; حُداءُ الشِّعْرِ محمودُ | مجلة المجتمع

العنوان حُداءُ الشِّعْرِ محمودُ

الكاتب أ.د. عبدالرحمن علي الحجي

تاريخ النشر الأحد 01-يوليو-2018

مشاهدات 13

نشر في العدد 2121

نشر في الصفحة 64

الأحد 01-يوليو-2018

حُدَاءُ الشعرِ للأُنْسِ محمودُ

وهاجِسُ النفسِ للأقوالِ مَمْدُودُ

فَلَنِعْمَ الحُدَاءُ ما كانَ عَفْواً

إذا مالَتْ إليها فيــــهِ تَجْديدُ

 

الجمعة 25/9/2009م، عندَ بَواقِي ثُمَالات(1) عيد الفطر المبارك، صَحَوْتُ حول الأذان فَجْراً، والجو مملوءٌ بِعَبَق مِسْكِه الفياض المُتَضوع، تموج آفاقُ صباحه الميمون نَشْرُه وانتشارُه، للخاطر كلامٌ ناغمٌ، وُلُوجُ ميدان الشعر العَذْبِ الهَنِيّ الرقيق.. مضيتُ بهذه القصيدة، بنكهة أدب وشِعْر الوزير الغَرْناطي لسان الدين بن الخطيب، بآفاقها المِدْرارَة عاليةَ الجَدَارَة.. ثم جَرى استكمالها في مدريد الثلاثاء 3/10/2017م.

 

قرؤوا الشِّعْرَ بباقاتِ الوُرُودْ

أَلَقُ الأَجْـــــــــواءِ مُنْسَاباً يَجُودْ

هَيَّا احملُوا لله أعلامَ الهُدَى

ثم نادُوا بالوَرَى عَمَّنْ يَزُودْ

زَوِّدُهمْ بالمعاني وارفعوا

لا يُدانِيهِ انطفاءٌ أو خُمُودْ

عَمَلٌ أَنْعَشَ حَقَّاً واَنْجَلى

كُلَّما تُتْقِنُهُ يَحْمِي السُّدُودْ

واكتُبوا مِـــــــنْ نَسْجِها مُشْتاقَةً

آهاتُ وَجْدٍ عامـــــرٍ حيثُ يَعُودْ

لِعُشوشِ النفس أَرْتـــــــــالاً لها

في هَواها طائــراً نحوَ الصُّعُودْ

وهُيامٌ غَمَــــــــــرَ الذاتَ هَوَىً

مَلأتْ أَرْكانَــــــــــهُ دونَ حُدُودْ

وُكُنَاتُ(2) الطيْرِ قد حاطتْ بــــه

مائجاتٌ في عُلاهـــــــا لا قُيُودْ

مائلاتٌ ضِمْــــنَ أَسرابِ النَّوَى(3)

عانَقَتْها رِقــــــــــةً وهي رُعُودْ

هَفْهَفاتٌ مَيْلُها تَهْوَى العُـــــلا

في حُداءٍ باهـــــــرٍ نَسْلُ جُدُودْ         

أطْرَبَ الأَنْغامَ فيها دَهْــــــــرَهُ

يَتَعالى فـــــــــي غِيابٍ وشُهُودْ

فَخُذُوهُ وانْثُرُوهُ حَوْلَنا

هذه الأَطيابُ مِـــنْ تلكَ الوُرُودْ

كَتَبَتْ أَقلامُهُ في وَجْهِهِ

يا شَقِيقَ الروحِ أهواكَ عُقُــــودْ(4)

لَحِّنِ الأَنْغامَ أَفْراحَ الهَنـــــــــا

هذا يومُ الدهــرِ تُحْييهِ الحُشُودْ

سَلَكَتْ فـــــي مَوْكبٍ تَرْقَى به

واستمالتْ نحوها عِنْدَ السُّجُودْ

يا رفيقَ الدربِ هـــــذا حُبُّكمْ

خَفَقَ القلبُ بــــــــه وَهْوَ عَنُودْ(5)

يَتَوالى خَفْقُها في نَعْمــــــــــةٍ

بلُزوُمِ الوُدِّ باتَتْ كالعُهُــــــــودْ

ومَضَتْ تَمْشي علـى مِهْمازِهِ(6)

يا طَرُوباً بالأَناشيدِ تَقُــــــــــودْ

نَسَجَتْ فـــــــــي حُبِّهِ أردانَهُ

سائراً في الركبِ أَمثالَ الطرودْ

دَنْدِنــــــــــوا فيهِ بآلاتِ الوَفا

نَغَمٌ يَرْجُــــــــــوهُ والكُلُّ وَدُودْ

صَوْتُهُ يأْبَــــــــى فيَجْنِي أدَباً

في حَناياهُ تَرامَــــــــى بالوُعُودْ

لِيُنادِي في الديـــــــــارِ قائلاً:

اسْجُدُوا لله خَلاَّقِ الوُجُــــــــــودْ

في جُلُوسٍ عندَ حَبَّاتِ القلوبْ

تَكْتُبُ الشِّعْرَ دَوامــــــــاً وتَجُودْ

برقيقِ القَوْلِ لَمَسَتْ أحْرُفُهـا

كامِنَ الأشـــــواقِ بالحُبَّ الوَلُودْ

أنْمُلاتٌ(7) سابِغــــــاتٌ سِتْرُها

بالكمالاتٍ وِشاحـــــــــــاً للخُدُودْ

يا لها أُمْنيةً دانَتْ لهــــــــــــا

ثم مالَتْ مِـــــــنْ أعاليها الرُّدُودْ

مالتْ الأشجارُ فيها رَوْعــــةً

حانِيَاتِ الظلِّ حَفَّتْهُ السُّعُودْ

رَفْرَفاتِ النفسِ طافَتْ رِقـــةً

مَنَحَتْ في خَفْقِها نحــــــوَ البُنُودْ

في دِثــــــــارٍ قارَبَتْ أسْداؤهُ

لامَسَتْها لُحْمةٌ(8) فيهـــــــــا القُعُودْ

قائمــــــــاتٍ حَوْلَها لَمَّا دَنَتْ

مُفْرِحاتٍ تَرْتَوي منهــــا الجُهُودْ

لا تَمَلُّ والهُدَى تَحْفَظهُ

نِعْمَ دارٌ أنتِ فيها لِتَســــــــــــودْ

عبقريُّ الروحِ عُذْريُّ الهَوَى

بِصفــــــــاءٍ يَرْتَدي خَيْرَ البُرُود(9)

وخِطابي في الدُّنا أُخْلِصُــهُ

لكريــــــــــمِ النفسِ بالحُبِّ يَذُودْ

أنا مَنْ أَهْوَى وإيــــــاهُ جديدْ

أنت في الخيرِ طليقٌ بالقُيُودْ

خَلَجَاتٌ في حنايـــاها سَرَتْ

تُورِثُ الفوزَ رَخيّاً بالرُّفُودْ(10)

تَتَهادَى في عَشِيّاتِ المُنَــــى

مُتْرَعاتِ البَأْسِ تتلوها رُدُودْ

شامِخــاتٌ فوقَ ذياكَ الذُّرَى(11)

وربيعُ النفس للفَهْمِ مُهُودْ(12)

ارفعوا الأيدي إلى الله الذي

كلما تدعو تَلَقَّاكَ المُدُودْ

يا مُقِيماً ثَبِّتِ العِلْمَ وقُمْ

دائماً للحَقِّ يَحْيَا بالنُّجُودْ(13)

هذا دَرْبٌ فيه أَمْدادُ التُّقَى

يُفْرِحُ النَّفْسَ وتَحْمِيهِ أُسُودْ

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

إلى الأمهات المسلمات

نشر في العدد 2

14

الثلاثاء 24-مارس-1970

السّطور الخضر

نشر في العدد 4

13

الثلاثاء 07-أبريل-1970

رد على إسفاف المشبوه

نشر في العدد 42

13

الثلاثاء 05-يناير-1971