العنوان تاريخ لا يُنسى
الكاتب د. عبد المنعم تعيلب
تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1971
مشاهدات 23
نشر في العدد 48
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 23-فبراير-1971
من كتاب الله تبارك وتعالى:
﴿وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الإسراء: 76).
﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ﴾ (محمد: 13).
﴿... الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر: 9).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ (الممتحنة: 10).
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ ﴾ (الأنفال: 72)
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ (الأنفال: 74).
﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ ﴾ (النساء: 100).
من حديث المصطفى رسول الله: تقول عائشة:
«فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحو الظهيرة قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي والله ما جاء في هذه الساعة إلا أمرٌ. قالت عائشة فجاء رسول الله فاستأذن فأُذن له فدخل، فقال النبي لأبي بكر: أخرج من عندك. فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. قال: فإني قد أذن لي في الخروج، فقال أبو بكر: الصحبة!! بأبي أنت يا رسول الله. قال رسول الله: نعم. قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالثمن. قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز، وصنعنا لهم سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سُميت ذات النطاقين.
قالت ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قریش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرًا إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين تختلط الظلام.
واستأجر رسول الله وأبو بكر رجلًا من بني الديل هاديًا، وكان على دين کفار قریش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما صبح ثلاث، ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث.
وانطلق معهما عامر بن فهيرة -مولى أبي بكر- والدليل فأخذ بهم طريق السواحل..قال سراقة: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره، فبينما أنا جالس في مجلس قومي بني مدلج، إذ أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة: إني قد رأيت آنفًا أسودة بالساحل أراها محمد وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانًا وفلانًا انطلقوا بأعيننا.
ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرس وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخدت رمحي.. حتى أتيت فرسي فركبتها.. حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض.
فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها.. فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرس حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله.. فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبــار ما يريد الناس بهم.
وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا قالا: أخفِ عنَّا.
فسألته أن يكتب لي کتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم، ثم مضى رسول الله.
-----
* ملاحظة: نُشر المقال في الأصل باسم د. عبد المنعم النمر عن طريق الخطأ، وقد نوهت المجلة في العدد التالي عن هذا الخطأ، واعتذرت عنه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل