العنوان دعوة المسلمين للرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله
الكاتب السيد يوسف هاشم الرفاعي
تاريخ النشر الثلاثاء 19-مايو-1970
مشاهدات 25
نشر في العدد 10
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 19-مايو-1970
الحمد لله رب العالمين الدين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعي بدعوته إلى يوم الدين وبعد: فإن من منن الله سبحانه وتعالى العظيمة الجسيمة التي تفضل بها على البشرية جمعاء هو مولد وبعثة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ولقد أكد القرآن الكريم هذه المنة والهبة العظيمة بقوله تعالى في محكم كتابه الكريم ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾( الأنبياء: 107).
فهو صلى الله عليه وسلم رحمة عامة للبشر كافة ورحمة خاصة لأتباعه من المسلمين والعرب الذين بعث بين ظهرانيهم تشير إليه الآية الكريمة ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (التوبة: 128) كما أكدتها الآية الكريمة الأخرى وهي قوله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ (الجمعة: 2) فهو صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والمنة الكبرى التي منّ الله تعالى بها على الإنسانية عندما أظلم ليلها واشتد ظلامها وطغت جاهليتها واختلت موازينها عندما فشي فيها الظلم وانعدام العدل عندما ظهر فيها الباطل على الحق والقوي على الضعيف والغني على الفقير والكفر على الإيمان، فكانت رسالته صلى الله عليه وسلم الوسيلة الربانية التي أعيد بها الحق إلى نصابه.
فصححت القيم وعدلت المقاييس وجاء الحق معه فزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا ﴿قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (المائدة: 15-16).
لقد عاش المسلمون والبشر عامة أسعد أيام حياتهم عندما ظهر أمر الله بالإسلام فقامت دولته نبراسًا للخير والرخاء والإنسانية والقيم المثلى العملية، فلما زالت دولته عاد الناس والمسلمون إلى شقائهم وسوء حالهم ولا منقذ اليوم كما أنه لم یکن منقذًا بالأمس إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، خاصة في هذه الأيام التي يتخبط بها الجميع في جاهلية جديدة أشد وأنكر من جاهليتهم الأولى حيث إنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
في ذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم. ندعو المسلمين كافة إلى الرجوع إلى رسالته وسنته فيها عزهم وسعادتهم وبها إنقاذ البشرية كافة مما تعانيه وتقاسيه، صلى الله عليك يا رسول الله في الأولين والآخرين وعلى صحابتك المكرمين والطاهرين ومن اتبعك بإحسان إلى يوم الدين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل