتابه: أعمدة الحكمة السبعة: «استطاع اللنبي بحكمته أن يحقق ذلك «أي إسقاط الخلافة التركية» ودون أن يراق دم إنجليزي». وهكذا أشعل هؤلاء النعرات القومية العرقية، والمراد بها ترك رابطة الإسلام العالمية والتي توحد بين الجميع، والتمسك بالقوميات التي تفتت الأمة، ثم إحياء الآثار والأجناس القديمة، فالمصريون أحفاد الفراعنة، واللبنانيون أحفاد الفينيقيين، والعراقيون أحفاد البابليين، والحجازيون أحفاد العرب، ثم تحول ذلك إلى صراع القوميات؛ فهذه قومية عربية، وتلك كردية، وبتركيا طورانية، وبغيرها بربرية، وهكذا يجدد العرب المسلمون ما قضى عليه الإسلام من النعرات الجاهلية، وذلك باسم الوطنية والحرية والقومية. فهل أدرك القوم ذلك بعد أن وزعت أوطانهم وفرقت أوصالهم، أم أن العصبية والمصالح ستحجب الرؤية أم سترفع شعارات أخرى واتهامات لكل من كشف النقاب عن مكمن الخطر وكل من تمسك بقول الله: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (الأنبياء: ٩٢)؟

لقد وجد بجانب صراع القوميات، صراع الأيديولوجيات، فهذه دولة رجعية، وتلك تقدمية، والشعوب هي المجني عليها هنا وهناك، فهل إلى علاج من سبيل؟

سالم البهنساوي

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

كونوا مسلمين!

نشر في العدد 14

32

الثلاثاء 16-يونيو-1970

إرتريا بعد المعركة..

نشر في العدد 337

10

الثلاثاء 15-فبراير-1977