; رسائل (600) | مجلة المجتمع

العنوان رسائل (600)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-ديسمبر-1982

مشاهدات 14

نشر في العدد 600

نشر في الصفحة 46

الثلاثاء 21-ديسمبر-1982

إلى أين

إلى أين؟

  • ثلاثون عامًا وأربعة.. والشعب الفلسطيني يسير في‏ ركب الحياة متشردًا تتناوشه الأحداث، تمزقه الأيدي على طاولة المؤامرات، تلوك قضيته آلاف الأفواه، تمتد إليه مخالب بشرية، باسم التضامن مرة، وباسم العروبة مرة أخرى، لتطعنه من الخلف بأسلحة شرقية وأخرى غربية.

ثلاثون عامًا وأربعة.. وذلك الشعب يعيش ورياح سوداء تعصف به، فيطرب لأصوات الشجب والاستنكار الناعقة كغربان سوداء على طلال مهجورة، يضحك عليه بكتاب «أسود» تارة، وبمعاهدة استسلام تارة أخرى. 

يستجدي من الدول الغربية والشرقية أسباب الحضارة وحلولًا موضوعية. يقف بباب المحادثات ينتظر جوابًا، وتمر السنون به وهو يقف.

‏ثلاثون عامًا وأربعة.. حتى حدث بالأمس ما حدث في مخيمي صبرا وشاتيلا، وأعيدت أسطوانات الشجب والسب، وكتبت الصحف وصورت إلى أن وقعت بين يدي إحدى المجلات (1)‏ فقرأت على صفحتها ما نصه:

‏«كشفت مصادر مطلعة أن منظمة التحرير الفلسطينية طلبت من مجموعة من المحامين الأمريكيين درس إمكان إقامة دعوى أمام المحاكم الأميركية على إدارة الرئيس ريغان؛ لأنها أخلت بالتعهدات التي قدمتها لضمان أمن المخيمات الفلسطينية في بيروت والحفاظ على حياة سكانها. 

أجاب المحامون المعنيون الذين يواصلون دراسة الموضوع أن هذه ستكون سابقة لا مثيل لها، وأنه في الأحوال المماثلة أقيمت الدعاوى أمام محكمة العدل الدولية، من جهة أخرى علم أن هيئات وجمعيات خيرية أمريكية تدرس توجيه دعوى إلى بعض ذوي عدد من الضحايا في مخيمي صبرا وشاتيلا لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية وعقد لقاءات صحافية وإذاعية وتلفزيونية معهم».

‏وتتزاحم على شفتي أسئلة ملحاحة: لمن لجأوا؟! ومتى عرفت أمريكا بالتزام العهد حتى أخلت بهذا العهد؟! ثم ألم تكفنا الدراسات التي زعموا «فخارًا»‏ أنها درست حتى يدرسوا هذه القضية؟ وأي جمعيات خيرية هذه؟!

وآلمني فعلًا.. ما وصل إليه أمرنا، ووجدت أن خير ما يوصف به حالنا اليوم هو قول

الشاعر:

            يا أمة لخصوم ضدها احتكمت             كيف ارتضيت خصيمًا ظالمًا حكمًا

‏وعدت إلى عقلي استحضر فيه كلمات قرأتها على صفحات كتاب (‎٢‏) للإرهابي مناحيم بيغن إذ يقول فيه:

‏«وتذكرت نفسي عندما كنت سجينًا، وتذكرت الألم والعذاب والوحشية التي كانت تقض علي مضجعي، وتذكرت أيضًا أن هذه هي حالة هؤلاء المائتين والواحد والخمسين منفيًا الآن، فلا عجب إذن أن يكون رد الفعل الوحيد لمنظمتنا هو العمل بأية طريقة، وبأي ثمن لإرجاع هؤلاء المنفيين ولمنع نفي غيرهم.

‏كنا نكره المساومة والمفاوضة، فلو أخبرتنا الحكومة يومها أننا سنتوقف عن القتال لما أرجعوا المنفيين إلى معتقل اللطرون فقط بل لأعتقوهم من سجنهم أيضًا ولكننا صمَّمنا على القتال حتى النهاية لكي نفهم الحكومة أن عملها هذا لم يؤثر فينا أبدًا بل زادنا ثورة واشتعالًا.

‏ترى لو تأملنا ما بنا في ضوء هذا الكلام فإلى أي مدى يصل بنا التفكير.

أنهم فعلًا لم يرضوا بالمساومة والمفاوضة.. أنهم عذبوا واضطهدوا.. ولكنهم صمموا.. وقاتلوا بكلمة خبيثة وسلاح غادر، فكان لهم ما أرادوا.

‏فقف معي أيها القلم الشرود وتأمل. 

ألا ترى أنه الضياع.. ضياع هذه الأمة يوم أن سلكت دروبًا شتى بشعارات خرقاء. ويوم أن راحت تأكل الفتات على مآدب السياسة، ويوم أن راحت تستجدي النصرة من أعدائها، ويوم أن اتخذت غير الله ربًّا وغير كتابه منهاجًا.. فجرى لها ما جرى.

‏ايه أيها القلم..

‏والله إني أحب شعبي، وأحب وطني.. وأحب الخير لكل الناس.. فعذرًا إذ قسوت عليك لكلماتي، فمرامي أقلام حرة.. وعقول واعية.. وقلوب متوجهة إلى خالقها.

ساجدة محمد أبو فارس - الأردن

1- مجلة «المجلة» العدد 141 السبت 23 – 29 تشرين الأول «أكتوبر» 1982م 6 – 12 محرم 1403 هـ  ص 11.

‎٢‏ - كتاب «يوميات الإرهابي» مناحيم بيغن، ترجمة وتقديم معين أحمد محمود. إصدار دار ‏المسيرة، ص ٤٨‏. 

 

‏المؤمن الصادق

  • حدد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة صفات الإنسان المؤمن، الذي اتصف بصفات الإسلام كاملة، واقتدى بها وامتثل بكل صغيرة وكبيرة منها حتى بانت عليه آثارها، وأصبحت نتائجها إيجابية على المجتمع الإسلامي بكامله.

‏فمن صفات المؤمن الصادق كما جاء في القرآن الكريم ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ 

وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (سورة الأنفال: 2).

ومن وصايا وأحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن المؤمن الصادق قوله: «إن‏ أحبكم إلي، وأقربكم مني مجالس يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون» وقوله عليه السلام: «المؤمن‏ للمؤمن يشد بعضه بعضًا، وقوله: «اعف عمن ظلمك، وصل من قطعك.. وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك".

وقوله عليه السلام: «من‏ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».‏

هذه هي صفات الإنسان المؤمن التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تلك الصفات السامية، والأخلاق العالية والمبادئ الرفيعة التي تنقذ المجتمعات البشرية من الهلاك والفساد والدمار حين يتمسك بها الناس فكرًا ومنهجًا وسلوكًا وعملًا.

محمود زيدان السفاريني

 

هل يتنبه المسؤولون؟

  • قرأت المقال الذي نشرته مجلتكم في عددها رقم ‎٥٩٨‏ تاريخ 7/12/1982بعنوان أبونا آدم .....

..... وليس القرد رد فيه الشيخ الفاضل الحسيني على ما كتبته مجلة أخبار الخليج في عددها ٢٠٧٢‏، ‏وقد أجاد أستاذنا الفاضل- حفظه الله- في رده وأريد أن أعقب قليلًا حول الموضوع فأقول إن هؤلاء الذين يريدون إحياء نظرية أصل الأنواع، أناس انحسر عن قلوبهم الإيمان بالخالق الواحد الأحد وبالتالي لم يعد يدور في مخيلتهم معنى الثواب والعقاب ولم تعد للفضائل والقيم والمثل مكانة في نفوسهم. 

الإنسان في نظرهم جسد تحركه الغرائز والشهوات، لذلك لا بد من إشباعها. 

إن نشر مثل هذه المقالات في مجلات تصدر في دول إسلامية تشكل خطرًا كبيرًا على عقول الناشئة ويؤدي بها إلى التمزق فهل يتنبه المسؤولون إلى خطورة نشر أمثال هذه المقالات ويتخذون إجراءات صارمة ضد من يريد تشويه عقيدة الأمة؟

عبد الكريم – الكويت

 

ردود سريعة

  • الأخ الفاضل نافع محمد – الكويت

وصلت رسالتكم بارك الله بجهودكم وكنا نود نشرها على صفحات المجتمع لكن علمنا بأن السيد وزير الداخلية قد أصدر قرارًا منع بموجبه حفلات رأس السنة الميلادية، جزاه الله كل خير لذلك توقفنا عن نشر الرسالة.

الإسلام لن يموت

  • لأول مرة أخذت القلم وكتبت هذه الطور لأعلق على حديث علق عليه أخ لنا في الإسلام. في العدد 594، قال الأخ: الصليبية تستيقظ والإسلام يموت.

نعم الصليبية تستيقظ لكن الإسلام لا يموت ولن يموت أبدًا، المسلمون هم الذين يقتلون ويذبحون والإسلام لن يُخذل؛ لأن الله- سبحانه- وعدنا بنصره وحفظه في قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (سورة الحجر: 9). ويقول سبحانه: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ (سورة الفتح: 28). إذن فهذا دليل على أن الله- سبحانه وتعالى- لا يقيم الساعة حتى يمتلئ نوره جميع المعمورة.

الدملاني محمد – المغرب

 

التاريخ للحاضر والمستقبل

يبدو أننا أمة لا تقرأ التاريخ وإذا قرأت نسيت، وإذا لم تنس لم تعمل بما في التاريخ من عظات وعبر؛ لأن التاريخ دائمًا ليس للتاريخ وإنما التاريخ للحاضر والمستقبل. وكما يبدو أننا أمة لا تدرس التاريخ لاستخراج العظات والعبر وإنما ندرسه حوادث جافة ليس من ورائها عبرة ولا عظة. 

وبهذه الدراسة نكون قد تنكبنا الطريق إلى دراسة التاريخ. 

إن الأمم دائمًا تقوم نهضتها على دراسة وتحليل تاريخها ولا سيما الأمم ذات التاريخ المربوط بالعقيدة، ومن هذه الدراسة تستلهم الصواب وتتجنب الخطأ.

‏أما نحن في الأماكن والأقطار التي سمت نفسها سواء العربية أو الإسلامية لا نجد من

يلفت نظرنا إلى مثل هذه الدراسة وكأن يدًا خفية تريد أن تنفصل عن ماضيها ومن ثم تكون هذه الأجيال في مهب الصراعات العالمية، وهذا ما يجري على الساحة الإعلامية العربية الآن وهو لا يخفى على أحد، وإلا كيف نفهم هذا العويل والبكاء الإعلامي كلما هاجمنا عدوًا قزمًا كان أو عملاقًا؟ وكيف نفهم هذه الاحتجاجات على الغزو الإسرائيلي التي قلما يصاحبها عملًا جادًا؟

م. م. م

 

  • الأخ أبا محمد

دعوتكم لإزالة الفوارق المذهبية بين السنة والشيعة أمل يجول في ذهن كل مسلم حريص على دينه وعقيدته، ولا شك أن الجهل في أمور الدين هو سبب استمرارية هذا الخلاف. 

لكن دعوتكم هذه كما وردت في الرسالة كانت مقترنة بالدفاع عن فئة معينة وادعاء الحق كل الحق في جانبها، وهذا عين الخطأ أن ندعي الصواب والحق كله في جانبنا ونتجاهل الحق في جانب غيرنا، إن لم نتهم غيرنا بالخطأ والضلال.

إن المسلم إذا أراد الوصول إلى الحقيقة التي لا غبار عليها عليه أن يبدأ معتقدًا الخطأ في جانبه والصواب في غيره ثم يبدأ عملية البحث والتقصي حتى يصل إلى القناعة واليقين في الاعتقاد والرأي.

وفقنا الله وإياكم أيها الأخ الكريم لما فيه خير الإسلام والمسلمين مع الدعاء إلى الله أن يجمع الشمل، ويوحد الكلمة لترتفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله خفاقة في العالمين ويومها يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

  • الأخ ي. م

نصيحتكم لبعض محرري مجلة المجتمع الذين تنشر صورهم بدون لحى، بأن يزينوا وجوههم باللحى دعوة تنم عن إيمان صادق إن شاء الله وتنطلق من باب التناصح بين المسلمين بارك الله بكم.

 

  • الأخ علم عبد الله يوسف

‏حولنا طلبك إلى قسم الاشتراكات، أما بخصوص الانتساب إلى جامعة الكويت فيمكنك مراسلة الجامعة مباشرة على العنوان التالي «جامعة الكويت – الكويت» وجزاكم الله كل خير على اهتماماتكم الإسلامية.

 

  • الأخ أبا أسامة - المغرب

استهزاء بعض الكُتَّاب المعادين للإسلام ومنهم هذا «الكاتب الكويت» الذي أطلقت عليه اسم «جزار التراث» لن يزيد المسلمين إلا ثباتًا على المنهج الرباني وازدراء بتلك العقول السخيفة ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ 

 

تحية لوزارة الإعلام وتحية لمحكمة الجنايات

  • منح الله عبيده مواهب من الفكر والذكاء والعبقرية والفطنة فصرفوها واستخدموها في النفع العام فكان من آثارها ما نشاهده من منافع في حياتنا العامة والخاصة والروحية والمادية ومن ضروريات وكماليات، فطوقوا عنق الإنسانية بالجميل واستحقوا عليها كل التقدير.

أما أولنك الذين وجهوا ذكاءهم وعبقرياتهم ومواهبهم في الشر والضرر ومحاولة تحطيم كيان الأمم وإفسادها وإشاعة الفوضى والدمار والخراب، فلا ريب أنهم يستحقون كل اللعنات والإدانات والطرد من رحمة الله جزاء ما اقترفوا في حق الإنسانية من آثام. 

ومن هذه السموم الضارة ما يغمر الأسواق الآن من كتب في الأدب ودواوين في الشعر لشعراء وأدباء وهبهم الله قوة في التعبير وعذوبة في اللفظ وسلاسة في الأسلوب، ولكن مفعول ذلك وآثاره على الناس كمفعول الحشيش وسائر المخدرات، وأني لأتساءل هل للأديب أو الشاعر إذا استطاع أن يجذب إلى شعره وأدبه جماهير من المعجبين أن يستغل إنتاجه في إثارة الغرائز والدعوة إلى الإباحية والإلحاد وإذا كان غرضه الكسب المادي من إنتاجه بسبب إقبال المراهقين والمراهقات على مثل هذا النوع من الإنتاج فهل له أن يستغل أدبه في الكسب غير المشروع. 

وهل هذا الإقبال والتهافت على إنتاجه من قبل هذا الصنف من الناس يعتبر مقياسًا ودليلًا على جودة هذا الإنتاج. 

إنها تساؤلات ألقيها على أولئك الذين أعمتهم المادة وأعماهم الباطل عن واجبهم نحو مجتمعاتهم وأمتهم فليتقوا الله فيما يقولون ويكتبون، ولقد أحسنت وزارة الإعلام في الكويت صنعًا عندما قررت منع عرض مثل هذا الإنتاج في معرضها السنوي هذا العام وحرمت دخوله إلى بلادها، وقد حاول صاحب هذا الإنتاج وهو شاعر معروف له أنصار في كل مكان ومعجبين ومعجبات في كل صقع أن يحتج ويجعل من إقبال المراهقين والمراهقات على إنتاجه دليلًا على حسنه وجودته وحجة على وزارة الإعلام في منعه. 

نقول لهذا الشاعر إن إقبال هؤلاء على هذا النوع من الأدب كإقبالهم على الأفيون والحشيش والمخدرات سواءً بسواء، فإذا سمحت أي دولة لهذه المواد أن تدخل إلى بلادها فإنها إنما تجلب الدمار والفساد والضرر والانحلال والأمراض والأسقام، ولقد قالت محكمة الجنايات بالكويت كلمة الحق عندما أدانت هذا الشاعر على قصيدته «أسئلة إلى الله». 

لما فيها من إلحاد وكفر وخروج على القيم، فتحية لوزارة الإعلام بالكويت وتحية لمحكمة الجنايات بالكويت، وإني لأتساءل هل بهذا الإنتاج تُبنى الأهم وترسخ قواعد العدل.

أما كان الأجدر أن يشكر هؤلاء ربهم على ما أنعم عليهم من مواهب بدلًا من أن يكفروا به ويفسدوا عباده ونحن العرب الذين فشلنا في هذا العصر في كل الميادين وانحصرت اختراعاتنا في صنامة الكلام، أما كان الأجدر بنا على الأقل أن نجعل من هذا الكلام كلامًا مفيدًا لا نفسد به أخلاقًا ولا نحارب به العقيدة التي لولاها ما كنا وما كان لنا تاريخ يشاد به في هذه الدنيا، لماذا يجعل البعض من أنفسهم أصنامًا ينطق في أفواههم الشيطان ويوسوس في صدورهم أعداء الإسلام.

وإذا كان لنا أن نعتبر بالتاريخ فإن حالتنا اليوم مشابهة للحالة التي كانت عليها أيام اجتاحت جيوش الصليبيين ديار المسلمين في القرن الخامس الهجري واحتلوا القدس الشريف. 

فهل انصرف المثقفون والأدباء والشعراء آنذاك إلى إثارة الغرائز الجنسية والهجوم على الأخلاق والعقائد، أو أنهم خاضوا غمار الحروب ودعوا إلى العزم والتصميم والدفاع عن العقيدة والعرض والوطن.

فما أشبه الليلة بالبارحة والمحنة واحدة، ولكن شتان بين رجال الأمس ورجال اليوم فقد أصبحت حالنا اليوم:

كبهيمة عمياء قاد زمامها                                       أعمى على عوج الطريق الأعوج

عبد القادر بن محمد العماري

 

كفاكم تخبطًا أيها الأدعياء؟!

  • الرسول- صلى الله عليه وسلم- أخبر عندما سُئل أيهما تفتح أولًا القسطنطينية أم روما؟ فأجاب أن مدينة هرقل «القسطنطينية» ستفتح أولًا وتحققت نبوءة الرسول الأعظم بعد ثمانمائة عام وكان الفتح الميمون على يد القائد المسلم.. السلطان العثماني محمد الفاتح وقد بارك الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأشاد بهذا الفتح وقائده.

واليوم تنطلق العديد من السهام المشبوهة نحو الخلافة العثمانية من قبل أدعياء التقدمية والنضال محاولة النيل منها والحط من شأنها واصفة إياها بالدولة المستعمرة!!

لماذا يا أدعياء التقدم والحضارة هذا التهجم المكشوف على دولة أشاد بها الرسول-صلى الله عليه وسلم- ولماذا تصفونها بالاستعمار!

أريد أن أسألكم عن حال العرب والمسلمين عندما أعاد المسلمون العثمانيون مجد الخلافة؟ هل كانوا أمة موحدة؟ ألم يكونوا يعانون من التمزق والضياع؟ أليس في تسلم العثمانيين للخلافة وبعثها قوية ونشرهم للإسلام في شرقي أوروبا فضل وشرف كبير لهم؟ ماذا فعلتم أنتم بعد تحرركم المزعوم من سلطان الخلافة؟ هل جنيتم إلا الفشل والخيبة؟

من المسؤول عن ضياع الأوطان والمقدسات؟ من المسؤول عن سلسلة الهزائم المتلاحقة التي نكبتم بها أمتكم ألستم أنتم يا أدعياء التقدمية والثورية والوطنية! إن تتبعكم للأخطاء التي وقعت بها الدولة العثمانية في أواخر أيامها، وهذا أمر لا ننكره ومحاولتكم التشهير بها مع إغفال إنجازات هذه الدولة أمر مرفوض بتاتًا لا يستسيغه ولا يتقبله العقل والمنطق السليم، فكفاكم تخبطًا أيها الأدعياء!!‏

 خالد السالم

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 7

32

الثلاثاء 28-أبريل-1970

نشر في العدد 48

30

الثلاثاء 23-فبراير-1971